الأقباط متحدون - مرقة دجاج عمرو خالد
  • ٠٦:٢٣
  • الجمعة , ٢٥ مايو ٢٠١٨
English version

مرقة دجاج عمرو خالد

مقالات مختارة | عادل نعمان

٣٤: ٠٦ ص +02:00 EET

الجمعة ٢٥ مايو ٢٠١٨

عادل نعمان
عادل نعمان

لم أكن أعرف أن للدجاج فائدة أخرى غير فوائده المعروفة، وينفرد عن كافة أصناف اللحوم بميزه خاصة، ويتفوق بها على كل أصناف الغذاء المتنوعة، وهى فى مجملها تساعد على بناء الجسم، وتُعينه على الوقاية من الأمراض، وتمنح الجسم الحيوية والطاقة، والقدرة على العمل والإنتاج. وأنا طوال عمرى أحب الدجاج، بأشكاله وأنواعه وألوانه، والدجاج أصبح فى صناعته وطبخه يساير ويلاحق التطور العلمى فى جميع المجالات، وفنون الطبخ لا تنفصل فى تطورها عن تطور العلوم والفنون، وكلها تبحث عن راحة الإنسان فى المطبخ، والأكيد أن أكل الإنسان وصحته يأتيان فى مقدمة على كل العلوم الإنسانية. وأشرب وأرتشف الشوربة ساخنة دون «لهلبة» تذكر، وأعرف أيضاً أن للشوربة فوائد جمّة، واستخدامات عديدة، منها ما هو قديم موروث، ومنها ما هو حديث.إلا أننى لم أكن أعلم شيئاً عن هذا الاختراع الحديث الذى جاءنا به المخترع والمبتكر عمرو خالد، وهى الطبخ على طريقة آسيا عثمان الإسلامية، وهى الطريقة الأحلى للارتقاء بها بعد الإفطار لقيام الليل «كما جاء على لسان الشيف عمرو»، ويكشف لنا «عمرو» عن سر «فراخ الوطنية» التى تربّى على الطريقة الإسلامية، وهى تساعد على الصلاة وتشد من عزيمة المسلم، وتصعد به سلالم المؤمن القوى، وتعين المصلين على قيام الليل، وإن كان يقصد أن الصحة وقوة البدن والبنيان تعطى المؤمن القوة والطاقة على القيام بأمور العبادة، والقدرة على قيام الليل دون تعب أو إرهاق،

فكان من حق باقى أصناف الطعام الدعوة إليها وذكر محاسنها، وفائدتها للجسم، وليس دجاج الوطنية فقط، فليس هذا النوع من الدجاج يلقط طعامه وشرابه من يد الأولياء الصالحين، ومَن أكله كان آمناً ومبروكاً ومستجاب الدعوة، إلا إذا كان السر عند مخترعه. هذا عن الدجاج، أما عن المرق أو الشوربة، فهى تلطف وتكسب الدعاء طعماً ومذاقاً خاصاً، وكما تساعد على سهولة المضغ والبلع، فهى تساعد على سهولة الارتقاء والسمو والصعود، وكنت أظن أن الفراخ والشوربة لهما طعم يتذوقه اللسان فقط، وليس طعماً يتذوقه القلب والوجدان، حتى جاءنا الشيخ عمرو خالد بهذا الاختراع الجديد، الذى سيقلب الدنيا رأساً على عقب، ويزيد من الإقبال على شراء دجاج الوطنية، ويزيد أسعارها اشتعالاً طالما أن فيها فائدة تعبدية.ولكن ما هى علاقة الدجاج والشوربة يا شيخ عمرو، وهو من الطبيخ والمطبخ، وخليط من رائحة الثوم والبصل والزيت والبهارات، وما يصاحبها من الوخم والكسل، وبين عطور القرشى الرومانسية الحالمة العطرة برائحة المسك والعنبر والعود وهى عطور شرقية، وعطور إسلامية على حدّ قولك، وتتفق مع القيم الإسلامية التى تدعو للجمال والخير والحب، بل وتساعد وتعين على لقاء الأحباب فى الله؟!

وما هى علاقة الرائحتين بعضهما ببعض؟ من هذا العبقرى الذى وحّد بين شوربة الدجاج وعطور القرشى؟ سوى هذا العبقرى الذى يجمع المتناقضات والمتنافرات والمتخاصمات فى الحلال، ويربط بينها برباط غليظ، وهو المال، فكان يأتى يوماً للدعاة الأقدمين من غزو الأمم والشعوب والبلاد، ويأتى اليوم للدعاة الجدد من غزو العقول والقلوب والوجدان، وكلاهما غزو.مصيبتنا فى هؤلاء الدعاة الجدد منهم والأقدمين، الذين يظنون أن العقول قد صدئت وتحجّرت، وما زالت على عهدها معهم، تستقبل دون رفض، وتقبل دون نظر، وتصدّق دون مراجعة، هذا الزمن قد ولّى وراح، وهذه العقول قد فتح العلم أبوابها، ولن تقبل يوماً قادماً خرافة المخرفين، أو بكاء المنافقين والدجالين، أو تشرب يوماً مرقة عمرو خالد.
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع