المباني الإدارية القديمة
د. مينا ملاك عازر
٣٧:
٠٥
م +02:00 EET
الثلاثاء ٥ يونيو ٢٠١٨
د. مينا ملاك عازر
طبعاً لو حضرتك متابع ما يجري في بلادنا المحروسة، فقد قررت الدولة تغيير العاصمة القديمة بأخرى جديدة إدارية، وهذا جرى في الكثير من الدول بالمناسبة، المهم الدولة قررت بغير سؤالك، لا استشارتك وبلا أهمية ولا ضرورة ولا احتياج لسرعة تنفيذ هذا، وبرغم هذا نفذت بسرعة وبعيد عن رأي جنابك في هذا، وبدأ التشييد في هذه العاصمة الإدارية العملاقة في الوقت الذي يقطن فيه الكثير من المصريين في بيوت لا ترقى لسكنى الآدميين وبلا صرف صحي ولا كهرباء، وجهت الدولة أموال طائلة لمدينة تخلد أسماء القائمين عليها، ولم يتعظ أحد من تلك المدن الهائلة التي أسسها سابقيها ولم تنفعهم شيء، المهم أسست الدولة العاصمة الإدارية بداعي تخفيف الحمل على القاهرة الكبرى بنقل مبانيها، وهذا أمر لو تعلمون عظيم، أن تحلم الدولة بتخفيف الحمل والضغط على الطرق والكباري والمباني بالقاهرة ولا تفكر في تخفيف الضغط بل وتزيده على المواطن، ما يجراش حاجة أمر الدولة ونفذ، لكن أن تبدأ الدولة في تخطيط أن يكون مجلس النواب الجديد يسع لألف عضو وقاعات ومطاعم واستراحات، فهذا أمر مزعج ليس لي ولكن لأجهزة الدولة، فلو كان مخطط أن يكون يوم ما عدد نواب الشعب ألف -لا قدر الله- هذا يعني وبوضوح أن أجهزة الدولة مطالبة بإيجاد ألف شخص موافقون لسياسة الدولة الحالية، وعندهم القدرة على أن يوافقوا على أي شيء، يبدو أن هذا ممكن في نظر سيادتك لكنه بالنسبة لي أظنه صعب مع تقدم الوقت واتضاح فشل سياسات الدولة واختياراتها، في وقت أرى فيه كثير من الشعب يبدا في الانتقال من خانة المؤيد على طول الخط لخانة المتململ من وعود الدولة البراقة.
طبعاً لو حضرتك متابع ما يجري في بلادنا المحروسة، فقد قررت الدولة تغيير العاصمة القديمة بأخرى جديدة إدارية، وهذا جرى في الكثير من الدول بالمناسبة، المهم الدولة قررت بغير سؤالك، لا استشارتك وبلا أهمية ولا ضرورة ولا احتياج لسرعة تنفيذ هذا، وبرغم هذا نفذت بسرعة وبعيد عن رأي جنابك في هذا، وبدأ التشييد في هذه العاصمة الإدارية العملاقة في الوقت الذي يقطن فيه الكثير من المصريين في بيوت لا ترقى لسكنى الآدميين وبلا صرف صحي ولا كهرباء، وجهت الدولة أموال طائلة لمدينة تخلد أسماء القائمين عليها، ولم يتعظ أحد من تلك المدن الهائلة التي أسسها سابقيها ولم تنفعهم شيء، المهم أسست الدولة العاصمة الإدارية بداعي تخفيف الحمل على القاهرة الكبرى بنقل مبانيها، وهذا أمر لو تعلمون عظيم، أن تحلم الدولة بتخفيف الحمل والضغط على الطرق والكباري والمباني بالقاهرة ولا تفكر في تخفيف الضغط بل وتزيده على المواطن، ما يجراش حاجة أمر الدولة ونفذ، لكن أن تبدأ الدولة في تخطيط أن يكون مجلس النواب الجديد يسع لألف عضو وقاعات ومطاعم واستراحات، فهذا أمر مزعج ليس لي ولكن لأجهزة الدولة، فلو كان مخطط أن يكون يوم ما عدد نواب الشعب ألف -لا قدر الله- هذا يعني وبوضوح أن أجهزة الدولة مطالبة بإيجاد ألف شخص موافقون لسياسة الدولة الحالية، وعندهم القدرة على أن يوافقوا على أي شيء، يبدو أن هذا ممكن في نظر سيادتك لكنه بالنسبة لي أظنه صعب مع تقدم الوقت واتضاح فشل سياسات الدولة واختياراتها، في وقت أرى فيه كثير من الشعب يبدا في الانتقال من خانة المؤيد على طول الخط لخانة المتململ من وعود الدولة البراقة.
هناك أمر آخر يجب علينا طرحه ماذا سنفعل في مباني الدولة الإدارية القديمة والبالغ عددها ستة وثلاثين مبنى، واهتمامي بالمباني نابع من اهتمام الدولة بالحجر أكثر من البشر، فكما لم يشغل الدولة كيف ستنتقل أسر العاملين بتلك المباني فجأة للمباني الجديدة لن يشغلني هذا فالأهم الحجر.
لدينا ستة وثلاثين مبنى تقترح الدولة أن تجعل مجلس النواب الحالي متحف، والسؤال إذا كان سيغادر نواب الشعب هذا المبنى فلأي شيء سنذهب؟ فهل هناك أهم من النواب الذين حرمونا من رؤية تجلياتهم على التلفاز وهم يناقشون أمر جلل مثل الموازنة مثلاً، والقوانين التي يورطونا بها، ويوافقون على ضرائب، وتهملهم الحكومة وهي تزيد تذاكر المترو مرتين في أقل من سنة بغير قدرة منهم لمناقشتها، أهناك أجمل من نواب لم يناقشوا الحكومة في استجواب واحد حتى لحظتنا هذه منذ أن تشكل المجلس للآن! أظن غياب بعض النواب عن المجلس لوجودهم في المجلس الجديد سيفقد المجلس القديم الكثير من أهميته المتحفية.
المختصر المفيد مجلس النواب الحالي قيمة تاريخية هامة، لا أقلل منها، لكني أيضاً أذكركم أن هذا المبنى شهد بلاوي يكفي أن من بينها أدار أحمد فهمي والكتاتني لمنصته شهوراً!.