الأقباط متحدون | منْ يحاسب هيكل؟!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢١:٠٦ | الاربعاء ١٥ يونيو ٢٠١١ | ٨ بؤونة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٢٥ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

منْ يحاسب هيكل؟!

الاربعاء ١٥ يونيو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مينا ملاك عازر
اعتدتم أيها الأصدقاء القراء أن نلتقي سويًا تحت راية عامود "لسعات"، وذلك في مقالات ساخرة، وقد مر علينا وقت طويل لم نلتق في مقالات جادة، لكننا اليوم نلتقي بشكل جاد بل غاية في الجدية، لنناقش من خلال هذا المقال أمرًا أظنه هام وغاية في الخطورة، وهو سؤال يطرح نفسه عليَّ بقوة، وتتمثِّل في: "من يحاسب هيكل؟"..

صدقني أنا لا أطرح هذا السؤال بناءًا على البلاغ الذي تقدَّم به عدد من القادة العسكريين- الذين شاركوا فى حرب أكتوبرـ للنائب العام ضد "هيكل"، الذي قال أكثر من مرة صوتًا وصورة وكتابةً، إن الضربة الجوية الأولى التي قام بها الجيش المصري، والتي كان يتباهى الرئيس السابق "مبارك" بها، لم تكن إلا مظاهرة جوية، فلم يكن الجيش محتاجًا لأكثر من ثماني عشر طائرة لتنفيذ هذه العملية.. هذا ما قاله "هيكل" وأبلغ عنه القادة العسكريين، متهمين إياه بأنه كاذب، وأنا أعرف هذا أنه... ليس فقط في مسألة الطيران، وإنما في الكثير من الأمور التي سنناقشها سويًا الآن. لكنني قبل أن أطرح لكم بعض الحقائق، اسمحوا لي أن أقترح على أولئك القادة العسكريين المحترمين أن يقدموا بلاغهم للنيابة العسكرية وليس للنائب العام، فهيكل لم يخطئ في أمور مدنية بل في أمور عسكرية، كالتي أخطأ فيها الأستاذ "طلعت السادات" حين حوكِم عسكريًا عندما أشار من طرف خفي لمسئولية القوات المسلحة عن مقتل عمه الرئيس الراحل "محمد أنور السادات".

ولننتقل لـ"هيكل" الذي طالما أرقتني كتاباته أثناء دراستي للماجستير، وللآن تؤرقني أثناء دراستي للدكتوراة، فطالما كان يروي "هيكل" لنا قصص وروايات لا يصدقها عقل، وطالما كنت أسأل نفسي في أثناء قراءتي للبعض منها، كيف عرف "هيكل" هذا؟ هل عرفه من وثيقة؟ أم من جريدة؟ أم من ماذا؟ فلكم مثلًا هذه القصة التي لا أحكيها بالنص، وإنما كانت كالآتي، يقول "هيكل": "إن جونسون الرئيس الأمريكي دخل صباح يوم خمسة يونيو غرفة النوم على ماتيلدا كريم زوجة أحد كبار ممولي ومتبرعي حزبه، وأيقظها وقال لها إن الحرب قامت في الشرق الأوسط ولا أحد يعرف من الذي بدأ بالقتال لكن أنا وأنتِ نعرف".. وإلى هنا انتهت قصة "هيكل" التي يؤكِّد فيها معرفة الرئيس الأمريكي و"ماتيلدا كريم" بمن بدأ الحرب في الشرق الأوسط، لكن أنا وحضرتك بالتأكيد لا نعرف ممن عرف "هيكل" هذه القصة؟!!! هل كان جالسًا داخل الدولاب الذي بحجرة نوم "ماتيلدا"؟ أم كان ماشيًا مع الرئيس "جونسون"؟ أم فضفض كلاهما أو واحد منهما بهذه القصة لـ"هيكل"؟ فأنا لا أظن أن هناك أحد يستطيع معرفة هذه المعلومة إلا الاثنين المذكورين بالقصة، أو واحد كان موجودًا بالغرفة مثل الخادم مثلًا، ولا أظن أن "هيكل" كان واحدًا من الاثنين أو الخادم، أو قطعة من الأثاث الموجودة بالغرفة، كما أنني لا أظن أن أحدًا من أطراف القصة قد رواها له بشكل منفرد. وأكثر ما يسيئني على فرض صحة القصة، أن "هيكل" لم يقل لنا من أين له بمعرفتها أو يشير إلى أنه مصدر لا يمكنه الإفصاح عنه. أمَّا أنك تحكي وتترك القارئ يطلق لخياله العنان، فهذا لا يزد عن كونه نوع من أنواع القصص التي تغني على الربابة، غير المعترف به صحفيًا ولا تاريخيًا.

والمؤسف رغم ما تقدَّم، أن الكثيرين يستشهدون بما يقوله "هيكل" ويرويه ويؤكِّده، وكأنه صادق، وكلكم تذكرون تلك القصة التي حكاها عن مقتل "ناصر" على يد "السادات" من خلال فنجان قهوة قدَّمه له بعمل يديه قبل وفاة "ناصر" بأيام، وهي قصة ينفيها الأطباء السوفيت، الذين أكَّدوا أن صحة "ناصر" لا تتحمل أي أزمات، وأيامه في كل الأحوال قليلة، وقد نصحوه بالراحة. هذا وقد ثبت أنه توفى بسبب المجهود الذي بذله أثناء أزمة أيلول الأسود، وهي معلومة موثَّقة في مذكرات "مراد غالب" سفيرنا في الاتحاد السوفيتي، أكَّدها له الطبيب المشرف على علاج "ناصر" في احدى المصحات بالاتحاد السوفيتي.

أما ما يزعجني للآن، ولا أفهم لماذا لم يتحرك أحد ضد "هيكل" ببلاغ ليحاسبه عليه، هو أن "هيكل" طالما إدَّعي- في كتاباته وأثناء قصه للتاريخ على طريقته- أنه يمتلك مستندات ووثائق، ولا أقصد هنا فقط ما قاله بشأن الرئيس المخلوع وثروته، وهو الأمر الذي عاد ونفاه وأعاد الخطأ فيه لصحيفة الأهرام حينما سأله جهاز الكسب غير المشروع عن ثروة "مبارك" والوثائق التي تؤكد ما ذهب إليه هو- بل أيضًا كل قصصه التي لا يعرفها أحد غيره. الغريب أنه هو الوحيد الذي يمتلك مستندات تؤكِّد كلامه، والحساب هنا يجب أن يكون إما لامتلاكه وثائق ومستندات كان من الواجب أن تكون ملكًا للدولة أخذها هو لنفسه بغير حق، أو لأنه يفشي أسرار تتعلق بالدولة من خلال وثائق يجب أيضًا أن يحاسب على كيفية الوصول إليهاـ في حين لا يستطيع أحد من المؤرخين الجادين الوصول لهاـ ويحاسبه على سلبه أو قل استإثاره بتاريخ "مصر"، هذا إن كان تاريخًا صحيحًا كما يدَّعي، أو يُحاسَب على كل هذا معًا، وهنا مطلب لازلت أطرحه وأناشد الكل لتنفيذه.. حاسبوا "هيكل"، وأسأل من يحاسب "هيكل" ألا يوجد من يستطيع محاسبته؟!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :