فشل لقاء الابيض والاصفر كان متوقعا :الغاء اللقاء تفاوض روسي صيني كوري شمالي مع امريكا
سليمان شفيق
٠٦:
٠١
م +02:00 EET
السبت ٢٦ مايو ٢٠١٨
سليمان المنياوي
ألغى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخميس 24 ،اجتماعه المقرر سلفا مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون،وكنت قد توقعت سلفا في تحليل اخباري نشرته في الأقباط متحدون الاسبوع الماضي ، تحت عنوان "ترامب و كيم جونج لقاء الابيض والاصفر مراهنة كبيرة"، والان أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إلغاء اللقاء المرتقب مع الزعيم الكوري الشمالي.
بعث الرئيس الأمريكي إلى رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون خطابا يقول فيه أنه من غير المناسب عقد القمة في الوقت الحالي.
وأضاف ترامب أن اللقاء "كان بناء على طلب كوريا الشمالية"، لكن بسبب التصريحات الأخيرة الغاضبة لزعيم كوريا الشمالية، لا يمكن عقده".
تصريحات نائب الرئيس الامريكي قد اغضبت التنين الاصفر والتي وصف بها ما يحدث من كوريا الشمالية بالسيناريو الليبي ، وكان رد فعل كوريا الشمالية بوصف نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس بـ"الدمية السياسية"، وأكدت استعدادها لمواجهة نووية" ، واضاف : وزير خارجية كوريا الشمالية الأخيرة تشوي سونغ هي، التي تصف تصريحات نائب الرئيس الأمريكي بالغبية"
الحقيقة ان تلك التصريحات كانت مجرد القشة التي كسرت ظهر البعير ، لان السبب الرئيسي هو الفارق في القوة العسكرية ففي حين ميزانية امريكا العسكرية (7)مليار دولار في حين ميزانية كورية الشمالي (12) مليار دولار ، اضافة للصواريخ البالستية التي يمكن ان تصل الي الولايات المتحدة ، ولكن لماذا قبل ترامب مقترح اللقاء ؟
منذ تولي ترامب منصبه قبل عام، ألغى من حسابته خيار الحل الدبلوماسي لأزمة كوريا الشمالية ووقف تهديداتها في منطقة شبه الجزيرة الكورية، وواصل التصعيد المستمر تجاه بيونغ يانغ من خلال تصريحاته العنيفة تجاه زعيم كوريا الشمالية كيم كونغ أون، فضلا عن زيارته لكوريا الجنوبية العام الماضي والتلويح باستخدام الخيار العسكري حال التصعيد.
ولعل التصريح الشهير والمتبادل بين لعيم كوريا الشمالية الذي قال إنه يمتلك "زر السلاح النووي على مكتبه" ورد عليه ترامب أن "لديه زر أكبر من زره" كانت بداية لتصعيد جديد بين البلدين، إلا أن المفاجئة حلت وأعلن الرئيس ترامب قبوله لعقد لقاء قمة تاريخي مع كيم كونغ أون وذلك بعد خلافات استمرت 70 عاماً في المنطقة لتبدأ مرحلة ذوبان كرة الثلج..ولكن لماذا قبل ترامب بالحل الدبلوماسي؟
رأى أستاذ السياسة في جامعة كوكمين "بيتر كيم"أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لجأ إلى حيلة جديدة يجد من خلالها أي إنجاز يسكت بها انتقادات الداخل في بلاده ويمنحه القوة لتثبيت بقائه في السلطة وسط كم القلق الذي يشعر به من قبل مؤسسات الإدارة الأمريكية حول التحقيقات في ملف التواصل مع روسيا في الانتخابات الرئاسية وغيرها من الأمور الأخرى.
وقال كيم لـ24 إن الولايات المتحدة كانت ترفض منذ البداية الحل الدبلوماسي وتعمل على التصعيد باستمرار من أجل بقائها في منطقة الكوريتين وزيادة الإنفاق العسكري بما يصب في مصلحتها، فضلا عن إقناع اليابان أيضا بضرورة استمرار الحماية وبيع المزيد من الأسلحة لها المتمثلة في منظومة الصواريخ وغيرها، واللجوء للحل الدبلوماسي ليس إلا حيلة جديدة من حيل الرئيس الأمريكي ترامب.
الموقف الروسي من اللقاء:
الحقيقة ان روسيا كانت تتوقع ان امريكا سوف تعرقل اللقاء ذر وزير الخارجية الروسي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من اتخاذ أي خطوات استفزازية يمكن أن تقوض الاجتماع المقرر بين ترامب وكيم جونغ أون.
وقال وزير الخارجية الروسية في تصريح لوسائل إعلام يابانية وفيتنامية أدلى به في 16 مارس الماضي واعادت نشرها وكالة" نوفستي" :
"حتى في الفترة التي أعلن فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استعداده للقاء زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون لحل جميع المشاكل، يصرح ممثلون عن إدارة الرئيس الأمريكي بضرورة مواصلة الضغط على بيونغ يانغ، زاعمين أن كيم أصابه الخوف، وهذا السلوك غير ملائم في الديبلوماسية"، واضاف " ويمكن تستطيع هذة القوة ايقاف اللقاء او تعطيلة "
وفي حوار لافروف في مارس الماضي ايضا بعض المؤشرات التي تشير الي ان روسيا والصين واليابان كان لهم شروط لانجاح هذا اللقاء حيث قال لافروف :
" أن السيناريو الذي يتضمن إطلاق عمليات عسكرية في شبه الجزيرة الكورية غير مقبول على الإطلاق بالنسبة لروسيا، كونها بلدا لديه حدود مشتركة مع كوريا الشمالية"، وأشار لافروف إلى أن الجانب الروسي يجري مشاورات بانتظام مع الدبلوماسية من دول السداسية، وهي الولايات المتحدة والصين والكوريتين الشمالية والجنوبية واليابيان، حول المسألة، ان ان الصين كانت تأمل في الغاء او تخفيف الحرب التجارية بينها وبين امريكا ، وروسيا كانت تأمل في ان تعيد امريكا صيغة اللقاء السداسي لكي تحل مشاكلها مع اسيا وان كوريا الشمالية جزء من مثلث متساوي الاضلاع مكون من ( كوريا الشمالية وروسيا والصين) ، علما بأن اللقاء السداسي مكون من الولايات المتحدة والكوريتين واليابان وروسيا والصين )، اي اننا امام صيغة (ثلاثة _ ثلاثة ) ، الصين وروسيا وكوريا الشمالية من جهة، وامريكا وكوريا الجنوبية واليابان من جهة اخري .
ولعل ترامب دون ان يدري قد وضع نفسة في المأزق الاسيوي بعد ان خرج من اتفاق النووي مع ايران (5+ 2) واراد توسيعة بأضافة مكونان اخري الامر الذي فتح افواة التنانين والدببة الاسيوية الي ايقاف تقدمة في اسيا وطرح اضافات علي اللقاء المنفرد وتحويلة الي الصيغة السداسية .
من ثم لابد من الربط بين التعاطي الامريكي مع ايران وكوريا الشمالية من جهة والتحرك في سوريا والشرق الاوسط من جهة اخري ، ورغم ذلك فلازال الجدل مفتوحا وان الغاء اللقاء مجرد تأجيل وضربا من التفاوض الروسي الصيني الكوري الشمالي .