الأقباط متحدون - الدراما الشيطانية
  • ٠٧:٤٣
  • الثلاثاء , ١٥ مايو ٢٠١٨
English version

الدراما الشيطانية

ماجد سوس

مساحة رأي

٣٤: ٠٣ م +02:00 EET

الثلاثاء ١٥ مايو ٢٠١٨

حسن ومرقس
حسن ومرقس

ماجد سوس
 الدراما والإعلام هما أحد أخطر أنواع القوى الناعمة المؤثرة داخل المجتمع وقد أثبتت السنوات الأخيرة أنها أكثر فتكاً وأسرع إنتشاراً بين الناس حيث تتجه مباشرة إلى قلب الإنسان وعقله وتقوم بتوجيه الفكر وقيادته

انظروا كيف فعلت السوشيال ميديا في حث الناس على الثورات ضد الحكام والأوطان ولكنها كأي أداة إن وقعت في يد الشيطان تحولت إلى أداة شر .

هل تتذكرون ما حدث لأقباط مصر العزل السلميين قرب مبنى التليفزيون “ماسبيرو” حينما خرجوا يطالبون بحقهم في حماية الدولة لهم من بطش السلفيين حين هدمت لهم كنيسة في أسوان حينما ظهرت إعلامية على التليفزيون المصري تناشد الشعب إنقاذ رجال الجيش من يد الأقباط فحشدت الملايين ضد الأقباط بسوء نية أدى  إلى تكدير السلم الاجتماعي

منذ سنوات بعيدة والأقباط يتسائلون لماذا لا توجد مساحة للأقباط في الدراما المصرية فلم يظهر الأقباط إلا في عدد قليل من الأفلام أهمها الأفلام التي تحدثت عن ثورة 19 وهناك فيلم شفيقة القبطية و الذي يمثل امرأة ساقطة تحولت بقدرة المؤلف لأمرأة وطنية.

بخلاف أفلام العبقري عادل إمام وخاصة فيلمي الإرهابي و فيلم حسن ومرقس لا يوجد من أنصف الأسرة القبطية أو أظهر نظرة المتطرفين وتعصبهم ضدهم وتسليط الضوء على الفتنة الطائفية داخل المجتمع دون إرجاعها إلى أنها مخطط عالمي ماسوني صهيوني غربي.

أما عن إهانة الأقباط النفسية وجرح مشاعرهم فكثيرة فهناك فيلم يحكي عن تضحية ضابط مسلم بحياته لإنقاذ مسجون مظلوم قبطي فيظهر مشهد يأخذ فيه الضابط رأي أحد الشيوخ في مساعدة القبطي وكأنه ضابط وضع لحماية وخدمة المسلمين لا المصريين وهو مشهد عنصري بغيض مثير لعدة تساؤلات فقد كان من الممكن ان يظهر الضابط وهو يقول :لايهمني ديانة الرجل ولكن يهمني إظهار الحق وإرجاعه لمن يستحقه!

 فيلم آخر إسمه مافيا يظهر فيه الكاهن القبطي وكأنه أمير جماعة متطرفة يأمر وينهي ويجب له الطاعة وهو مخالف تماما لدور الكاهن

أما الفيلم الذي أثار حفيظة الأقباط هو فيلم بحب السيما الذي إنتقاد أمور كثيرة في عقيدة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والخاصة بالاصوام وتبرير خيانة الزوجة الشهوانية لزوجها بسبب الإمتناع عن العلاقة الجسدية في الأصوام كما اعتبر بعض الأقباط أن الفيلم يسيء للسيد المسيح اذ يظهر فيه طفل يقف أمام صورة للمسيح ويخاطبه بالعامية المصرية محتجا على إرادته قائلا “انت ماعندكش غير جنة ونار”
كما يتضمن اساءة وتحقير للكنيسة كمكان للعبادة من خلال مشاهد تدور داخل الكنيسة من بينها مشهد شاب وفتاه يتبادلان القبلات ومشهد آخر لطفل يتبول من برج الكنيسة على الجالسين فيها.

وهناك فيلم الخروج من القاهرة والذي عرض في دبي الذي رفضته الرقابة في البداية الذي يظهر عائلة قبطية نرى فيها الابنة الكبرى وقد صارت فتاة ليل تبيع شرفها من أجل أن تضمن حياة كريمة لابنها والشقيقة الصغرى على علاقة غير شرعية بشاب مسلم تريد الزواج منه وتهدده بأنها حامل ثم زوج الأم يلعب القمار ويستحوذ على أموال العائلة عنوة!!

أما توظيف الدراما التليفزيونية ضد الأقباط بمخطط خسيس بدأ مع صفوت الشريف وزير إعلام مبارك والتي جعلت من المتنيح البابا شنودة أن يصرح يوماً لأحد الإعلاميين أنه “في كل رمضان يقدم لنا التليفزيون المصرى هدية تثير غضبنا ”

  بدأ التليفزيون مع القطاع الخاص بإنتاج هذه المسلسلات بغرض كسرالإسرة القبطية وإذلال رجال الأقباط

فعلى سبيل المثال لا الحصر تجد المخطط مستمر حتى الآن، فمن مسلسل من الذي لا يحب فاطمة الذي هلل الجميع له لإستطاعة شاب مسلم أن يوقع مسيحية في حبه وجعلها تشهر إسلامها وتسمى فاطمة إلى مسلسل أوان الورد

ففي آوان الوردتظهر فيها أمرأة مسيحية متدينة كانت متزوجة بمسلم – وهو تناقض غير مفهوم أو مقبول فالبنت المسيحية المتدينة لن تكسر وصية المسيح الذي قال من أحب أباً أو أما أو زوجة أو أولاد أكثر مني فلا يستحقني-
نعود للمسلسل وقد أنجبت المرأة المسيحية فيه من الرجل المسلم طفلة بالطبع على دين أبوها وفقاً للشريعة والتي تنسب الأولاد للدين الأفضل وهو الاسلام وقد أظهر المسلسل المرأة المسيحية – الممثلة إيناس مكي – بصورة غير لائقة تماما.

وهذه الأيام يتداول الأقباط بغضب شديد على صفحات التواصل الإجتماعي مشهد يثير عدة تساؤلات من مسلسل “ألوان الطيف” في الحلقة الـ33 المشهد لوالدة شاب مسلم تذهب لفتاة مسيحية تخطبها لابنها والحوار خطير جدا متزامناً مع مسلسل واقعي في المجتمع وهو خطف بنات الأقباط وخاصة القصر وأسلمتهم سواء بالقوة والتهديد أو بغسيل العقل فالمشهد هنا بخبث ودهاء شديدين يحاول إقناع فتاة مسيحية من الزواج من مسلم بحجة لا تقفي أمام الحب وان عليها ان ترفض التفرقة من أجل الدين

هنا أطرح تساؤلا على الكاتب والمنتج والمخرج بل وعلى المجتمع كله هل تتحدثون بهذه القوة ان حدث العكس بمعنى هل ستساندون فتاة مسلمة من الزواج من شاب مسيحي.

هنا إن قلتم لا يمكن أن نصطدم بالشريعة الإسلامية فلماذا تريدوننا إذاً أن نصطدم بشريعتنا المسيحية.

مايحدث في مصر لهو مخطط إجرامي خطير يستهدف الأقباط وبناتهم ويزدري بالمسيحية ويهدد السلم والأمن القومي ويحطم الأسرة القبطية وهو أمر ضد الدستور والقانون.

أين الرقابة على المصنفات وأين النائب العام وأين القائمين على الثقافة والإعلام حتى أنني كتبت تعليقاً على هذا الأمر في صفحتي الشخصية على الفيسبوك قائلا أتمنى ان تعود السينما والمسلسلات والدراما بكل أنواعها لتجاهل الأقباط كما الماضي البعيد

اتركونا وشأننا واتركوا بناتنا وأحوالنا الشخصية ومشاكل أسرنا وبيوتنا وألعبوا في الساحة بمفردكم كما تشاؤون ولن نطالبكم بإقحامنا في أعمالكم مرة أخرى

أنتم تلعبون بالنار وتمزقون الوطن بهذه الدراما الشيطانية، لن يسكت الله عن ظلمٍ يحيق بمخلوق أحبه وبذل نفسه لأجله، لن يسكت عن كل جرح نفسي وجسدي يصيب أفراد شركائكم في الوطن، اتقوا الله في مصر لئلا يأتي غضبه على الظالمين
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع