الأقباط متحدون | من أحضان الذئاب
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٦:٠١ | الثلاثاء ١٤ يونيو ٢٠١١ | ٧ بؤونة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٢٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

من أحضان الذئاب

الثلاثاء ١٤ يونيو ٢٠١١ - ٥٨: ١٠ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: المحامي نوري إيشوع

من المضحك المبكي, أن تطالب بالحرية و الإصلاح وأنت مستسلم للضباع, تحرضهم على تقسيم الوطن إلى أرباعٍ و أسباع, تساومهم على القتال واغتصاب الأرض و العرض و دخول البلاد على ظهور الدبابات و قصف البوارج والصحون الطائرة و الأشباح.

من المضحك المبكي أن تثور وأنت في حضن الذئاب الذين كانوا البارحة من ألد الأعداء، قتلوا أخوتك في العلن و مثلوا بهم في الخفاء, حكموا أوطانك قرون و نشروا في المعمورة الفوضى و الغوغاء, تستقوي في الأعداء الذين خانوا البارحة العهود مع قيادة الوطن دون حياء, أدعوا زيفًا الأخوة، وفتحوا الأسواق الحرة و الغوا الحدود و الانتقال بدون جوازات سفر، فشاركوا في تعكير صفو الوطن و كشفوا عن وجه الخداع و الرياء.
أدخلوا الأسلحة بعد أن صوروا أنفسهم كالحمام و الظباء, فزرعوا الموت في كل مكان : في تلكلخ, و درعا و جسر الشغور و تراكمت جثث الجنود و الناس الأبرياء في أكثر من مدينة و في أكثر الأحياء.

من أنطاليا, تريد أن تثور على البلاد و أنت في أحضان الأوغاد الذين يشهد لهم التاريخ بالخيانة و التآمر و سياساتهم يغطيها من العار السواد, تريد أن تغزو البلاد على ظهور هؤلاء الذين لإسرائيل و أمريكا أصبحوا كالجواد و سدوا المنافذ على المدن و الرياض، و أصبحوا ربيبة تدك الأوطان الآمنة وحاصروها بالسياج.
من أحضان الذئاب, تخطط و ترسم للبلاد مخطط التقسيم و تعيد للأذهان هولاكو و الاستعمار، وعد بلفور و الوحوش بمختلف الأثواب, لتغزو البلاد وتستعبد العباد, فتُحكم البلاد من قبل سادتكم الباشوات و المعالي و القواد.

من أحضان الضباع, تطلقون على أنفسكم المعارضة, معارضة ماذا؟ و انتم قرارتكم ليست قرارات صادرة عنكم, مواقفكم لم تكن يوماَ مواقف حرة ونزيهة, أصواتكم في الحقيقة ليست إلا صدى لأصوات تحارب كل شيء في الوطن.

من المضحك المبكي, أن تعطي بعض الدول التي تسمى بالدول الكبرى, الحق لنفسها بمحاسبة الآخرين بعد أن اتخذوا لأنفسهم صفة الشرطي الدولي الذي يكيل بمكيالين:
تغزو دول, و تعاقب أخرى, تدك بأسلحتها الفتاكة دويلات و حكومات لأنها لا ترعى مصالحها و لا توافق على قراراتها, تحمي دول و تغمض عيونها عن جرائم أخرى, لأنها ربيباتها و ترعى مصالحها، و تفتح لها حدودها ومطاراتها.
من المضحك المبكي أن يصرح وزراء خارجية بريطانية و فرنسا, بخصوص الحوادث المفتعلة في سورية نتيجة مواقفها الوطنية المشرفة, و لاءاتها الكثيرة في وجه الظلم و الطغيان, حينما قالا : هل نحن عاجزون عن فعل شيء نتيجة ما يجري في سورية؟ طبعاً لا لسنا عاجزين! و هنا أقول : هل انتم عاجزون عن فعل شيء عما يجري من جرائم إبادة جماعية في فلسطين و بالتحديد في غزة المحاصرة؟ نعم انتم عاجزون لا بل مقيدون!

يا أيها الدول الكبرى, عليكم آخذ من التاريخ العبرة :
من أعطاكم الحق في قصف دول كدولة ليبيا؟ علماً بأنني من الذين يطالبون برحيل و محاكمة الطاغية "القذافي" كمجرم حرب!

من أعطاكم الحق بغزو العراق و تدميره و امتصاص ثرواته؟ علماً بان الذين جاؤوا على ظهور دباباتكم إلى الحكم لم يكونوا أفضل من صدام حسين؟
من نصب منكم شرطياً دولياً تسلحون من تريدون في أفغانستان و تدكون
الأوطان و ترتكبون جرائم حرب في كل مكان؟


أين أنتم و قدراتكم العجيبة لسبر الأغوار و كشف الأسرار على الأرض و في قعر البحار عما يجري في مصر و العراق من حرق و اضطهاد و قتل و اختطافات و دمار و تهميش الآخر و التعامل معه باستهتار؟
ما موقفكم يا أيها الذين تدعون الحرية و الديمقراطية عما يجري في اليمن و البحرين و جرائم قسرية ضد الأديان في السعودية و باكستان؟

رسالة إلى الذين يهتفون من أحضان الذئاب من بلاد الغربان: سورية ستبقى بلد الوحدة و الأمان, بلد التعايش السلمي للأديان, المسلم و المسيحي جيران يعيشون باحترام و شعارهما المحبة و التعاون و نشر الأمان!
من أحضان الذئاب, فقدتم من انطاليا النصاب, نصاب الوطنية و الصفاء بين الأخوة الأحباب و لكن ثقوا تماماً ستكونون أول وليمة للذئاب!
فهل سمعتم عن مصير الراعي الغبي الذي أدخل إلى حظيرة الغنم الكواسر ذات الأنياب؟ سأترك الجواب لأولي الألباب ممن منهم عاد و تاب, ليحدثوكم : كيف نهشت بأجساد الخونة الذئاب!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :