في رثاء أبناء الشهداء
بقلم : بيتر مريس
( رسالة إلي قادة الكنيسة )
أعروس الفادى القبطية وضياء بلادي المصرية
بمحبة قلبـــــــي النارية أهواك يـــــا أرثوذكسية
حينما أرتل هذه الترتيلة الشجية , يضيق نفسي و لا أستطيع تكملتها و تغرق عينيا في بحر دموعي .
سؤال أساله لنفسي باستمرار ,,,,
ما هو حال أبناء الشهداء في القرن الحادي و العشرين ؟
و دائما تصيبني الإجابة بصداع لا أجد له علاج إلا محاولة النسيان !!! . نسيان حالتي و حالة كثير من جيلي نشأنا و تربينا و اعتقدنا أننا امتداد حي حقيقي لفكر آبائنا العظام , عظام ليس فقط في تعليمهم و لكن أيضا في تقواهم و اكرر في تقواهم أيضا .
استقامة الفكر و التقوى هما وجهان لعملة واحده. لا غني عن احديهما , إن أردت الحصول علي الأخرى , كما يقول معلمنا القديس بولس الرسول في رسالته الأولي إلي تلميذه التقي تيموثاؤس " إن كان احد يعلّم تعليما آخر ولا يوافق كلمات ربنا يسوع المسيح الصحيحة والتعليم الذي هو حسب التقوى فقد تصلف وهو لا يفهم شيئا " (1 تي 6: 3)
هل تتذكرون معي تلك العبارة التي تقال عن قديسينا في السنكسار ؟ " كان إنسانا تقيا " . نعم كان إنسانا تقيا , زاهدا , ناسكا , ....... و مملوءا من الروح القدس . هكذا تقول الكنيسة عن آبائنا العظام أمثال اثناسيوس و كيرلس و مكاريوس و انطونيوس ( أبو الرهبان ).
نعم هي تلك التقوى , التي هي تجارة عظيمة ( 1تي 6: 6) . و التي من يعيشون بها يضطهدون ( 2تي 3: 12 ) و التي هي نافعة لكل شيء ( 1تي 4: 8 ) و التي من اجلها نصلي أن يحفظ الرب ملوكنا و كل من هم في منصب ( 1تي 2: 2 ) . و هي نفس التقوى التي وصف بها سر التجسد " و بالإجماع عظيم هو سرّ التقوى الله ظهر في الجسد " (1تي 3: 16)
و هي أيضا تلك التقوى التي قال معلمنا القديس بولس الرسول عن منكري قوتها أن " لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوّتها. فاعرض عن هؤلاء " (2تي 3: 5).
مرة أخري أقول , فساد التعليم يعني و يؤكد عدم وجود تقوي لدي المعلمين . و العكس صحيح أيضا فعدم وجود التقوى لدي المعلمين يعني و يؤكد أيضا بما لا يدع مجالا للشك فساد تعليمهم . بالطبع أنا لا أتكلم هنا عن شاب يتصرف تصرفا مشينا , أو مراهقا لا يستطيع ضبط انفعالاته أو غرائزه , أو موظفا لا يمنع يده من اخذ رشوة لتمرير أمر يخالف قواعد عمله , بل أتكلم عن تلك الفئة المسئولة عن التعليم في الكنيسة !
انظر حولي فأجد انحرافات من كل لون , و لا داعي هنا لتعدادها أو تذكير قادتنا و معلمينا بها , فهم ادري بها منا . وسط خضم هذه الانحرافات , كيف نشم رائحة التعليم السليم ؟!!! فقد اختلطت رائحة التعليم الغير سليم بروائح كريهة اخري ..
أنا لا أدين أحدا فأرثوذكسيتي تجعلني أصون كرامة المخطئ لا أن افضح أفعاله المشينة . فلست بقاض أو جلاد و مازلت أؤمن أن باب التوبة مفتوح علي مصراعيه و ما زالت يدا يسوع المصلوب ممدودة علي عود الصليب فاتحا حضنه لكل عائد إلي حضن أبيه , تائب نادم علي خطاياه .
أوجهه كلامي هذا إلي المعلمين في جيلنا الحاضر طالبا إياهم بالتزام التقوى كوسيلة فعالة و مضمونة للوصول للتعليم السليم الذي هو لا غني عنه في هذه الأيام وسط أمواج الانحرافات البعيدة كل البعد عن تعيلم كنيستنا و آبائها العظام . أقول لهؤلاء المعلمين " التاريخ لا يرحم " و أرجو لهم ومنهم أن يتركوا لنا ذكري عطرة كما قال الكتاب عن داود " ومات بشيبة صالحة وقد شبع أياما وغنى وكرامة. وملك سليمان ابنه مكانه." (1اخ 29: 28)
كما أوجه كلامي هذا إلي الشعب المسكين و إلي نفسي أولا . لنا ميراث لا يقدر بثمن , و ثروة يصعب حصرها مما سطرته أقلام آباؤنا العظام ليس بحبر رخيص , بل بدم ذكي نفيس . لا تفرطوا يا إخوتي في ميراثكم , بل انفضوا عنه أكوام التراب التي انهالت عليه . أعيدوا إحياء آبائنا في كلماتهم التي تركوها لنا " كي لا نكون فيما بعد أطفالا مضطربين ومحمولين بكل ريح تعليم بحيلة الناس بمكر إلى مكيدة الضلال . " (أف 4: 14)
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :