قيامته وظهوراته .. عربون الأبدية

ظهورات الرب بعد قيامته كانت جزء من تدبيره للخلاص ، أراد أن يعلن لتلاميذه حقيقة قيامته ويوضح لهم كثير من الحقائق الإيمانية ، فقضى معهم فترة قبل أن يصعد الى السماء وظهر لهم إحدى عشرة مرة فى مواقف مختلفة ، وأخيرا ظهر لشاول الطرسوسى المعاند لكنيسة الرب ليدعوه دعوة خاصة ويصيره بولس رسول الأمم ..  

 

نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال افريقيا فى مقاله "الخمسين المقدسة " وضح لنا مقاصد الرب من ظهوراته العديدة لتلاميذه وذلك فى عدة نقاط أولا : توضيح مفاهيم هامة تخص الإيمان منها حقيقية جسد القيامة ومجد هذا الجسد ، كان الرب يسوع يظهر بجسده الممجد الذى يعلن حقيقة قيامته ومجد لاهوته ، بهذا الجسد استطاع الرب أن يخرج من القبر والحجر موضوع ومختوم واستطاع أن يدخل الى العلية والأبواب مغلقة وبهذا الجسد صعد الى السماء ، فهو جسد ممجد يمكنه أن يبقى فى المجد السماوى الى وقت مجيئه الثانى ، بل هذا الجسد يحمل أثار الألم والمسامير والحربة ، بجسده شارك الرب تلاميذه الطعام بعد قيامته لكى يؤكد لهم عربون القيامة الأخيرة . 
 

ثانيا: كانت ظهوراته أيضا لكى يعلن غلبته على الموت وبهذا يكون قد أكمل لنا الخلاص وأتم لنا الفداء الذى به حول لنا العقوبة الى خلاص ، لذلك نحن نسميه "موته المحيى" ، فبقيامته لم يعد للموت سلطان على كل المؤمنين باسمه بل صارت لهم الحياة أبدية ، ثالثا : أراد الرب أن يمحو من ذاكرة تلاميذه كل الآلام والاحباطات ويحولها الى مشاعر فرح وبظهوره كان يضمد جرحات تلاميذه ويعلن تغاضيه عن كل ضعفاتهم التى أظهورها فى فترة آلامه ، رابعا: كانت ظهوراته ليوضح لتلاميذه موضوع الكرازة وهو القيامة من بين الأموات وهو ما نادى به التلاميذ فى كل العالم .