الأقباط متحدون - على صدرك نرتاح
  • ٢٣:٤٤
  • الاربعاء , ٢٣ مايو ٢٠١٨
English version

على صدرك نرتاح

أوليفر

مساحة رأي

١٢: ٠٣ م +02:00 EET

الاربعاء ٢٣ مايو ٢٠١٨

المسيح ويوحنا الحبيب
المسيح ويوحنا الحبيب

Oliver كتبها
- إرتاح المرضى لمعجزاتك و إرتاح البسطاء بإهتمامك و إرتاح الجائعين بخبزك و إرتاحت السامرية بحديثك بينما إرتاح يوحنا علي صدرك.هذا الرجل الذى أدرك مخابئ الحب فإتجه نحوها .هناك حين ألقي رأسه لأول مرة شعر بسلام لم يتذوقه كثير من الناس قبلاً.صار صدرك موطنه.بعد عناء اليوم و بغير خجل يخضع رأسه للرأس.يضع رأسه لصدرك  و يتركها فيسرى في كيانه فعل المحبة.

- إبن زبدي و سالومى و أخوه يعقوب الرسول .أسرة بسيطة خرج منها تلميذان عظيمان.لما تتلمذا للمعلم الصالح تغير قلبيهما من إبني الرعد إلي إبني الحب.أحاط المسيح نفسه بدائرة كبيرة من تلاميذه الإثني عشر ثم دائرة أصغر و أكثر خصوصية هي  الثلاثة القديسين بطرس و يوحنا و يعقوب. هؤلاء شهود تجليه و معجزاته التي أخذهم أثناءها .ثم من تلك الدائرة الأصغر كان الحبيب يوحنا الأكثر تناغماً مع حبيبه  الرب يسوع الذى يعرف كيف يدلل الصغار لأنه كان الأصغر بين جميع التلاميذ القديسين.

- يوحنا الحبيب هو يوحنا المطيع الذى أتمم المهام التي كلفه بها مخلصنا و أعد الفصح مع بطرس الرسول. هرب التلاميذ و بقي يوحنا التلميذ الوحيد الذى تبع مخلصنا و وقف بجواره عند الصليب.لقد كان منجذباً بالحب فلم يخاف الخوف الذى طال بقية التلاميذ لهذا كتب عنه يعقوب الكبيرالمحبة تطرد الخوف إلي خارج.

- عاش شبابه مسلوباً من محبته للملك المسيح.كتب الإنجيل في شبابه فكان كالنسر المحلق عالياً يتكلم باللاهوتيات و يدقق في طبيعة المسيح غير المنظورة لأنها كان منها قريباً ,هذا الذى أطال الحب عمره فعاش أكثر من الجميع و في جزيرة بطمس اليونانية إنفتحت السماء قدامه و كتب سفر الرؤيا في شيخوخته فتجدد مثل النسر شبابه .كان الوحيد الذى تنبأ في اسفار العهد الجديد.الوحيد الذى كتب عما سيكون فيما بعد. الوحيد الذى في شيخوخته لم تشيخ محبته بل بقيت علي عنفوانها للملك المسيح فراي ما لم تره عين.

- في كل مرة كان يسند راسه علي صدر المسيح كان يشهد أنه الله.كان يسمع دقات قلب المسيح فيرتاح قلبه.علي صدره يقترب جداً يلتصق بمحب البشر.يتحد فكره بقلب المسيح  فيأخذ فكر المسيح و يشبع القلب مما في قلب مخلصنا.الإتكاء علي صدر المسيح يكشف حب المسيح الذى لم يتذمر من شاب في الثلاثينات برأسه الثقيلة يضعها علي صدر مخلصنا كما جلسا سوياً.لذلك سمي يوحنا نفسه في الإنجيل أنه التلميذ الذى كان يسوع يحبه.لم يقل أنه التلميذ الذى كان يحب يسوع لأن محبة المسيح أعظم و أهم.

- تنيح القديس سنة 98 ميلادية في أفسس .بعدما صارت محبته علامة من علامات محبة المسيح للبشر.فإشتهرت عنه محبة الآخرين و عمل الخير حتي أخذوه شفيع العمل الخيري في بلاد غربية و أخذوه قديس الإسعاف السريع في بلاد كثيرة أيضاً .

- ليس يوحنا العظيم وحده الذي يستطيع أن يتكأ علي صدر مخلصنا.فصدر المسيح يتسع لكل البشرية.لكن لا تقارب بين رأسنا و بين صدر المسيح من دون محبة لبعضنا البعض.الصدر متسع لكن الرأس التي ليس فيها فكر المسيح لا تستطيع أن تتكأ علي صدر المسيح.فلنملأ أفكارنا بالإنجيل لكي نتأهل لصدر الرب.لأنه يعلن اسراره للمتكئين علي صدره.و صدر الرب الأبوي الحنون ينكشف للتائبين.التائبون ينالون حضن المسيح و الغافرين لإخوتهم يتكئون علي صدره.الذى يصلي يصل إلي قلب المسيح و الذى تنهمر دموعه إنسحاقاً يجد صدر المسيح مستعداً ليريحه من أتعابه.هذا الذى علم الأم أن تحمل طفلها إلي صدرها فينعم بالأمان و الحب و يتغذى من صدرها و يسكن مطمئناً.هذا الذى علم المحبين أن في الأحضان الطاهرة النقية مصالحة و تناغم لا تحتاج لكلمات بل ثقة.فهو له المجد صدر الواثقين.لقد كان يوحنا نفسه درساً عملياً يحدث كل يوم دون أن ينطق المسيج بكلمة.كان يقول لكل إنسان أنت أيضاً يوحنا لو أردت.أنت حبيبي.قيمتنا ليس في كوننا نحب يسوع بل في كون يسوع أنه يحبنا.حب يسوع هو القيمة الحقيقية لكل إنسان.فلنتنافس علي صدر المسيح لأنه منبع فرحنا.سبب سلامنا.ففي صدره نختفي من قدام العدو .ليطمئن كل متشكك بأنه التلميذ الذى يحبه يسوع فيزول الشك و تهدأ الأوجاع و ينفتح القلب علي مصدر الرجاء.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع