بيدوها لمين؟
د. مينا ملاك عازر
٣٧:
٠٤
م +02:00 EET
الأحد ٢٠ مايو ٢٠١٨
بقلم : د. مينا ملاك عازر
بات من المنطقي أنك لا تلتقي بالإعلان اللي بيدعوك بأن تتبرع ولو بجنيه لأن ببساطة الجنيه لم يعد قادر على أن يفعل شيء، أقل فئة للتبرع عن طريق المحمول وغيره الخمس جنيهات، تلك التي لم تعد قادرة على أن تركبك المترو لأكثر من اثني عشر محطة، ولكن لجر رجل الزبون وللحاجة الشديدة الناس قبلت بأن تأخذ الخمس جنيهات حد أدنى، وهذا لأن مافيش فقراء في مصر قادرين على التبرع بهذا الجنيه، فهم أولى به، كما أن الجنيه زي ما قلت لحضرتك عاجز غير قادر على فعل شيء.
ملاحظ في هذه الآونة، انتشار إعلانات لحث حضرتك على أن تتبرع وأنت المحتاج للتبرع، ولكنك لأنك كريم تتبرع وتهتم بالمستشفيات التي تعالج بالمجان والتي بإعلاناتها كل واحدة تهاجم الأخرى ولو من تحت لتحت، هذه تقول عن نفسها أنها تعالج الجميع وليس أطفال فقط، وأنها تقبل المريض حتى ولو كان يتعالج في مكان آخر، من الآخر بتلقح على المستشفى الأقدم في مجال العلاج التي تتخصص في علاج الأطفال، والتي للأسف لا أعرف لماذا لا تقبل علاج شخص أخذ علاج خارجها قبل المجيء إليها!؟.
أما الجمعيات فهي تجمع للمرضى وبناء مستشفياتها، وتجمع للفقراء كراتين وموائد وحملات لإفطار الملايين، وبهذه المناسبة العاطفية والإنسانية خرج رئيس أحد تلك الجمعيات يؤكد أن مافيش فقراء في مصر، وهنا علينا أن نشكر ربنا إن الحكومة استطاعت أن تنهي على الفقراء في مصر، طبعاً ده بسبب السياسة الرشيدة، فقد قامت الحكومة بترك الحبل على الغارب وبعديد من المشروعات الفاشلة والتي أهدرت فيها مال البلد وانهار الاقتصاد كما ترون، وها نحن نرزح تحت جبل من الديون لتسديد طموحات وأحلام الفشلة الوزراء وسياراتهم الفارهة وغيره، وجاع الفقراء ولم يستطيعوا تسديد تكلفة أكلهم فماتوا جوعاً غالبا،ً هذا السبب والمنطق الوحيد الذي أقبل من خلاله الخبر الذي نقله لنا رئيس أحد الجمعيات بأن مافيش فقراء في مصر لأن غير كده يبقى المنطق انتحر.
هو طبعاً المنطق في بلادنا منتحر من زمان، وهذا من ساعة ما أصبحت تذكرتين مترو مقطوعين على التوالي في محطتين متتاليتين ينقلانك بسعر أرخص مسافة أطول من تذكرة واحدة أغلى تنقل لمسافة أقصر، يعني تذكرتين الواحدة بثلاث جنيهات أي بست جنيهات الاثنين ينقلانك ثماني عشر محطة، أما تذكرة واحدة بسبع جنيهات تنقلك ستة عشر محطة فقط!!!
المهم بقى نفسي أسأل رئيس جمعية الأورمان الذي يقول بأنه لا يوجد فقراء في مصر مع أني أراهم يزيدون بسبب السياسات الفاشلة والعاجزة التي تنتهجها حيالنا عدوتنا الكبرى الحكومة التي تعمل على الخلاص منا، وتقليص عددنا لأننا تقال على قلبها، أحب أسأل رئيس الجمعية سؤال، الملايين اللي بتلمها والكراتين اللي بتعلن عن التبرع بها والبطاطين والذي منه ومن مدارس ومستشفيات تشرف على بنائها وأنها تعالج وتعلم بالمجان معاقين وغيره، إن لم تكن تقدمها لفقراء ومحتاجين بتدوها لمين!؟
المختصر المفيد إن ألف منافق الذين يجلسون في ثنايا تاجك، رغم أنهم يشغلون ذلك الحيز الضيق، إلا أنهم يفسدون القطر كله.