الأقباط متحدون - رهبنة الكفن والقانون المنظم
  • ٢٠:٠٩
  • السبت , ٢٦ مايو ٢٠١٨
English version

" رهبنة الكفن " والقانون المنظم

مدحت بشاي

بشائيات

٢٩: ١٢ م +02:00 EET

السبت ٢٦ مايو ٢٠١٨

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

 مدحت بشاي

 
مع بداية حبرية قداسة البطريرك تواضروس الثاني أعلن أن قضايا التعليم الكنسي وإلتطوير من الداخل وتنظيم وإعداد شكل أكثر مؤسسية للرهبنة ، هي من أهم أولوياته ، وبالفعل تم نشر مشروع لتنظيم العمل المؤسسي للأديرة وعالم الرهبنة المصرية ..
 
وليسمح لي قارئ موقعنا المتميز " الأقباط متحدون " عرض قانون الرهبنة الجديد الذي نشر منذ خمس سنوات ، على أجزاء بشكل أسبوعي ، و  الذى أصدره المجمع المقدس للكنيسة الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثانى، بطريرك الكنيسة، واشتمل على لائحة جديدة لاختيار الراهب ، والتى اشتملت على قسم أو تعهد للرهبان أثناء رسامتهم، ووثيقة للمبادىء الرهبانية تشبة ميثاق الشرف الرهبانى، ولائحة التدبير الرهبانى، والتى اشتملت على إقامة مدارس للرهبان وتنشيط الدور البحثى والعلمى للأديرة، و لائحة الانضباط الرهبانى التى تشتمل على 3 طرق لمحاسبة الرهبان.

[FirstQuote] وكتب الديباجة الرئيسية للقانون البابا تواضروس الثانى، الذى قال فيها ان الرهبنة القبطية عرفها العالم من الكنيسة المصرية وظهرت منذ القرن الثالث الميلادى لتمتد الى العالم كله، مشيرا الى ان فلسفة الرهبنة هى "الموت عن العالم" ولذا تم تسميتها بـ"رهبنة الكفن"، موضحا انه بعد رغبة الانسان المتقدم باختياره ومحض ارادته للدير وبعد اختباره وارشاده لسنوات يٌقبل فى شركة الدير الذى يصلى علية صلاة جنائزية بعد ان يغطى بستر يعتبر بمثابة "كفن" ويعيش بعد ذلك بالنذور الرهبانية التى تشمل الانعزال عن العالم والفقر الاختيارى وحياة الطاعة والتبتل الطوعى لكى ما تكون حياته نقية، واكد البابا على ان الرهبنة تعتبر الزاد الحقيقى لخدمة الكنيسة وعملها فى كل مكان، وانه لذلك عقد اول مؤتمر بحثى فور تولية الكرسى البابوى ليكون عن "الاديرة والرهبنة الواقع والامال"، انتهى باعداد قانون الرهبنة القبطية هذا.

واشتمل الباب الاول للقانون على فصلين هما تعريف الرهبنة وهدفها، وجاء فية ان الرهبنة هى الموت عن محبة العالم وان الرهبان هم ملائكة ارضيون او بشر سمائيون، وان الرهبنة حياة ملائكية وطريق للكمال المسيحى قوامها "البتولية وهى عدم الزواج والاكتفاء بالمسيح عريسا لهم يقدمون بتوليتهم ذبيحة حب على مذبح الطهارة، والطاعة وهى الحرص على سماع من يرشده لطريق الله حتى الموت والخضوع لكل ما يحدث لهم مما يتعارض مع رغباتهم، والفقر الاخيارى وهو ان يقوم المتقدم للرهبنة بترك جميع امواله ومقتنياته ووظيفته ومستقبله العالمى لا قصرا او جبرا وانما طاعه واختياريا".

واشار القانون الى ثلاث اهداف من الرهبنة اولها كمال محبة الله، وثانيها المحبة الشاملة لكل البشر لتقودة الى ملكوت الله والحياة الابدية والهدف الثالث الانطلاق الحقيقى من العالم وعدم الرجوع الية فى صور متعدده لان الرهبنه هى الموت عن العالم.

اما الباب الثانى فى القانون والذى يخص لائحة اختيار الراهب ويتكون من فصلين اولهما اجراءات الالتحاق بالرهبنة وتشمل ثلاث مراحل، اولهما التردد: وهو قيام طالب الرهبنة بالتردد على الدير ليتعرف على الرهبان ويتعرفوا عليه لمدة لاتقل عن عام وتحت اشراف مشرف الدير للمتقدمين وطالبى الرهبنة او المسئول عن بيت الخلوة، ويتم تسجيل اسمه فى سجل المترددين على الدير، ويجب ان تنطبق عليه الشروط التالية: "ان يكون مسيحى ارثوذكسى، وله اب اعتراف ومنتظم فى ممارسة الاسرار الكنسية ووسائط النعمه ( الصلاة والكتاب المقدس و..) بشهادة رسمية من اب اعترافه، ومحب للطقوس والتسبحة والالحان، وله دراية بعقائد الكنيسة وتاريخها، ولايزيد سن المتردد عن 30 سنة ولا يقل عن 23 سنه، ولايقل مؤهله عن التعليم الجامعى او اتمام دراسة الاكليريكية"، ولكن يسمح بالاستثناءات لشرطى السن والمؤهل بعد موافقة الرئيس.

والمرحلة الثانية وهى الالتحاق كطالب رهبنة والذى يرتدى اللون الازرق، نص القانون على ان مرحلة طالب الرهبنة والتلمذة داخل الدير ولتجربة الحياة الرهبانية بعد مطابقته للشروط ويكون الطالب تحت الاختبار والارشاد الروحى من الاب مشرف شئون طلاب الرهبنة وتحت ارشاد اب اعتراف معروف لدى الاب الرئيس، ويفتح لطالب الرهبنة ملف يحتوى: "على نموذج طلب الرهبنة وتزكية واضحة حديثة من اب الاعتراف وتشمل الحالة الاجتماعيى من جهة الخطبة او الزواج، والاوراق الرسمية (صورة بطاقة رقم قومى وشهادة ميلاد وشهادة تخرج، واجازة من العمل او خلو طرف، وصحيفة الحالة الجنائية، والموقف من الخدمة العسكرية)، والتقرير الطبى من الجهة المتعاقد معها الدير للتأكد من الخلو من الامراض المزمنة والمعدية التى تعوقة عن الحياة الرهبانية، وتقرير الحالة النفسية من الطبيب النفسى المتعاقد معه الدير، وتقرير متابعته كل 3 شهور والمقدم من مشرفين الدير وتحت اشراف مشرف الدير لشئون طالبى الرهبنة والذى يراعى فيه ان يتم تغيير العمل المسند لطالب الرهبنة كل 3 شهور حسب ظروف كل دير والمرور على جميع انشطة الدير وخدماته مع جميع مشرفين الدير، وتوصيفه الوظيفى ان كان يقوم بمسئولية خاصة بالدير، ومتابعة حالته الصحية ..
 
نستكمل نشر القانون في المقال القادم ، لنتوقف في نهاية الأجزاء حول ما يدور على أرض الواقع ، وما يثار من قضايا تتعلق بممارسات أهل " رهبنة الكفن " وهل حقق القانون بالفعل أثرًا إيجابيًا كانت الكنيسة تأمله عند إصدار ذلك القانون ؟!