الأقباط متحدون - ماذا يحدث فى «حقوق عين شمس»؟
  • ١٠:٢٩
  • السبت , ٢٦ مايو ٢٠١٨
English version

ماذا يحدث فى «حقوق عين شمس»؟

مقالات مختارة | خالد منتصر

٣٦: ٠٩ ص +02:00 EET

السبت ٢٦ مايو ٢٠١٨

خالد منتصر
خالد منتصر

لم أكن لأصدق حتى قرأت بنفسى، واطلعت بعينى على هذا الكتاب، كتاب مقرّر على الدراسات العليا بكلية الحقوق عين شمس، بعنوان «الصراعات الإنسانية والسياسية فى الفكر الوضعى والديانات السماوية»، مؤلفه أستاذ القانون الدستورى د. ربيع أنور فتح الباب، الكتاب فيه صفحات عبارة عن انتقاد للمسيحية بشكل سافر ومتعمّد، عُدت إلى عدة تسجيلات قديمة لصاحب الكتاب، وجدته يدافع عن مجلس الإخوان الذى كان قد انحل وقت الإعلان الدستورى، حاولت لملمة الخيوط ومد الخط على استقامته، لأننى لم أجد قراءة موضوعية لفكر دينى أو تديّن، لكننى وجدت تحاملاً على دين بعينه بعبارات جارحة وهجوم قاسٍ، ولم أجد مبرراً أساساً لطرح هذه الموضوعات على طلبة حقوق، ملتزمين بالتعامل مع قانون وضعى، نصوصه واضحة، ارتضيناها دون فتح نقاشات مكرّرة قد حسمناها عن صلاحية هذا القانون الوضعى وتعارضه مع الدين، إلى آخر هذه القضايا التى يستغلها تيار الإسلام السياسى لتزييف وعى الناس، كيف سمحت جامعة عين شمس بكتاب يقول «رجال الدين المسيحى استغلوا مكانتهم فى ارتكاب المعاصى والآثام، لتحقيق أطماعهم ونزواتهم المادية والمزاجية والمعنوية»، والسؤال للأستاذ المحترم: هل ذُكر هذا الكلام عن بعض رجال الدين الإسلامى؟ وهل هو موافق على تحويل مدرج كلية الحقوق إلى نقاش إسلامى - مسيحى عن أفضلية هذا على

ذاك؟!، هل توافق جامعة عين شمس على قول «د. ربيع»: «الإسلام لا يعرف الكسل والتراخى عن طلب الرزق، كما تعرفه المسيحية»، هل الحديث عن أن الرهبنة ستؤدى بالقساوسة إلى مخالفات وفضائح بسبب أمراضهم النفسية، هو موضوع مهم وجوهرى لطلبة كلية الحقوق الذين نغرس فيهم بذور الداعشية متعمّدين، ومن يكتب منهم عكس ذلك مخالفاً أستاذه فمصيره السقوط!، عندما يكتب الأستاذ عن نظرة المسيحية إلى المرأة بأنها أصل كل الشرور والفساد وسبب الشهوة والفتنة، لا بد أن نسأله: هل ذكرت بصراحة نظرة أديان أخرى إلى المرأة ما دمت تتحدث يا أستاذ القانون الدستورى عن الديانات السماوية؟!، ومال هذا

الكلام بالقانون الدستورى؟!، وما رأى وزير التعليم العالى ورئيس جامعة عين شمس فى اتهام أستاذ القانون الدستورى للكنيسة بأنها تمارس المفاسد والمظالم والشعوذة حتى اليوم؟ ما علاقة هذه الاتهامات بالمادة التى يدرسها الأستاذ لطلبته المسلمين والمسيحيين أيضاً، أم أن الأستاذ يطرد المسيحيين من المدرّج؟!، وماذا عن كلامه عن أن الإسلام يشبع الشهوة الجنسية، والمسيحية لا تفعل مما يؤدى إلى العقد النفسية؟!، ووصفه للمسيحيين بأنهم لا يهمهم إلا المال الذى يجب الحصول عليه بأى وسيلة، ولو على حساب الآخرين، واعتبارهم أن كلام المسيح عن الزهد غير قابل للتطبيق!!، أنا مندهش من سماح جامعة عين شمس بمثل هذا الكتاب العنصرى الذى لا يمت إلى العلم بصلة، إنه للأسف كتاب داعشى بامتياز، والسؤال: هل الجامعة مؤسسة فى مجتمع مدنى أم خلية فى تنظيم طالبان؟.
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع