الأقباط متحدون - هل حقًا أحطت المسيحية من شأن المرأة؟ عدة وقائع تروي كيف أسس المسيح لمساواة بينها وبين الرجل
  • ١٩:٣٣
  • الخميس , ٢٤ مايو ٢٠١٨
English version

هل حقًا أحطت المسيحية من شأن المرأة؟ عدة وقائع تروي كيف أسس المسيح لمساواة بينها وبين الرجل

٤٠: ٠٣ م +02:00 EET

الخميس ٢٤ مايو ٢٠١٨

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كتبت – أماني موسى
أثار ما كتبه وكيل كلية الحقوق بجامعة عين شمس عن المسيحية والكنيسة والأقباط حفيظة الكثيرين، لما حملته هذه السطور التي يتم تدريسها لآلاف الطلبة إساءة واضحة وصريحة للمسيحية، بل وتحض على كراهية الآخر وإشعار فتيل الفتنة.

جاء من ضمن سطور الدكتور الفذ أن الكنيسة كانت ولا زالت زاخرة بالمفاسد والشعوذة، وأن الكهنة ورجال الدين المسيحي يقومون بتحقيق مصالحهم ونزواتهم، كما اتهم المسيحية بأنها حضت من شأن المرأة وجعلتها أصل كل الشرور والمفاسد، وبالسطور المقبلة نورد بعض ملامح كيف تنظر المسيحية إلى المرأة.

المساواة بينها وبني الرجل في الميراث
تؤمن المسيحية بالمساواة بين الرجل والمرأة في الميراث، ولكنه وفقًا للدستور المصري، يتم التعامل في هذه الأمور وفقًا للشريعة الإسلامية التي تقضي بأن للذكر ضعف حظ الانثيين.

وفي مارس 2016 أصدر المستشار ماهر فريد رئيس محكمة استئناف القاهرة الدائرة 158 أحوال شخصية، حكمًا مغايرًا لأحكام المواريث المعتادة، بعد أن رفضت امرأة مسيحية تقسيم إرثها طبقًا للشريعة الإسلامية، فقرر الاحتكام إلى مبادئ الشريعة المسيحية طبقًا للمادة الثالثة من الدستور وأمر بتوزيع الأنصبة للأنثى مثل حظ الذكر.

واستند المستشار في حكمه إلى المادة 247 من لائحة الأقباط الأرثوذكس التي تقسم الميراث حصصاً متساوية بين الذكر والأثنى.

تعدد الزوجات مرفوض وهناك فقط الزوجة الواحدة
ترفض الديانة المسيحية تعدد الزوجات، وتؤمن بما يطلق عليه شريعة الزوجة الواحدة.

ويقول الكاهن أثناء إتمام مراسم الزواج المعروف وفق الديانة المسيحية بـ "سر الزيجة" وصايا لكلاً من الزوجين تتوافق مع تعاليم الكتاب المقدس، يقول فيها: يجب عليك أيها الابن المبارك، المؤيد بنعمة الروح القدس، أن تتسلم زوجتك فى هذه الساعة المباركة بنية خالصة، ونفس طاهرة، وقلب سليم، وتجتهد فيما يعود لصالحها، وتكون حنوناً عليها، وتسرع إلى ما يسر قلبها، فأنت اليوم المسئول عنها من بعد والديها، وقد تكللتما بالإكليل السمائي و الزيجة الروحانية.

وحلّت عليكما نعمة الله، ومتى قبلت ما أوصيت به، أخذ الرب بيدك، وأوسع فى رزقك، ويرزقك أولاداً مباركين يقر الله بهم عينيك، ويمنحك العمر الطويل و العيش الرغد، ويحسن لك العاقبة في الدنيا والآخرة.

بولي الرسول للرجال: احبوا نسائكم كما أنفسكم
ويقول بولس الرسول فيلسوف المسيحية، وأنت أيها الرجال، أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضا الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها، كي يقدسها، مطهرا إياها بغسل الماء بالكلمة، لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة، لا دنس فيها ولا غضن أو شيء من مثل ذلك، بل تكون مقدسة وبلا عيب.

كذلك يجب على الرجال أن يحبوا نساءهم كأجسادهم. من يحب امرأته يحب نفسه، فإنه لم يبغض أحد جسده قط، بل يقوته ويربيه، كما الرب أيضا للكنيسة، لأننا أعضاء جسمه، من لحمه ومن عظامه.

«من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته، ويكون الاثنان جسدا واحدا»، هذا السر عظيم، ولكنني أنا أقول من نحو المسيح والكنيسة، وأما أنتم الأفراد، فليحب كل واحد امرأته هكذا كنفسه، وأما المرأة فلتهب رجلها.

كيف عامل المسيح المرأة في العهد الجديد؟
جاء العهد الجديد يعكس الرسالة التي أتى بها يسوع المسيح، والتي تتضمن في جانب منها نظرة جديدة تجاه المرأة، فاختلفت مكانتها ودورها في المجتمع.. بالسطور المقبلة أمثلة مختلفة كيف تعامل المسيح مع المرأة؟

"من كان منكم بلا خطيئة فليرمها أولاً بحجر"
يتطرق إنجيل يوحنا إلى قضية الأخلاق وكيفية تعامل يسوع بشكل مباشر معها، حيث يروي عن حادثة تواجه فيها يسوع مع الكتبة والفريسيين لمناقشة عقوبة الرجم التي كانت فرضًا يجب تطبيقه على المرأة التي ترتكب خطيئة الزنا. فقال يسوع: "من كان منكم بلا خطيئة فليرمها أولاً بحجر" (يوحنا 8 : 7) واستطاع بذلك تفريق الحشود: "فلما سمعوا هذا الكلام، أخذت ضمائرهم تبكتهم، فخرجوا واحدًا بعد واحد، وكبارهم قبل صغارهم، وبقي يسوع وحده والمرأة في مكانها. فجلس يسوع وقال لها أين هم يا امرأة؟ أما حكم عليك أحد منهم؟ فأجابت لا يا سيدي، فقال لها يسوع وأنا لا أحكم عليك.. اذهبي ولا تخطئي بعد الآن. (يوحنا 8: 9-11).

المريمات ودورهن في الكنيسة وبعد واقعة الصلب
يأتي العهد الجديد على ذكر عدد من النساء المقربات من يسوع المسيح، في مقدمتهم أمه مريم، ومريم المجدلية المعروفة باسم "رسولة الرسل"، وهي التي اكتشفت قبر المسيح الفارغ وكُلّفت بتبليغ تلاميذ المسيح الأحد العشر (المتبقين بعد أن قام يهوذا بشنق نفسه) بقيامة المسيح، وذلك وفقًا للإنجيل.

يسوع يتحدى الأعراف اليهودية السائدة بنجاسة نازفة الدم ويشفيها
قصة أخرى ترد في (مرقس 5: 23-34) وهي تعكس تحدي يسوع للأعراف الثقافية اليهودية في ذلك الوقت، حيث قرر أن يشفي امرأة ظلت تنزف لمدة 12 سنة، وهو ما كان محرّمًا وفقاً للشريعة اليهودية، حيث يتم استبعاد النساء الحائضات أو اللاتي أنجبن من المجتمع. وهذا هو سبب النبذ الاجتماعي لمدة 12 سنة الذي تعرضت له المرأة المروي عنها في إنجيل مرقس. وبذلك عالج يسوع الرجال والنساء دون تفرقة، كشفاء حماة بطرس. (متى 8: 14)

اتسمت معاملة المسيح للمرأة بالرحمة، على عكس ما كان متبع وفق الثقافة والأعراف اليهودية، فالأناجيل الأربعة، ولا سيما لوقا، يذكر أن يسوع كان يتحدث مباشرة مع النساء أو يقدم لهن المساعدة علنًا، فأخت مرثا (مريم) تجلس عند قدمي يسوع بينما هو يقوم بتلقينها تعاليم الشريعة، وهذا كان امتياز يحظى به الرجال فقط في اليهودية. فجاء يسوع ليخرج عن المألوف، ويخصص لنفسه أتباع إناث حظين برعايته (لوقا 8: 1-3).

أول شخص يري المسيح بعد القيامة ويبشر الآخرين كان امرأة
كما أن ذكر مريم المجدلية في الأناجيل كأول شخص يرى يسوع بعد قيامته، وتكليفها بإبلاغ الجميع ما هو إلا دليل على مكانة متميزة تمتعت بها المرأة في الديانة الناشئة، في زمن كانت شهادة المرأة به لا تعتبر صالحة. (مرقس 16: 9).

المؤرخ جيفري بلايني: جاء يسوع معلنًا تغيير العادات المضادة للمرأة وكان رحيمًا بها
كتب المؤرخ جيفري بلايني، أن مكانة المرأة تختلف بين الفترة الوجيزة التي عاش بها يسوع، وبين الألف عام قادم التي تلت وفاته، ارتكز بلايني إلى شهادات الإنجيل حول قيام يسوع بتلقين تعاليمه للمرأة، كما هو الحال مع المرأة السامرية قرب البئر، ومريم من بيت عنيا، التي أخذت تفرك شعره بالدهن والطيب. وكذلك علاج يسوع للمرضى والنساء علناً معرباً عن إعجابه بالأرملة الفقيرة التي تبرعت ببعض النقود النحاسية إلى خزينة الهيكل، وكذلك خطوته الجريئة نحو مساعدة المرأة المتهمة بالزنا، بالإضافة إلى وجود مريم المجدلية إلى جانب يسوع أثناء صلبه.

ويخلص بلاتيني: "كانت مكانة المرأة متدنية في فلسطين، لذلك فلم يوافق الكثيرون على نظرة يسوع الرحيمة تجاههن، وبدعة المساواة التي جاء بها، فاصطدمت تعاليمه دائماً بأولئك الذين آمنوا بحرفية النصوص".

البابا يوحنا بولس الثاني: أعاد يسوع للمرأة كرامتها الكاملة كإنسان أمام الله وأمام الرجال
ويقول البابا يوحنا بولس الثاني، بابا الفاتيكان، في كتابه "أفكار حول المرأة أبريل 1979، أظهر يسوع دائمًا أعظم التقدير والاحترام تجاه المرأة، أي امرأة، وعلى وجه الخصوص كان لديه حساسية عالية تجاه النساء اللواتي يعانين من الألم أو الكرب. لقد كسر الحواجز الاجتماعية والدينية التي سادت في ذلك الوقت، وأعاد يسوع للمرأة كرامتها الكاملة كإنسان أمام الله وأمام الرجال ... سلوك المسيح، وأقواله وأفعاله، دليل دامغ يحاجج به ضد كل ما من شأنه الإساءة للمرأة.

ختامًا تؤمن المسيحية بشهادة المرأة كما الرجل، تساوي بينها وبني الرجل في الميراث، تنظر المسيحية إلى الخيانة الزوجية وخطية الزنا للرجل كما المرأة، ترفض وأد البنات وتعدد الزوجات.
 
تم الاستعانة بـ ويكيبيديا