حفل الإفطار الرمضاني بنادي الإعلاميين حوارٌ مع الدكتور رؤوف هندي البهائي الشهير حول المشهد الحالي ووضع الأقليات المصرية
الاثنين ٢٨ مايو ٢٠١٨
حوار وتحقيق: ناهد الوكيل
عـلي هامـش حفل الإفطارالسنوي برمضان والذي أٌقـيم بقاعة الماسة بنادي الإعلاميين كان الحوار مع الدكتوررؤوف هـندي البهائي الشهـيرعضو مجلس الأقليات المصري وصاحب قضية البهائيـين المصريـين المتعلقة بحـقوقهم الدستورية كمواطنين وحضر الحفل لـفيف من الإعلاميـين والمثقـفـين ورموز الأقـليات الـمصرية وبدأ حـوارنا والذي امتد مايـقرب من ساعتين حول قـضايا عـديدة وذلك تـلبـية لدعـوة مركز الشرق الأوسط كارينغ للإعلام والثقافة
ببيروت وفي سؤال حول رؤيته لحالة الاحتقـان والـتراشـق الطائـفي الذي يحدث بين حينٍ وآخر في الإعـلام قال الدكتور رؤوف:إن هذه الـظاهرة مؤسفة وخطيرة ولاسيما حين تحدث من شخصيات عامة من المفترض فيها ومن منطلق واجبهم المحافـظة على السلام المجـتمعي فمصر الغالـية لاتـتحمل قـفزة اخري في الظلام لذا فعلينا جميعا أن نركزفي حوارناعلى المشتركات الإنسانية التي تجمعنا ولاتفرقنا ولاتسبب جدلا أواحتقانا سواء بين ابناء الوطن
الواحدأوحتي مع اهل العالم في ظل احـترام مفهوم التنوع والتعدد من أجل التعايـش جميعا بسلام ومـحبة وهذا هو المخرج الوحيد حاليا لنجاة إنسانية باتت معذبة من ويلات التعـصب والكراهية والإرهاب وعلي قادة شعوب العالم تحمّل مسئولياتهم تجاه شعوبهم وضمائرهم للـتعـاون سويا لإنـقاذ بشرية تواجه عواقـب خطيرة في مستقبلها ويقول المفكروالفيلسوف جبران خلـيل جبران مخاطبا الإنسان(أنت اخي وانا أحبك سواءأكنت راكعا في مسجدك أومصليا بكنيستك أو جالسا امام صـنمك فأنـت اخي واحبك لأنك إنـسان) فإذا رسخنا ذلك المفهوم من خلال المناهج التعلـيمـية والإعلام وقادة الفكر والشخصيات العامة التنويرية سيؤدي ذلك لتغـيير وتجديد الخطاب المجتمعي المتـدني بين
الناس نحو الرقيّ والسلام والتعـايش الـمشـترك وفي رأيي أننا في احتياج لإرادة سياسية حقـيقـية لإحداث ثورة ثقافية تنويرية لتغيير العقل والفكر الجمعي للمصريين الذين تعرضـوا لأعتى رياح التخلف والظلام ولم تكُن هناك مصدات لتلك الرياح التي هبّتْ علينا من كل صوب وحدب لذا فبناء منظومة تعليمية جديدة بقيم ومناهج عصرية وإحيياء قيمة القوى الناعمة المصرية كلها عوامل فاعلة ومؤثرة في تغيير ثقافة الاجيال الجديدةلتكون اكثر قدرة على التعايش والـتناغم مع مجتمعها المحلي والعالمي وقد تناولتُ تلك الأفـكار في ثلاثة مقالات هامة تركتْ أثرا جيدافي الأوساط الثقافية والمسئولة وعن وضع الأقليات ا
