انظر بكل عينيك
مقالات مختارة | بقلم نيوتن
الاربعاء ١٦ مايو ٢٠١٨
أمريكا مليئة بسلاسل المحال التجارية الكبرى. مثل نيمان ماركس. وكان مؤسسه رجلاً لبنانياً. كان اسمه «نعمان». وماسيز. وساكس وغيرها. ما تجده فى نيويورك. تجده فى لاس فيجاس. وتجده فى سان فرانسيسكو.. وهكذا.
هذه المحال تقدم تخفيضات كبيرة تصل إلى 50%. فى مواسم محددة مثل الكريسماس ورأس السنة وغيرها من المناسبات. هذه التخفيضات هى ما يغرينى لارتياد هذه المحال إذا ما تواجدت هناك فى أوقاتها.
فى زيارتى الأخيرة وجدت بالصدفة تخفيضات بمناسبة «6 مايو». هى ذكرى ما فى الحرب الأهلية الأمريكية.
شجعتنى التخفيضات لأزور أحد هذه المحال.. فى النهاية لم أجد شيئاً أحتاجه. كان بصحبتى أحد الأصدقاء. وإذ بنا نرى إحدى العاملات. هيفاء تختال جمالاً. ممشوقة القوام. كأنها كليوباترا أو إحدى ملكات الفراعنة تسير أمامنا. غالباً هى ليست أمريكية الأصل.
قلت لصديقى إننى لم أرَ جمالاً بهذا الشكل. فنظر بطرف عينه للمرأة ثم نظر إلىَّ متعجباً. وحتى لا يختلط عليه الأمر.. شرحت له أن الجمال يتنوع. موجود حولنا فى كل شىء بالحياة. نراه فى كل المخلوقات والموجودات..
فى شجرة جميلة.. باقة ورد.. فى الخيل. خاصة العربى منها. فى طفل صغير. أو حتى فى المشاعر الإنسانية: كالأمومة أو الأبوة أو الحنو بمختلف أشكاله. فى إنسان داخله جميل.. كل هذا. أو سيدة جميلة مثل التى مرت أمامنا. أو رجل وسيم. الأناقة أيضاً جمال. تراها فى ارتداء الملابس أو فى معمار المبانى. هى غير التأنق الذى لا يتعدى محاولات مفتعلة وفاشلة لاصطناع الجمال.
لذلك أنا لم أنظر لهذه السيدة بطرف عينى مثلك.. ولكن بكل عينى. فالجمال يستحق كل الاحترام.
السائد أن الجمال يحرك فى الإنسان خشوعاً.. تقول بعده: «سبحان الله». لكن لكل قاعدة استثناءات. فإن لم يكن الإنسان سوياً. متوازناً. قد يحرك فيه غريزة.
بينما إذا تحرك فيك الخشوع تزداد إيماناً وثقة فى قدرة الخالق على إبهارنا كل يوم بجمال فريد يتجسد فى مخلوقاته.
كما فى بيت الشعر القديم المختلف على نسبته بين أبى نواس ويزيد بن معاوية:
خلقتَ الجمال لنا فتنة.. وقلتَ لنا يا عباد اتقون
وأنت جميل تحب الجمال.. فكيف عبادك لا يعشقون
وعارضه الشاعر السورى الراحل عمر بهاء الدين الأميرى:
خلقتَ الجمال لنا نعمة * * * وقلتَ لنا يا عباد اتقون
فإن الجمال تقى، والتقى * * * جمال، ولكن لمَن يفقهون
نقلا عن المصري اليوم