الحمار والبردعة
صفنات فعنييح
١٨:
٠٨
ص +02:00 EET
الاثنين ٤ يونيو ٢٠١٨
دكتور صفنــــــات فعنييـــــــــح .
قصة عايشة في الوجدان المصري .. ويقف عندها المصريون وكأنها
قصة عايشة في الوجدان المصري .. ويقف عندها المصريون وكأنها
مزار ديني .. لا يقل أهمية عن كل المزارات الدينية المنتشرة بمصر ...
وعند زيارة هذا المقام الديني الكبير .. عادة ما يترك المصريين الحمار
ويمسكون في البردعة .. ولسبب ما في نفس يعقوب لا احد يريد انة
يلمس حتي الحمار .. ربما يكون لة قدسية .. يجلها المصريون ..
الحمار .. الحيوان الوحيد الذي لة قوانين خاصة من الرب الألة ..
ودخل في الوصاية المعطاة لموسي ... ولكننا لن نغوص في قلب
هذة الوصايا ونتأمل بها ونستنبط منها لماذا قيلت .. وأشمعني الحمار
الذي لة هذة الوصايا ... أجل
عندما يتعرض المصريين لمشكلة ما .. عجوز الصعيد او غيرها ...
وينكبوا فكرا لحلها .. دائما وأبداً يأتون بحل أعرج .. ماشي علي رجل
واحدة ويعبر عن الفكر الأعرج اللي عايش في أفئدة المصريين ..
وبإختصار شديد الفكر الاعرج دة هو الفكر الذي دخل العرب بة
قادمون لاحتلال مصر من ١٤ قرن من الزمان .. سرقوا كل شئ
من مصر .. وأهدوا مصر الفكر الأعرج .. وأهدوا مصر ثقافة
التوهان .. أهدوا مصر .. سراب لا منبع لة ولا نعرف أين يصب
وقد تحولت هدية العرب لمصر لجحيم يلتهم مصر ... ويأكل المصريين
أجل نرجع للحمار والبردعة ...
هذة الحلول الناقصة العرجاء لاي مشكلة تقابل المصريين .. هي ما
يقصد بة ويسمي البردعة .. وهيا الشلتة التي توضع علي ظهر الحمار
عندم يمطية البشر .. هكذا يقول المصريون ....
سابوا الحمـــــــــــــــــــــــــــار .. ومسكوا في البردعة .. كناية عن ان المصريين
يتركون حل مشاكلهم الرئيسية بشكل قاطع ويتثرثرون حول الكلام الفارغ
والمداهنات والتدليس .. يعشقون الكلام الفارغ .. وبالتالي مشاكلهم لا
تحل .. وتتحول لمشاكل مزمنة .. تقتل المصريين انفسهم ....
تفتق الفكر المصري الأعرج عن حل سحري يحل مشكة مسيحي
ومسلم .. وكانت النتيجة هي الغاء خانة الدين من البطاقة .. طيب
ما البطاقة بها اسماء .. دة اسمة جبرائيل حنا منقريوس .. والتاني
اسمة احمد مصطفي محمود ... أخشي ان الفكر المصري الأعرج
يتجة لازالة الاسماء من البطاقة لحل المشكلة .. لان الاسماء
تكشف المشكلة الرئيسية في مصر وهيا خراب المجتمع المصري
بعد ما إنقسم واصبح شعبان مختلفان .. ويعيشان جنبا الي جنب
بهويتان مختلفتان ..
المشكلة ليست في بطاقات الهوية .. المشكلة ليست في خانة الديانة
بقاؤها أو الغاؤها .. المشكلة موجودة في قلب وفكر المصريين .....
ولكي تحل هذة المشكلة ..لا يمكن اننا نترك الحمار ونمسك في
البردعة .. والحلول الوهمية وجلسات الصلح وقعدات المصاطب ..
ونشرب الشاي .. ونقعد ننفخ في بالون المواطنة .....
ان لم تحل المشاكل من منابعها .. فبئس ما يفكر بة المصريون ...
مجهودات مسكوبة علي الارض وبدون اي نتيجة .. الي ان تنتهي
مصر وينمحي شئ إسمة المصريون ......
ليس امام المصريين غير حل واحد .. ياأبيض .. ياأسود .. لا يمكن
الحياة في منطقة الرمادي وهوا اللون اللي بين الابيض والاسود ....
عندما تحجب الشمس أشعتها وتتلبد السماء بالسحب ذات اللون
الرمادي .. لا يشعر الإنسان بالارتياح .. بل يصاب بالإكتئاب من هذا
اللون .. وعندما تبزغ الشمس وترسل أشعتها تتزهزة وتلمع مشاعر
النفس الانسانية وتبدع .. فالابداع وليد النور .. والإنعتاة وليد الظلمة
مافيش تفاهم .. ياأبيض .. ياأسود .. ياالحمار .. يا البردعة ....
ما ينفعش يامصريين اننا .....
نسيب الحمار ونمسك في البردعة
مش كدة واللا نقول كمان .