لمصرية حاليا قال الدكتوررؤوف بلا شك لاتـزال الأقليات المصريةعموما تعاني من انتقاص لحقوقها المدنية والإنسانية وتعاني أيضا احيانا مـن خـطاب تحريـضي ضدها وانا هنا لاأتحدث عن أقـلية بعـينها ولكني أتحدث في المجمل لعـموم الأقليات المصرية سواءأكانت دينية أوعرقية وينص الدستورفي في المادة 53تحديدا على تأسيس مفوضـية للقضاء على كافة أشكال وصورالتمييز بين المواطنين بل اشارت ذات المادة أن الحضّ على الكراهـية جريمة يعاقـب عليها القانون وهنا انتهـز الفرصة واكرر مناشدتي للصـديق العـزيز الـمستـشار بهاء أبو شُقة عضو مجلس النواب ورئيس اللجنة التـشريعية بالمجلس بسرعة اتخاذ الإجـراءات القانونية لإنشاء مفوضية مكافحة التمييز كما نص واكد الدستور وفي ذات الوقت أؤكد رفـضي الكامل لمصطـلح حـماية الأقـليات الذي يتردد احيانا بالإعلام الخارجي أو من كارهـي مصر بهدف إحراج مصرامام المجتمع العالمي فمصطلح حماية الأقليات في غاية الخطورة فهويخرج كل
الأقـلـيات المصرية من حيّز المواطنة إلي فئة الرعايا وهذا ماتسعي إليه قوي عديدة بهدف إحراج مصـرعالـميا ومن هنا فعـلينا إصلاح الداخل حتي لايتجرأ علينا الخارج وأولى الخطوات الصحيحة في ذلك هوالإستماع من جهة المسئولين لممثلي جميع الأقليات المصرية عن مشاكلهم على ارض الواقع للتفكير سويا في وضع حلول مرضية ومن هنا تـتـرسخ قـيم ومباديء المواطنة والإنسانية وفي سؤال حول نظـرته لمواد الدستور المصري وهل يحتاج البعض منها إلى إعادة نظرأوصياغة جديدة قال الدكتور رؤوف : الدستور في المجمل عقد إجتماعي وليس ديني بين المواطن والدولة وليس من وظيفة الدولة اختيار أو اعتراف بعقائد أو أديان لمواطنيها بل وظيفة الدولة حماية حق المعـتقد والـفـكر لكل مواطـن وعـندما ينص الدسـتورعلى الأعـتراف فـقط بالأديان الثلاثة اليهودية
والمسيحية والإسلام ومع احترامي الكامل لمؤمني تلك الأديان فهم لايمثلون أكثرمن 48 في المئة من اهـل سكان العالم فهذا يعـني دستوريا أنك كدولة مصرية في حال خصام وخلاف مع اكثر من نصف سكان العالم وهـذا في منتهي الخطورة إقتصاديا وسياسيا وإنسانيا فعلينا تعديل هذا الوضع ليشمل الترحيب والتعاون والاعتراف بجميع الحضارات الروحية والثقافية في إطارإحترامنا جميعا للشرعية القانونية التي نستظل تحتها ضمن مواثيق وعهود الامم المتحدة فأتمني إعادة النظر في هذا الوضع الذي يسيء لمصر وحضاراتها العريقة لنكون أكثر تسامحا وتعايشا مع كل الحضارات والثقافات ونقطة اخري خاصة
بصياغة بعض المواد مثل مصطلحات(تبذل الدولة أوتضمن أوتكفل أوتعـمل على فكل تلك العـبارات مطاطة ليس فيها إلـزام قانوني محدد المسئولية لذا علينا مراجعة ذلك ايضا وهناك عبارة أشد خطورة ألا وهي(على ان تنظم اللوئح ذلك) فهذه العبارة قادرة على إخـراج مـضـمون اي قانون إنساني راقي من إطاره ومعناه إلى معنى آخر بل ووضع عراقـيل في اللوائح تـنسف القانون من اصله لذا فهناك صياغات كثـيرة لمواد عـديدة تحتاج للمراجعة لتحقيق الـرقيّ المنشود داخليا وعالميا . وجدير بالذكر أنه أثناء الحواررفض الدكتور رؤوف التطرق لعدة مواضيع بحجة أنها ليست من تخصصه وأنه يهتم فـقط بخدمة قضايا مجتمعه الإنسانية والثقافـية والعلمية والتنموية وفي نهاية حوارنا وجهنا الشكرللدكتوررؤوف هندي الذي وبحق يمتلك مفاتيح المحاورالجيد المفوْه على وعد بحوارآخرنستكمل فيه العديد من رؤاه وأفكاره حول قضايا المجتمع