محمد صلاح المتكرر
مقالات مختارة | بقلم : نيوتن
٢٣:
٠٢
م +02:00 EET
الاربعاء ٢٣ مايو ٢٠١٨
لم أعد مهووساً بكرة القدم. فى الماضى كنت أشجع الأهلى. أذهب مع أصدقائى لحضور كل مبارياته. مع جمهور الدرجة الثالثة. كان هذا أيام «الضظوى» وصالح سليم وطارق سليم و«مكاوى» وعادل هيكل وهذا الجيل الرائد.
لم أعد منشغلاً بالكرة مثلما كنت فى الماضى. رغم ذلك أجد فى محمد صلاح ظاهرة استثنائية. ليس فقط على مستوى اللعبة. وإنما على المستويين الإنسانى والحضارى.
محمد صلاح هو «مُعدِّل» النظرة الغربية تجاه العرب والمسلمين. يسمى «normalizer». فى الغرب بعد أن بدأوا ينظرون إلينا كإرهابي��ن. قوم لا يخرج منهم شىء مميز أو جيد. «صلاح» استطاع أن يغيّر هذه المعادلة. يصحح وجهة النظر تلك. أثبت أن العرب والمسلمين من الممكن أن يخرج منهم أشخاص ناجحون ذوو قيمة وأهمية.
لحسن الحظ والتوفيق من الله. تسلح «صلاح» برصيد وافر من القيم التى تقيه فتنة الغرب. حتى إذا وصل أى شخص لهذا النجاح وتلك الدرجة من النجومية. كان من الممكن أن يغويه الغرب بكل ما فيه من مغريات. كما كان الحال مثلاً مع نجم الجولف Tiger Wood. صان الله لنا هذا المندوب عنا إلى بلاد الغرب فزوده بسلاح راسخ هو التقوى. بزوجة نقية وابنة اسمها «مكة». تركيبة كاملة اكتملت وتم إعدادها بإتقان. حتى نبدأ فى تغيير نظرة العالم إلى المكون العربى المسلم.
جاء لدينا رمزاً من خلال لعبة شعبية هى كرة القدم. كان من الممكن أن يكون بطلاً فى التنس أو الاسكواش. وهى ألعاب نخبوية ليس لها نفس شعبية كرة القدم.
بعد كل هذا لم يتنكر لمسقط رأسه. لم يتفرنج.
فى مصر لدينا أبطال كثيرون.
هناك آخرون صنعوا أرقاماً قياسية فى النجاح. فى أشد الظروف قسوة. رجال أعمال لهم إنجازات قياسية وعالمية. أطباء أفذاذ مثل د. مجدى يعقوب بواحته التى أرساها فى أسوان. د. محمد غنيم بالواحة التى أرساها فى المنصورة. فى مستشفى سرطان الأطفال الذى سخرت له حياتها السيدة علا غبور ومعها الطبيب الشاب د. شريف أبوالنجا ليقيما واحة أخرى فى القاهرة.
لهذا كله يجب ألا يخون المصريون التفاؤل لحظة واحدة. ترانا نحاصر المشاكل بجولة تلو الأخرى. لا نسمح لليأس بأن يتسرب إلينا. لذلك كله يتآمر الكون معنا. اليوم حقول الغاز تحاصرنا من كل مكان. جيراننا من العرب يحيطوننا بالحب والثقة والودائع. الطرق الجديدة قربت لنا المسافات. الكهرباء موصولة دائماً ولم تعد تنقطع. مصيبة التعليم تم وضع مخطط لإصلاحها والبقية فى الطريق. فالحمد لله على كل هذا.
نقلا عن المصرى اليوم