الأقباط متحدون - لماذا لم يُقنع فضيلة الإمام الأم الإندونيسية؟
  • ٠٢:٠٠
  • الاربعاء , ١٦ مايو ٢٠١٨
English version

لماذا لم يُقنع فضيلة الإمام الأم الإندونيسية؟

مقالات مختارة | خالد منتصر

٣٥: ٠٧ ص +02:00 EET

الاربعاء ١٦ مايو ٢٠١٨

خالد منتصر
خالد منتصر

تركت زيارة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر لإندونيسيا صدى كبيراً، واستُقبل استقبالاً حافلاً هناك، وتحدّث عن وسطية الإسلام، وأكد فى خطاباته كلها هناك أن الإسلام دين لا يحضّ على الإرهاب، وشجب وندد بكل ما يحدث من قتل وتدمير، وما إن أنهى شيخ الأزهر زيارته إلا واستيقظنا مصدومين على كارثة دموية راح ضحيتها العشرات وتطايرت فيها الأشلاء وتعالت الصرخات الملتاعة مختلطة ببرك الدم المتخثر، تفجيرات انتحارية لثلاث كنائس فى نفس التوقيت، عائلة إندونيسية لا تعانى من فقر أو معاناة اقتصادية، حياتها الاجتماعية عادية بلا مشاكل ضخمة بشهادة الجيران، الأب حرق كنيسة بأن فجّر نفسه بسيارة مفخخة، والابنان فجّرا الثانية بدراجتين ناريتين مفخختين، أما الأم وابنتاها اللتان لم تتعديا سنّ الحضانة فقد ارتدين جميعاً الأحزمة الناسفة لتدمير الكنيسة الثالثة وقتل المصلين!!

من المؤكد وحتماً أن تلك الأم الإندونيسية قد استمعت إلى شيخ الأزهر أو على الأقل قد قرأت تصريحاته التى احتلت مانشيتات الصحف ونشرات أخبار الفضائيات، لكنها بالرغم من ذلك مارست هذا الجنون باسم الدين وهى واثقة هى وأسرتها المتدينة أن هذا سيُرضى الله، وأن هذا هو الدين الحق والجهاد المطلوب والفريضة الغائبة!! لماذا لم يؤثر فيها خطاب شيخ الأزهر برغم كلماته المنتقاة وحججه القوية التى أوردها فى خطبه؟! هل السبب فى أن الكتب المرجعية التراثية التى تدافع عنها المؤسسة الدينية ووضعتها فى مصافّ الكتاب السماوى واعتبرتها قرآناً ثانياً هى مراجع مليئة بالتحريض على كراهية الآخر والعنصرية والتمييز والحضّ على العنف، وأن الخطبة هى زمناً عشر دقائق لكن التراث الكاره المحرض هو عمقاً عشرة قرون؟! الجذور التى تحت الأرض دائماً أقوى من الفروع التى فوقها، صعب اقتلاعها وتحتاج إلى جهد هم قادرون عليه لكنهم غالباً لا يريدونه، ما يجعل أماً ترتدى حزاماً ناسفاً وتُلبسه لطفلتيها ليتحولن جميعاً إلى شظايا لحم وفتات عظم لا بد أن يكون اقتناعاً قد تسرّب إلى نخاع النخاع، فحتى القطة تحمى أبناءها المولودين من أى خطر حتى ولو داهمتها ببلدوزر، كيف فقدت تلك المرأة مشاعر الأمومة فضلاً عن غريزة البقاء والحفاظ على الحياة؟! إنها الأفكار يا سادة، هى التى تزيّف الوعى وتخرّب الوجدان وتبلّد الحس، وإن ظللنا فى تلك الغيبوبة نعيش فى خدعة أن الإرهاب بندقية وقنبلة وليس فكرة وعقيدة، فسيلد لنا مشتل الإرهاب كل يوم أماً إرهابية تحمل نفس سمات وملامح وتشوهات وفاشية وحماقة الأم الإندونيسية لأن مياه الرى تنبع من نفس البئر المسمومة، وسماد التخصيب يُصنع فى نفس المصنع المشئوم.
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع