عندما ظهر دواء السوفالدى المعالج لفيروس «سى» ومن بعده سلسلة الأدوية الحديثة التى تدمر الفيروس وتشله فى مناطق مختلفة، كانت ثورة طبية بكل معنى الكلمة، لكنها فى نفس الوقت كانت كارثة على نصابى الأعشاب وتجار الوهم الذين كسبوا المليارات نتيجة حيرة المرضى الغلابة وقد تسبب السوفالدى فى بوار تجارتهم، وكارثة أيضاً على قلة من الأطباء مرضى النفوس ضعاف العلم ممن لا يهمهم القضاء على المرض بقدر ازدحام عياداتهم مهما كان الثمن، وقد حرمهم «السوفالدى» من هذا الرصيد، حدث رد فعل مضاد وانتشرت شائعات أن تلك الأدوية تسبب السرطان!، ولذلك كان لا بد من الرد، فاتجهت بالسؤال للطبيب النابه والمرجع الأمين والمطلع دائماً على آخر أبحاث الكبد فى العالم د. هشام الخياط، الأستاذ بمعهد تيودور بلهارس، وكان هذا هو الرد وتلك هى الإجابة القاطعة المانعة:
ثبت بالدليل القاطع وبالدراسات الإكلينيكية أن مرضى فيروس «سى» الذين تناولوا الأدوية الحديثة من سوفالدى مع أدوية أخرى.. تقل فيهم نسبة الإصابة بسرطان الكبد بصورة ملحوظة عن المرضى الذين لم يتناولوا الأدوية الحديثة.. وهذه الدراسات الإكلينيكية قد تم نشرها حديثاً من الكثير من المراكز الطبية العالمية سواء فى أمريكا أو أوروبا أو شرق آسيا أو مصر.. وقد ثبت أن جميع مرضى فيروس «سى» الذين تم شفاؤهم مؤخراً بالأدوية الحديثة التى يكون السوفوسبفير أو السوفالدى العمود الفقرى فى أغلب البروتوكولات ثبت فى كل الدراسات الإكلينيكة المستقبلية التى تم نشرها فى 2018 و2017 أن نسب سرطان الكبد قد تراجعت فى هؤلاء المرضى بنسب إحصائية ملحوظة ولافتة للعلماء.. وخاصة فى مرضى التليف الكبدى.. الذين يعانون من نسب إصابة تصل إلى 3.5% قبل علاجهم وتنخفض النسبة إلى أقل من 2% بعد شفائهم من فيروس «سى» بالعقاقير الحديثة التى تحتوى فى أغلب بروتوكولاتها على السوفوسبفير أو السوفالدى.
وحتى فى مرضى التليف المصابين بسرطان الكبد الذين تم علاجهم بالتردد الحرارى أو الميكروويف أو الحقن الشريانى ثبت أن علاجهم من فيروس «سى» بالأدوية الحديثة بعد شفائهم النسبى من أورام الكبد ثبت أن نسب ارتداد الأورام فى أكبادهم أقل من الذين لم يتم علاجهم بالبروتوكولات الحديثة، وهذه أحدث دراسة تم نشرها فى مجلة الكبد العالمية، وهى أعلى مجلة يتم فيها نشر أبحاث الكبد فى العالم، وتمت هذه الدراسة على 149 مريضاً من أكثر من مركز فى أمريكا يعانون من تليف كبدى وتم شفاؤهم نسبياً من أورام الكبد باستخدام طرق العلاج الحديثة وتم علاجهم ببروتوكولات العلاج الحديثة التى يدخل فيها السوفالدى كدواء أساسى فى البروتوكول، وأثبتت أن نسب ارتداد الأورام فى هؤلاء المرضى الذين تم شفاؤهم من فيروس «سى» أقل من المرضى الذين لم يتناولوا العقاقير الحديثة ولم يتم شفاؤهم من فيروس «سى».
ولذا فإن الدراسات الإكلينيكية التى تم نشرها مؤخراً فى أهم الدوريات العلمية أثبتت أن أدوية وبروتوكولات فيروس «سى» الحديثة المحتوية على السوفالدى تقلل من نسب الإصابة بسرطان الكبد فى هؤلاء المرضى وخاصة المرضى الذين يعانون من التليف الكبدى.
نقلا عن الوطن