الأقباط متحدون - ويحدثونك عن الكرامة العربية
  • ١٤:٥٤
  • السبت , ١٩ مايو ٢٠١٨
English version

ويحدثونك عن الكرامة العربية

مقالات مختارة | مدحت بشاي

٢٧: ٠٤ م +02:00 EET

السبت ١٩ مايو ٢٠١٨

مدحت بشاي
مدحت بشاي

قال الدكتور محمد أحمد حسين، مفتى القدس والديار الفلسطينية، إن هذا اليوم حزين لإحياء الشعب الفلسطينى ذكرى النكبة الـ70، فهو اليوم الذى حُرم الشعب الفلسطينى من أرضه. وأضاف حسين أن الشعب الفلسطينى هو من يقدم التضحيات من أجل فلسطين والقدس والمقدسات فى ظل وجود صمت رهيب من قبل العرب من شعوب وحكام. وتابع حسين، إن اليوم حزين عندما اغتصبت أمريكا جزءاً من أرض القدس وخرجت عن الإرادة الدولية لتعلن عن إقامة سفارتها لتكون بؤرة استيطانية جديدة على الشعب الفلسطينى وعلى الأرض الفلسطينية. وأشار حسين إلى أن الشعب الفلسطينى يقاوم فى ظل غياب الموقف العربى، الذى جاء ضعيفاً مقارنة ببعض المواقف الغربية الدولية، لافتاً إلى أن الشعب الفلسطينى سيقف وسيكمل المسيرة حتى لو وقف وحيداً، فهو يذود عن كرامة الأمة ومقدساتها.

بمناسبة الحديث عن الكرامة، أذكر أنه قد تردد فى أواخر الزمن الناصرى قول الفريق عبدالمنعم رياض للرئيس ناصر: «أرجوك يا سيادة الرئيس لا تقبل عودة سيناء بلا قتال حتى لو عرضوا عليك الانسحاب الكامل منها بلا قيد أو شرط»، فقد كان يرى الفريق النبيل الوطنى أن عودة سيناء بلا قتال سوف ينشأ عنها خلل اجتماعى وإنسانى وقيمى، ورسالة سلبية نصدّرها للأجيال القادمة والطالعة بقبول فكرة النكوص عن النهوض لدفع ضريبة الدم لاسترداد الكرامة.

و«الكرامة» هنا تأتى فى السياق الصادق والواعى لمسئول عربى، فكم سمعناهم يتحدثون عن الكرامة بكل أريحية وبشكل حنجورى خطابى مدافعًا عن كرامة الأمة، وكرامة الوطن، وكرامة الدين، وكرامة الشعب، وكرامة العروبة، وكرامة الإنسان العربى. وهم يبيعون الأوطان ويهدرون كرامة العربى بكل تباتة.

يحدثوننا فى الوطن العربى عن أنه لا كرامة لشعب يأكل ويلبس ويستهلك من إنتاج غيره، ولا تقدم يذكر ليخرج مواطنونا من دوائر المواطن المستهلك المستورد المنبهر بعبقرية الإنتاج الأوروبى، والإعجاز الصينى الذى اخترق بمنتجه جدران كل البيوت العربية، وسلم لى على الكرامة الوطنية!!

يحدثك السياسى العربى عبر خطب ورسائل احترافية عن القضية الفلسطينية والأرض المحتلة والكلام عن معارك استرداد الكرامة الوطنية عبر تاريخ مزيف. ومن فوق المنابر فى المساجد والكنائس ستستمع لخطب وعظات عن مدلول الكرامة فى الأديان بآيات وأمثال وحكم وعبر مكتوبة فى أسفار الكتب المقدسة.

وكذلك الأمر على ألسنة الفنان والشاعر والمفكر والأكاديمى.. أغانى وأفلام وقصائد وبحوث أكاديمية جميعها لرجال يحدثونك عن منتجهم المحفز والداعم للكرامة الوطنية!!

كرامة الإنسان فى الغرب ليست مادة لحديث أهل السياسة، ولا هى كذلك من لزوميات رجال الدين ولا الأدباء ولا الشعراء ولا المطربين، وهى لا تخطر على ذهن المواطن الغربى، ويجيب سيرتها ليه وهو يعيش معنى الكرامة واقعًا!!

الكرامة فى الغرب تمثل حجر الزاوية فى بناء الوطن لسبب بسيط هو أن المواطن لديهم يشارك بجد فى وضع القوانين واللوائح والنظم، ويبنى بجد وينتج بجد، وعليه كيف يمكن توريطه فى سن قوانين تنال من كرامته؟!
نقلا عن الوفد

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع