الأقباط متحدون - الصوم وقانون الأخلاق
  • ١٨:٤٥
  • السبت , ١٩ مايو ٢٠١٨
English version

الصوم وقانون الأخلاق

مقالات مختارة | وسيم السيسي

٣٥: ٠٦ ص +02:00 EET

السبت ١٩ مايو ٢٠١٨

وسيم السيسي
وسيم السيسي

رمضان كريم، هذا الشهر الجميل، إنه أساس قانون الأخلاق، ذلك لأن الأخلاق تقوم على «الكبح»: لا تكذب، لا تسرق، لا تقتل، لا تشهد بالزور، لا تشته زوجة جارك.... إلخ. هذا الكبح للنفس الأمارة بالسوء، لابد من تدريبها على كبح غرائز الجوع والعطش والجنس، حتى يسهل علينا التحلى بمكارم الأخلاق.

كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون، ومن قبلنا فى بلادنا كان أجدادنا المصريون القدماء، يستقبلون هذا الشهر الفضيل بخروج الأطفال إلى الشارع: «وحوى يا وحوى.. أى.. يوحا».

وحوى معناها اظهر، من واح أى لاح أى ظهر، يوحا هو الملاك الذى يحرك القمر، يكون معنى النشيد، أظهر أيها القمر فقد طال اشتياقنا إليك. د. نديم عبدالشافى السيار- المصريون القدماء.

أول الحنفاء

وكانوا يصومون من الفجر حتى غروب الشمس، شهراً كاملاً، وكلمة صوم كلمة مصرية قديمة، من «صاو» أى يمتنع، عن غذاء أو ماء أو كلام.

إذن صاو معناها يمتنع، والميم معناها «عن»، فتكون «صاوم» أو «صوم» معناها: يمتنع عن.

ثلاثمائة وثلاثون معتقلاً أو سجيناً تناولوا سحورهم مع أسرهم، شكراً سيادة الرئيس، قال أبراهام لنكولن لزوجته: انتصرت على عدوى! سألته: هل اعتقلته؟ قال: بل زرته فى منزله، فقتلت العدو الساكن فيه، وحولته إلى صديق!

هذا ما ينادى به عالم التربية هادفيلد فى كتابه Psycholgy and Morals أى السيكولوجية والأخلاق، يقول: التربية هى إعادة التوجيه وليست الاستئصال: Redirection Not Eradiction.

تعرض الرئيس برفق للانفجار السكانى، متى يعرف الناس أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يريد نوعية ولا يريد كمية، بدليل الحديث الشريف: اللهم أعوذ بك من جهد البلاء، فلما سألوه ما جهد البلاء يا رسول الله، قال: قلة المال وكثرة العيال، كما أن العزل أى القذف فى الخارج لم يكن محرماً فى الإسلام لتنظيم الأسرة، كوسيلة من وسائل هذا التنظيم. إنجلترا ثابتة فى عدد السكان منذ عشرات السنين، فرنسا تعانى من نقص المواليد، سنغافورة ترفع الدعم المادى عن الطفل الثالث، تونس ضبطت الأسرة بحرية تعدد الزوجات أو الطلاق ولكن أمام المحاكم، قالها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب حين امتنع عن حد المؤلفة قلوبهم، وقال: كان ذلك والإسلام قليل، أما الآن فالإسلام كثير، ليتنا نتمتع بعقلية عمر التى وعت الحديث الشريف: أنتم أعلم بشؤون دنياكم. كانت مصر والدنمارك سنة ١٩٠٥ عدد السكان ٥ ملايين، الآن الدانمارك ٨ ملايين، ومصر مائة مليون، صحيح عمار يا مصر!
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع