الأقباط متحدون - سر الصحة والسعادة بسيط
  • ٠٦:٢٤
  • الاربعاء , ٢٣ مايو ٢٠١٨
English version

سر الصحة والسعادة بسيط

منوعات | إيلاف

٣١: ٠٢ م +02:00 EET

الاربعاء ٢٣ مايو ٢٠١٨

الدراسات تؤكد وجود علاقة بين تناول الطعام مع آخرين والسعادة
الدراسات تؤكد وجود علاقة بين تناول الطعام مع آخرين والسعادة

 الوحدة تزيد خطر الإصابة بأمراض مزمنة
وجدت دراسة جديدة أن تناول الشخص للطعام بمفرده هو أكبر سبب للتعاسة بعد الأمراض العقلية والمشاكل المالية. وبحسب الدراسة التي أجرتها شركة أوكسفورد ايكونوميكس للأبحاث واستطلعت فيها 8250 بريطانياً بالغاً، فإن الأشخاص الذين يتناولون الطعام بمفردهم تقل درجة سعادتهم 7.9 نقاط عن المتوسط العام في البلاد.

وهذه ليست أول دراسة تتوصل إلى وجود علاقة بين تناول الطعام مع آخرين والسعادة. ففي العام الماضي، وجد باحثون في جامعة أوكسفورد أن الأشخاص الذين يتناولون الطعام مع آخرين تكون احتمالات شعورهم بالسعادة والرضا عن الحياة أكبر بينهم. كما ان الأشخاص الذين يتناولون طعامهم جماعياً تكون لديهم شبكات دعم اجتماعي وعاطفي أوسع.

وقال البروفيسور روبن دنبار أستاذ علم النفس الذي شارك في دراسة جامعة أوكسفورد "اننا بكل بساطة لا نعرف لماذا يكون الأشخاص الذين يتناولون الطعام معاً أكثر سعادة"، ولكن من الواضح أن هذا طقس اجتماعي منتظم ولحظة تآلف وتواصل في حياتنا الفوضوية على الأغلب. ومن الجائز ان يكون التجمع حول المائدة مناسبة لتبادل الأحاديث وسرد القصص والتقارب.

وأشار البروفيسور دنبار إلى أنّ وجود اصدقاء يجعل الشخص أكثر سعادة على المستوى النفسي.

وأوضح "ان الأشياء التي تفعلها حول المائدة مع آخرين تعمل بصورة جيدة على تفعيل منظومة الاندورفين التي هي جزء من جهاز إدارة الألم في الدماغ. والاندورفينات هي مهدئات افيونية ترتبط كيمياوياً بالمورفين وينتجها الجسم ولها مفعول افيوني. وهذا ما يحصل خلال التخالط الاجتماعي، بما في ذلك التربيت على الظهر والمعانقة والتمسيد". وأكد البروفيسور دنبار أن هذه كلها ذات أهمية مركزية في الطريقة التي تستخدمها الرئيسيات عموماً لتوثيق عرى التضامن داخل جماعاتها الاجتماعية.

خطر الوحدة
وقال الدكتور نك لايك المختص بعلم النفس والعلاج النفسي إن الوحدة من أكبر المؤشرات التي تُنبئ بحالة الصحة البدنية والعقلية وإن الوحدة والعزلة تزيدان بدرجة كبيرة خطر الاصابة بأمراض مزمنة مثل مرض القلب التاجي أو السرطان تقريباً بقدر ما تزيده عوامل أخرى مثل التدخين.

ويشير العلماء إلى أنّ البشر مبرمجون بيولوجياً للتفاعل مع احدهم الآخر وخاصة التفاعل وجهاً لوجه. واكتشفت دراسة اجرتها جامعة مشيغان الاميركية ان الاستعاضة عن التواصل المباشر مع الأصدقاء والأقارب برسائل على الشبكات الاجتماعية والبريد الالكتروني والرسائل النصية يضاعف خطر الكآبة مرتين.

ويقول البروفيسور في علم النفس بول جلبرت "نحن الأكثر اجتماعيةً من كل الحيوانات وأدمغتنا وأجسامنا مبنية بحيث تُضبط من خلال التفاعلات مع الآخرين من يوم ولادتنا". واضاف "ان القدرة على حفز العواطف الايجابية المرتبطة بالسعادة تبدأ في التفاعلات مع الآخرين الذين لديهم عواطف ايجابية تجاهك وبالتالي عندما ترى الأصدقاء ويقولون نحن سعداء برؤياك فإن هذا امر مهم".

وحين نكون مع آخرين فإن هذا يمارس تأثيره على أجسامنا وأن بعض أشكال الصداقة مثل حضور المناسبات الاجتماعية والزواج والتفاعلات الايجابية مع الآخرين تحفز جهازنا العصبي السمبثاوي.

وجهًا لوجه
ويقول البروفيسور جلبرت إن الجهاز العصبي الباراسمبثاوي "يُحفَّز من خلال نبرة العلاقات الشفهية والصوتية مع بعضنا البعض وفي حدود علمنا فإن هذا التحفيز لا يحدث من خلال النصوص. فنحن عموماً مصمَّمون للاستجابة إلى نبرة الصوت والتعبير والملامسة. نحن مصمَّمون فيزيولوجياً للتفاعل وجهاً لوجه".

وبحسب البروفيسور جلبرت، فإن أفضل العلاقات هي العلاقات التي نكون محبوبين فيها على علاتنا ومثالبنا. وهو يقول "إن الأشخاص ينسون ان الحب هو أن تكون محبوباً في الأشياء الصعبة وليس الأشياء السهلة".

والذين يعرفوننا معرفة حميمية هم القادرون على توفير هذا الحب وهم يفعلون ذلك من خلال وجودهم الجسدي، من خلال اللمسة وتناول الطعام والشراب والتشارك معنا. فإن قضاء وقت مع الآخرين غذاء اجتماعي وبدلا من رسالة نصية إلى صديق أو الاتصال به على مواقع التواصل الاجتماعي لماذا لا تطرق بابه وتنظر اليه وجهاً لوجه، وبذلك تشعران معاً بسعادة اللقاء.