الأقباط متحدون - اسراف دون رقابة
  • ٢٣:٣٠
  • الخميس , ٣١ مايو ٢٠١٨
English version

اسراف دون رقابة

أشرف عبده

مساحة رأي

٢١: ٠٧ ص +03:00 EEST

الخميس ٣١ مايو ٢٠١٨

تعبيرية
تعبيرية
كتب اشرف عبده 
نرى جميعا كمية الاسراف في الاعلانات التليفزيونية الخاصة بالجمعيات والمؤسسات والمستشفيات التى تسعى لجمع المال لصرفها على الحالات المعدومة والغير قادرة ومرضى الامراض المزمنة مثل السرطان وتليف الكبد وغيرها وايضا بعض حالات الاعاقة وللاسف يتم صرف الملايين على تلك الدعايه من اموال تلك الهيئات التى قد تصل الى عشرات بل مئات الملاييين ولجذب الكثير للتبرع لها يتم استغلال عدد كبير من المشاهير في تلك الدعاية سواء فتنانين ومطربين ولاعبي كرة قدم وجميعهم يتقاضون اجورهم من شركات الدعاية القائمة على تلك الاعلانات وليست تبرع منهم كما يزعم الكثير والكارثة الكبرى هي استخدام المرضى والحالات الحرجة والاسر المهمشة انفسهم في تلك الدعاية بل تم استخدام ام احد الحالات التى توفت نتيجة المرض بالدعاية 
 
ومع انه كما ذكرنا ان تلك الدعاية تتكلف الملايين لم يجدوا من يحاسبهم عليها اين وزارة التضامن الاجتماعي اين الجهاز المركزي للمحاسبات 
وللاسف تلك الكؤسسات والجمعيات والمستشفيات تعمل لمصالح شخصية فالبنسبة للمستشفيات عندما يذهب اليهم مريض يكون الرد فوت علينا بكرة يا سيد او بعد شهر او بعد سنة لعدم وجود اماكن خالية للاسف الاماكن الخالية لاصحاب الوساطة فقط 
 
ومع كثرة الدعاية الاعلانية سواء في التليفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي والشوارع والمواقع الاعلامية عن الجمعيات الاهلية والخيرية والتبرع لها وكم الاموال التى جمعتها تلك الجمعيات وللاسف الكثير من تلك الاموال لا تصل الى مستحقيها لعدم وجود منظومة جيدة في مصر للتعامل مع الاسر الاكثر احتياجا والعمل على تحديد من يستحق الخدمات التى تقدم في تلك الجمعيات مع العلم ان لدينا العديد من خريجي كليات الخدمة الاجتماعية والمتطوعيين بالجمعيات والمؤسسات الخيرية ولكن يفقدون دورهم الرئيسي في عمل الابحاث والدراسات والزيارات المنزلية لتحديد احتياجات الاسر لان هناك العديد من الجمعيات والمؤسسات تعطى حالات غير مستحقة بالاساسلانه لا يتم عمل استقصاءات عن تلك الحالات من قبل الجمعيات والمؤسسات بل ان هناك اسر تقوم بصرف اعانات من عدد كبير من الجمعيات والمؤسسات وذلك لان الجمعيات لا يوجد بينهم ترابط او قاعدة بيانات موحدة لمعرفة ما اذا كانت الاسر تصرف من غيرها ام لا لان معظم الجمعيات والمؤسسات الاهلية تتعامل مع بعضها البعض وكأنهم يتنافسون مثل الشركات والمصانع بل ولا يعلمون انهم يتكاملون مع بعضهم البعض للوصول لاهدافهم 
 
وجاء قانون الجمعيات الاهلية الجديد ليلغي تماما استطلاعات الرأي حول المشكلات في المجتمع والعمل على تكتيف تلك الجمعيات بالحصول على تصاريح من اجل عمل تلك الاستطلاعات 
 
نرى ايضا حفلات النواب ورجال الاعمال التى تقام في افخم النوادي والفنادق والتى يتم دعوة علية القوم بها ويتناسى الفقراء ممن حولهم فبدلا من اقامة تلك الولائم مساعدة هؤلاء المحتاجين او معاونتهم في الحصول على مصادر للدخل من اجل الارتقاء بالمجتمع 
بل اننا نرى استغلال الجمعيات والمؤسسات الاهلية والقائمين عليها للحالات الفقيرة والمهمشة في الانتخابات لصالح رجال اعمال او اعضاء للجمعيات والمؤسسات خاصة في الانتخابات المحلية والبرلمانية بل ان هناك جمعيات استغلت تلك الحالات في الانتخابات الرئاسية الاخيرة ومنهم من يربط بين الحصول على الاعانات والحشد للانتخابات والمشاركة بها 
 
قبل ان نحاكم هذا الرجل على فعلته يجب ان يحاكم اولا المجتمع الذى ادى بهذا الرجل لارتكاب جريمته فالمجتمع هو المجرد من المشاعر تجاه من يعيشون في ظله 
 
اين ما تسمى بوزارة الصحة من الرقابة على تلك المستشفيات
 
اين وزارة التضامن الاجتماعي تلك الوزارة التى تحارب الجمعيات الاهلية التى تعمل بالفعل وتترك هؤلاء ممن ينهبون اموال المواطنين واستغلال امراضهم في جمع الاموال 
 
دعاية تلك المستشفيات تتخطى الملايين من الجنيهات وفي النهاية لا يوجد مكان لهذا الطفل البريئ
ولكن من يحصل على الخدمات في النهاية اين العدالة الاجتماعية اين حق المواطن 
حاسبوهم على حقوق المواطن التى يجمعونها ويسرفون في صرفها دون فوائد
 
للاسف الشديد انتشرت العديد من جرائم الانتحار وقتل الابناء بسبب عدم الاستطاعة لتوفير متطلباتهم وسوف تنتشر تلك الجرائم البشعة في الفترات القادمة وذلك لسواء الحالة الاقتصادية لكل منزلا مصري وعدم القدرة على تحمل تلك الاعباء 
 
هل سأل احدكم نفسه ماذا يصيب ايي اب او اي ام حينما يطلب ابنا من ابنائهم طلب وهم مكتوفي الايدي لا يستطيعون ان يلبوا طلب ابنهم على التكاسل والتراخي عن العمل حيث ترك عدد كبير من الاشخاص اعمالهم من اجل الحصول على اعانات من تلك الجمعيات دون تعب وسعى للرزق 
تلك الجمعيات والمؤسسات من الممكن ان تعمل على تحويل تلك الاسر الى منتجة بدلا من متسولة 
 
وهناك فئة لا تعمل عليها الجمعيات والمؤسسات بل معظمهم يحتقر تلك الفئة وهى اطفال الشوارع حيث نرى العديد من الاطفال في الشوارع منهم من ينام تحت الكباري ومنهم من ينام بوسط الطريق ومنهم من ينام تحت بير السلم باي عقار احتماءا من البرد القارص ومنهم من ينام فوق أسطح القطارات او ينام بداخل الجراجات عندما نراهم الان لا يهتم احد بهم لانها ظاهرة تكاد تكون منتشرة في مصر منذ سنوات ولكن هل سألنا انفسنا من هؤلاء الاطفال ومن اين اتوا ومن اين يأكلون ومن يعتني بهم وما هى الظروف التى ادت بهم الى هذا المصير للاسف لم نسأل انفسنا يوما اين اهل هؤلاء الاطفال وما هو المصير الذي ينتظرهم عندما يكبرون الاجابة على تلك الاسئلة جميعها تنحصر في انهم مجموعة من الاطفال فهناك الكثير من الأطفال الذين يتم خطفهم كل يوم من ذويهم ويستغلهم الآخرين في التسول والسرقة وتوزيع المواد المخدرة وللأسف الشديد المجتمع يتكتم على مثل هذه القضايا الهامة والتي تخلق مجتمع فاسد كبير يحيط بنا من جميع الاتجاهات .ومنهم اطفال تاهوا من ذويهم ولم يعثروا عليهم فكان الشارع مأواهم وكان مصيرهم البلطجة والتسول والسرقة مثلهم مثل الاطفال المخطوفين. 
 
هناك العديد ممن يستغلون هؤلاء الاطفال لمصالحهم الشخصية وان من اكبر جرائم استغلال هؤلاء الاطفال هى تجارة الاعضاء البشرية لانهم يعلمون جيدا ان هذه الفئة ليسى لها من يدافع عنها او يساعدها ان تأخذ حقوقها وهم في النهاية يتربحون الملاين من قتل هؤلاء الاطفال من اجل الحصول على المال .
 
هؤلاء الأطفال ذو القلوب البريئة الذين لا يجدون فرصا للعب واللهو والتعليم مثل الكثير من الأطفال الآخرين أما القلوب التي بلا رحمة أو شفقة هي القلوب التي تحرم هؤلاء الأطفال من حقوقهم والتي تستغل براءتهم من أجل مصالحهم الشخصية ..
فهناك الكثير من الأطفال الذين يتم خطفهم كل يوم من ذويهم ويستغلهم الآخرين في التسول والسرقة وتوزيع المواد المخدرة وللأسف الشديد المجتمع يتكتم على مثل هذه القضايا الهامة والتي تخلق مجتمع فاسد كبير يحيط بنا من جميع الاتجاهات .
 
” شخصا يرقد في المنزل طوال الليل والنهار يصحو مرة أول النهار لإستقبال مجموعة الأطفال التي كانت تعمل ليلا ومرة أخرى عند غروب الشمس لاستقبال مجموعة الأطفال التي تعمل نهارا للأسف طفولة بريئة تعمل لماذا من أجل شخصا ليس له أي اهتمام في الدنيا سوى شرب الخمور وتعاطي المخدرات والأكل والشرب وإرضاء شهواته بإستئجار أحد فتيات الليل ليقضى معها سهرته ..
 
الكارثة الكبرى للأطفال إذا رجع أحدهم دون أن يحصد أي أموالا في يوما من الأيام كما نقول جميعا ” يبقى نهاره أسود ” يضرب ويهان ويكوى بالنار وذلك كله ولا أحد ينظر إليهم ..
 
وهناك ايضا اخطر الجرائم التى ترتكب في حق هؤلاء الاطفال بالاخص من مجهولي النسب وهو استغلال بنات الشوارع في الاعمال المنافية للااداب حتى الاطفال انفسهم يعاملون في موضوع الجنس مثلهم مثل القطط والكلاب الضالة فكل ولد من حقه العبث باي بنت وقتما يحلوا له ولكن في النهاية يساعد ذلك على انتشار اطفال الشوارع اكثر واكثر وكثرة الاطفال مجهولين النسب لان البنت من بنات الشوارع تتعامل مع اكثر من شاب او رجل وبالتالي لا تعلم من هو الاب الحقيقي لا تعلم ممن حملت حتى عندما تأتي لها الام الالوضع لا تجد من يقف معها سوى البنات مثلها من بنات الشارع ومنهم من تموت قبل ان ترى مولودها بسبب عدم الاعتناء بها في فترة الحمل او حتى في وقت الوضع
وهناك دور كبير للجمعيات والمؤسسات الاهلية لتلك الفئة وهذا الدور يتلخص في النقاط التالية 
 
هناك العديد من الحلول لتلك المشكلة ولكن هذه الحلول يجب ان نتشارك فيها جميعا سواء الاهالي او الحكومة او الاعلام او الجمعيات الاهلية 
1- جمع هؤلاء الاطفال من الشوارع وايداعهم دور الرعاية 
2- انشاء المشروعات الخدمية التى منها توفير فرص عمل لهم ومنها توفير الخدمات الملحة والمطلوبة 
3- استغلال هذه الفئة في التنمية و استصلاح الاراضي 
 
4- فتح المدارس الحكومية الداخلية لهذه الفئة ومعاونتهم على اكمال دراستهم 
5- توفير الجمعيات الاهلية مراكز لتأهيل هذه الفئة اجتماعيا واقتصاديا 
6- عمل برامج توعية عن طريق الاعلام للمواطنين برعاية هؤلاء الاطفال ومخاطر تركهم بالشوارع
7- الابلاغ عن اي فرد متسول يحمل طفلا والذهاب به الى قسم الشرطة للتأكد من هوية الطفل وان كان مخطوفا ام لا 
8- متابعة المستشفيات التى تقوم باجراء الجراحات التى تتعلق بنقل الاعضاء والتأكد من شخصية المتبرع 
9- زيادة الوعي الدينىوالثقافى للشباب حول المفهوم الصحيح للعلاقات الشخصية والحرية الشخصية المثلى 
 
10- عمل جلسات توعية لاطفال الشوارع خاصة بتعريفهم الفرق بين العلاقات المحرمة من العلاقات المشروعة 
11- العمل على استخراج اوراق اثبات شخصية للاطفالمجهولى النسب ودمجهم في المجتمع 
12- دمج الاطفال من ذوى الاعاقة من اطفال الشوارع بالمجتمع والعمل على انشاء مراكز التأهيل النفسي والمهنى لهم 
13- انشاء لجان خاصة تحت اشراف وزارة الشئون الاجتماعية والمجلس القومىللامومة والطفولة والمجلس القومي لحقوق الانسان خاصة بمتابعة ومراقبة المراكز والمؤسسات التى تعمل على رعاية اطفال الشوارع
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد