المواطن المصري والإعلانات
د. مينا ملاك عازر
الخميس ٢٤ مايو ٢٠١٨
د. مينا ملاك عازر
أنا كمواطن مصري مطلوب مني أتبرع بفلوسي لمستشفى السرطان 57357 القديمة والجديدة، ومستشفى ٥٠٠٥٠٠ ومركز مجدى يعقوب لعلاج القلب ومستشفى الحروق، وكمان أتبرع لمستشفى بهية وشفاء الأورمان، وأتبرع لمستشفى الدمرداش وعين شمس، وأتبرع بأكلي لبنك الطعام المصري، وأطلع شنط رمضان وكراتين رمضان، وأدفع ضرائب ودمغة وكارتات على الطريق ورشاوى، وأكرمش عشرينات وكمان أوصل مواسير ميه عشان الست الغلبانة متشربش ميه بطحالب.
لا المقدمة الطويلة دي مش عشان أسأل حضرتك الحكومة الفاضلة بتاعتنا -ابتلاء المصريين- المفروض تعمل إيه؟ لما أنا حاعمل كل ده لأني عارف المتحزلقين حايقولوا المسؤولية المجتمعية لأني باعتبر الحكومة ماتت- ولو إن مافيش مسؤولية مجتمعية في إنها بترعى الفساد والرشاوي والكرمشة وغيره، ولا فيه مسؤولية مجتمعية في الجباية اللي بتفرضها علينا بالضرائب ومش عارف بتوديها فين؟ غير إنها بتزود مرتبات سيادة الوزراء.
وطبعاً حاستحمل برضه غلاء الأسعار اللي الحكومة بقروضها هي السبب فيه، وطموحاتها في تخليد أسمائها على المدن والأنفاق والكباري هي المتسببة في المصيبة دي، ناهيك عن إنهم ما إتعظوش من اللي شافوه في اللي جرى لمبارك لما اتمسح اسمه باستيكة من كل المنشئات اللي تعب فيها وبرغم إنه ما كلفناش فيها حاجة لكن مسحناها، فما بالك لما يفيض الكيل بينا باللي بيعملوه فينا حانعمل في مشاريعهم اللي مخلدة أسمائهم إيه؟ المهم كمان مش حاستحمل غلاء الأسعار لكن كمان والبنزين حايولع تاني أكتر ما هو مولع والزيت والسكر والرز اللي اسعارهم زادت والأخير ممنوع بيعه في المجمعات وكمان سيتم منع زراعته بسبب مصيبة التوقيع على اتفاقية المبادئ الموقعة في الخرطوم اللي مالناش ذنب فيها وده غير غلاء البامبرز. وفي نفس ذات الوقت أشتري فيلا في القطامية وأحجز في ماونتن فيو قبل العرض أبو 3 مليون جنيه ما يخلص! طيب نفكر خارج الصندوق يا جدعان شوية عشان الصندوق امتلأ عك للأخر، خلاص الدقيقة الإعلانية كانت من 5 سنين ب ١٠٠ ألف جنيه، يعني إعلان فودافون أو غيره لو اتذاع ٥ مرات في اليوم بمليون من غير أجور الفنانين اللي فيه، ده طبعاً رقم تقديري في قناة واحدة ممكن يكون أكتر من الخمس مرات دول وممكن يكون أكتر من قناة،
لكن ماشي خليها كده –وخلي بالك ده من 5 سنين- وأجور الفنانين في إعلان اتصالات ٢٠١١ بتاع يسرا و محمد منير كان ٣٥ مليون جنيه يعني كل شركة من شركات المحمول ممكن تكون صرفت في رمضان فقط خلال السبع سنوات اللي فاتوا ٢٠٠ مليون جنيه على الأقل للدعاية، واتخصموا من ضرايبها كمان، وكمان هنا دي مقصود بيها الحسرة على أن الدولة لم تستفد بها وبالتالي المواطن، لأنه في الطبيعي إن لما تستفيد الدولة يستفيد المواطن، سيبك من اللي بيحصل في بلادنا إن الدولة تستفيد يستفيد الوزراء والمسؤولين ويولع المواطن. طب تخيل معايا بقى لو كان ممكن يبقى عندنا مستشفى فودافون للأورام ومستشفى أورانج للحوادث، ومركز بيبسى كولا لزرع القوقعة للأطفال الصم، ومستشفى اتصالات لأبحاث أمراض الكبد، ويحطوا اسمهم على المستشفى وعلى تذاكر المرضى وعلى بلاطي الدكاترة، وعلى علب الدواء كمان لو حبوا، ويكتب لهم قصور في الجنة أو أضعف الإيمان يتم تحسين الخدمة بالفلوس دي كلها.
المختصر المفيد ما تستقيل الحكومة ونسيب البلد لشركات الإعلانات تحكمنا على الأقل حاتوفر لنا سكن متميز، وأكل وعلاج ببلااااااش، منكم لله.