بعد حل ألتراس أهلاوي .. ماذا يعني إحراق "البانر" فى عقيدة الألتراس؟
رياضة | مصراوي
الجمعة ١٨ مايو ٢٠١٨
في الثالث عشر من إبريل لعام 2007، أعلنت مجموعة من مشجعي النادي الأهلي، تأسيس ما يسمى بمجموعة "ألتراس أهلاوي"، التي باتت أكبر رابطة جماهيرية للقلعة الحمراء، قبل أن تعلن، وبعد أكثر من 11 عاما، حل نفسها، وإحراق "البانر" الخاص بها.
البداية
لفتت المجموعة الأنظار مع ظهورها لأول مرة في المدرجات، بسبب الأسس التي يقتنعون بها، كانوا يرتدون نفس الأزياء، يتواجدون في مكان محدد، ويهتفون نفس الهتاف، ولا يتوقفون عن مؤازرة الفريق، لا ينظرون أحيانا للملعب، ويؤدون نفس الحركات، وزادت أعدادهم وقاموا ببعض النشاطات الأخرى، مثل ترتيب "الدخلات" وإنتاج أغان تشجيعية، وبيع منتجات، وغيرها من الأمور..
المجموعة دخلت خلال مشوارها في الملاعب في عدة صدامات مع الإعلاميين تارة، والأجهزة الفنية والإدارات، ورجال الأمن، تارات أخرى، ولاحقتها اتهامات كثيرة، خاصة بعدما بدأت إظهار ميول سياسية وثورية، وكان من أقوى الصدمات التي أثرت فيهم، مأساة بورسعيد، التي أودت بحياة 72 منهم، عقب مباراة للفريق أمام المصري بالدوري، مطلع فبراير 2012.
مبادرة الدولة
في الثامن من ديسمبر 2014 وأثناء اجتماعه مع أصحاب المبادرات المجتمعية، بقصر الاتحادية، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي تحيته لألتراس أهلاوي، عبر رسالة نقلها موقع يلا كورة، وذلك بعد المظهر الرائع الذي ظهروا به في مباراة فريقهم أمام سيوي سبورت الإيفواري، في ختام الكونفدرالية، التي توج الأهلي بلقبها، وسط 50 ألف مشجع للفريق.
وقال السيسي في تصريحات لـموقع "يلا كورة" حينها "أرسل تحياتي للألتراس، كنت سعيدا للغاية بالمباراة، لقد شاهدتها، كنت فخورا باللافتات التي رفعتها الألتراس، وكنت سعيدا بهذا المشهد، وأتمنى منهم الاستمرار بنفس الشكل لكي تستفيد بهم البلاد".
لاحقا طرح السيسي مبادة للحوار مع الأولتراس، مؤكدا أنه لن يتدخل في أحكام القضاء، وهي المبادرة التي ردت عليها المجموعة بضرورة محاكمة جديدة لكل من له علاقة بأحداث بورسعيد.
ماذا يعني حرق "البانر"
في السادس عشر من مايو الحالي، وبعد بضعة أسابيع من أحداث شغب أسفرت عن محاكمة بعض من المنتمين لها، أعلنت المجموعة حل نفسها، وقامت بمحو صفحاتها الرسمية من مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن تحرق "البانر" الخاص بها.
والبانر هو قطعة قماش مكتوب عليها اسم الجروب، وشعارها.
أحد المنتمين السابقين للمجموعة التي تعتبر عدم التعامل مع الإعلام مبدئا أساسيا من مبادئها، شرح لمصراوي المغزى من حرق البانر قائلا "حرق البانر يعني أن الكيان لم يعد له وجود، البانر يعني التواجد، والآن لم يعد هناك كيانا بهذا الاسم".
وواصل "ما يثبت وجود الألتراس في أي مباراة، هو تعليق البانر، وعدم تعليقه يعني عدم وجودهم، أو متواجدين بشكل فردي".
وتابع "البانر هو أساس التنظيم، ولذا كان يتم تأمينه بشكل جيد، لكي لا يتم الاستيلاء عليه من مجموعات أخرى أو جهات أمنية مثلا، ومنذ عامين قام أولتراس ديفيلز بنفس الأمر، وانتهت المجموعة".
وختم "قليلون من يعرفون بمكان البانر، يتم تأمينه بشكل قوي للحفاظ عليه".
تجميع معلومات
اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية السابق، قال لمصراوي "بطبيعة الحال مبادرة جيدة، إن صدقت، الكرة المصرية تعاني منذ 6 سنوات بسبب منع الجماهير، عندما يقوم اتحاد دولي أو إقليمي بمعاقبة فريق، يتم حرمانه من جماهيره".
وتابع "هناك لاعبين لا يعرفون معنى الجماهير، الأولتراس تسبب في ابتعاد الناس عن كرة القدم".
وتابع "هناك جهات ستقوم بتجميع معلومات، لتتأكد من صحة قرار الألتراس، ولا أخفي سرا عندما أقول إن هناك اختراق لكل هذه التنظيمات، وفي حال صدقوا، فما أخبار ألتراس وايت نايتس وباقي الروابط الجماهيرية؟".
وواصل "الأمن على يقين من أن هناك بعض العناصر داخل هذه المجموعات تحت سيطرة المجرمين، وألتراس أهلاوي مثل غيرهم من الروابط، حاولوا تحويل الكرة لأحزاب سياسية".
وختم "عندما يتم التأكد من نواياهم، وما إذا كان الأمر مجرد حيلة أو تكتيك، أو أنهم سيقومون بالدخول للمباريات بشكل فردي، سيتم اتخاذ القرار، ولكن لا ضرورة للتعجل".
اعتراف القانون
المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة، قال إن قانون الرياضة الجديد والصادر في عام 2017 يعترف بوجود روابط لتشجيع الأندية، مضيفا "لكن لا بد أن تكون مقننة، يجب أن تكون الرابطة تحت إشراف مجلس إدارة الأندية، ليكون رقيبا عليها، ولا بد أن يكون معروف للجميع أسماء أعضاء الرابطة".
الوزير قال في تصريحات لإذاعة الشباب والرياضة: "لا بد أن يكون هناك مسؤولا عن هذه الجماهير، يمكن محاسبته إذا قامت الجماهير بأي أعمال شغب".