الأقباط متحدون - البابا: الله هو رجاء من ليس له رجاء وميناء الذين في العاصف
  • ١٧:٢٠
  • الأحد , ١٣ مايو ٢٠١٨
English version

البابا: الله هو رجاء من ليس له رجاء وميناء الذين في العاصف

٢٤: ١١ ص +02:00 EET

الأحد ١٣ مايو ٢٠١٨

 البابا: الله هو رجاء من ليس له رجاء وميناء الذين في العاصف
البابا: الله هو رجاء من ليس له رجاء وميناء الذين في العاصف
كتبت – أماني موسى
ألقى البابا تواضروس الثاني، عظة، في قداس ختام حفل اليوبيل الذهبي لتجلي السيدة العذراء مريم على قباب كنيستها بالزيتون.
 
قال في عظته بحسبما أشار المركز الإعلامي، "في هذا الصباح المبارك ونحن في هذه الكنيسة المقدسة تلك البقعة التي شهدت تجلى أمنا العذراء القديسة مريم منذ خمسين عامًا ونحن نفرح بهذه الأفراح الكثيرة ويشترك معنا العديد من الآباء المطارنة والآباء الأساقفة والآباء الكهنة والآباء الرهبان.
 
يفرحون معنا هنا في مصر وفى كل العالم فرحين بهذا التذكار المبارك الذى بارك شعبنا وبارك أرضنا وبارك حياتنا بوجود أمنا العذراء الشفيعة المؤتمنة لفخر جنسنا لنا جميعًا.
 
هذا الأحد هو الأحد الخامس في الخماسين المقدسة والمعروف في كنيستنا بأحد "الطريق" فبعد أحد القيامة يأتي أحد "توما" الذي نسميه أحد الإيمان ثم تبدأ الرحلة السماوية الأحد الثاني "أحد المسيح خبز الحياة" والأحد الثالث "أحد المسيح ماء الحياة" وفى الأحد الرابع الماضي "أحد المسيح نور الحياة" وأخيرًا أحد اليوم "المسيح هو الطريق".
 
والسيد المسيح في الأنجيل الذى استمعنا اليه منذ قليل يتحدث مع تلاميذه عن الطريق. وقال ليعرفنا من هو "أنا هو الطريق والحق والحياة ".
 
وهذه ليست أوصاف بل وصف واحد للحياة مع السيد المسيح والمقصود بالحياة الحياة السماوية والحياة الأبدية، السيد المسيح هو الطريق وعندما يقول الطريق فهي كلمة معرفة أي لا يوجد طريق آخر غيره للخلاص فهو الذي صُلب على الصليب من أجلنا ومن أجل كل البشر وهو الذي فدانا بدمه الثمين وقدم نفسه ذبيحة دائمة ومستمرة وفاعلة في الزمن إلى المجيء الثاني، هو الطريق الذي من خلاله نعرف طريقنا نحو السماء والإنسان يا أحبائي ليس كائنًا أرضيًا بل إنسانًا، خلق ليكون له نصيب في السماء فالإنسان يولد في الأرض من تراب وإلى تراب يمضى.
 
ولكن أنت أيها الحبيب ولدت الولادة الثانية من الماء والروح وذلك في باكورة حياتك وصارت حياتك من الماء والروح مفتوحة أمامك وصار لك إمكانية أن يكون مكانك في السماء كما قال إنجيل هذا الصباح "في بيت أبي مواضع كثيرة" وكلمة كثيرة يعني لا تحصى والمسيح يعد لنا أماكن في السماء ولكن الأهم أن تحفظ مكانك السماوي وأن تمضي في حياتك لكي ما تحفظ نصيبك والمكان أعده المسيح لك وجهادك الروحي أن تمضي بالطريق وعلى الطريق وهو ليس أي طريق بل الطريق الحقيقي.
 
والسيد المسيح كان يبدأ بالحق وهى كانت تطلق على الله، ظل الإنسان عصور وعصور ينتظر أن تظهر الحقيقة فبدأنا في العهد الجديد الذي يؤهلنا إلى ملكوت السموات وهذا الطريق الحقيقي هو الطريق الذي يؤدي إلى الحياة الأبدية الجديدة لذلك نحن نضع الصليب أمامنا على الدوام ونحن نعلم أنه الطريق الحقيقي للحياة الأبدية.
 
وإذا كنّا في احتفالات هذه الأيام مع ذكرى تجلي أمنا العذراء فأحد ثمار هذا التجلي أنها تشوق قلوبنا إلى السماء. فالعذراء ظهرت وتجلت لملايين من البشر لأيام كثيرة والهدف الرئيسي من هذا التجلي أن نرفع أعيننا إلى السماء ولا نضعها في الأرض. فاحتفالنا بتجلي أمنا العذراء إنما يؤكد أن الطريق الحقيقي للحياة نحو السماء وزي ما شوفنا في الصور والأفلام كل الناس رافعة رئسها لفوق تنتظر ظهور أم النور ونحو السماء نرفع ونشتاق لها.
 
أمنا العذراء ظهرت لكي ما تلهب قلوبنا بهذه الشهوة، شهوة الحنين إلى الأبدية وليست مجرد حدث تاريخي ولكن أمنا ظهرت لترفع قلوبنا للسماء نحو الابن الوحيد ربنا يسوع المسيح وتعلمون أن الطريق ليس سهل. والعبارة في أوشية المرضي تقول: "يا رجاء من ليس له رجاء، ومعين من ليس له معين. عزاء صغيري القلوب، ميناء الذين في العاصف" وهنا أربع فئات من الناس تحتاج إلى الطريق الحقيقي:
 
الفئة الأولى: رجاء من ليس له رجاء: 
واحد عايش ليس لديه أمل "مفيش فايدة" أنت تحتاج إلى الطريق.
 
أيها الإنسان الذي لا تجد أملًا في حياتك ولا يوجد لك رجاء ترجى المسيح دائمًا لأن لك رجاء. خلى عندك أمل بالنجاح وجود الرجاء هو وجود قوة في حياة الإنسان وإن كنت فاقدًا للرجاء فأعلم أن طريقك هو المسيح ورجاء لمن ليس له رجاء.
 
الفئة الثانية: معين من ليس له معين:
الإنسان الضعيف اللي يقول مش قادر ومش عارف وهنا يأتي المسيح الطريق الذي هو معين من ليس له رجاء وهو يقدم لنا المعونة وهو معين يرافق الإنسان ويساعده ويقويه وبولس الرسول قال "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني" والإنسان قدراته محدودة لكن أن بولس الرسول يقول هذه الجملة: "أستطيع كل شيء في المسيح الذى يقويني" كان يقصد الطريق يا معين من ليس له معين.
 
الفئة الثالثة: عزاء صغيري القلوب: 
والإنسان صغير القلب يعاني من الضعف النفسي في داخله ويشعر إنه قليل في أي مجتمع كأنه لا يملك أي موهبة. وصغر القلب يعنى أنه عديم القوة والمهارة. ويأتي المسيح ليشجعه وإن كنت مع المسيح أنت مع الأغلبية ولكن إن كنت مع الناس فأنت مع الأقلية مهما كان عدد الناس كثيرون. ولكن المسيح هو الطريق لذلك ستجد عزاءً في الكتاب المقدس حين تقرأ فيه ونحفظ كلماته وتتكلم مما فيه تجد عزاء وراحة بال.
 
الفئة الرابعة: ميناء الذين في العاصف:
مهما كانت حياة الإنسان تأتى فترات يشعر الإنسان وكأنه بمفرده وكأنه تائه ويأتي المسيح لكي يكون ميناء للذين في العاصف. والمسيح هو الأمان مهما كثرت المضايقات وكل ما يشبه هذا يذهب المسيح على قدميه ويشعر أنه وصل للميناء ويعود للطريق الحقيقي للحياة.
 
هذه يا أخوتي أربعة نماذج من البشر، ناس " ليس لها رجاء ، وليس لهم معين ، صغيري القلوب وآخرون في العاصف ".
ولكن المسيح هو الطريق الحقيقي للحياة.
 
إننا في هذا الصباح المبارك ونحن نحتفل بهذه الاحتفالية الخالدة ومرور خمسين سنة ظهرت أمنا العذراء في وقت صعب، كانت فيه مصر في العاصف، لكن الله لا يتركنا في العاصف، وفى حبرية القديس البابا كيرلس تأتى النعم ويأتى الطريق ويأتى الميناء التي تحفظ الإنسان سالمًا ، وترجع إلى مصر رفات القديس مار مرقس بعد مرور الف وتسع مئة سنة على استشهاد هذا القديس العظيم وتظهر أمنا العذراء وينتشر هذا الظهور وتنتشر أخباره وتنتشر في مصر وفي نفس العام افتتاح الكاتدرائية لأكبر كنيسة وأكبر الكراسي الرسولية. وتتوالى النعم ، كل هذه النعم أحيت نفوس المصريين وظهرت تقوى وتشجع النفوس حتى لو كانت نكسة ولكن في سنة ٧٣ رفعت رؤوسنا مرة أخرى وظهرت الكنيسة الشاهدة.
 
نحن نشكر الله على هذه النعم ونرفع قلوبنا بالشكر والتسبيح لأنه أعطانا كل هذه البركات ويعطينا أن تمتلئ قلوبنا بالإيمان ونحن نعيش في كنيسة لها عمر وقوية وتحيا بوجود المسيح والأسرار المقدسة وبركات القديسين.
 
وها نحن نأتي اليوم نفرح ونتعزى ونتقوى ونتشجع ونستند إلى تاريخ قوي لظهور أمنا العذراء.
 
نحتفل أيضًا أن البابا كيرلس السادس هو قديس عظيم ،ونحن لا نعيش بمفردنا لكن السماء تشاركنا بكل قديسيها والسماء فرحه كما في الأرض الآن. وأحسب الآن يا أخوتى أمنا الطاهرة العذراء مريم تفرح بتطويبها. ونفرح بقداسة البابا كيرلس هذه كل أفراح لتدوم في قلوبنا إن شعرت بضعف أو عدم رجاء تذكر تجلي أمنا، ويد المسيح الممدودة على الصليب .
 
بشكر كل الآباء الحضور وكل الذين تعبوا في إقامة هذا الحفل وبشكر نيافة الأنبا يؤانس ومشاركة الشعب، وأولادنا الصغار احكوا معاهم ووضحوا لهم حقائق روحية للظهور.
 
ليبارك الرب كل من تعب إكرامًا لأمنا العذراء مريم ولتفرح كنيسة الظهور بالأجيال التي عاشت وها نحن نتسلم هذه الوديعة ليبارك المسيح الجميع ويعطينا أن نمجده. أنا هو الطريق والحق والحياة ليباركنا جميعًا وتحل علينا نعمة إلى الأبد أمين.