المحبة على الطريقة اليابانية
مدحت بشاي
٢٥:
٠٧
ص +02:00 EET
الأحد ١٣ مايو ٢٠١٨
مدحت بشاي
بمناسبة الاحتفالات التي تقيمها كنيستنا العتيدة لذكرى مرور نصف قرن على ظهور السيدة العذراء على قباب كنيستها بالزيتون ، خرج البعض منا للأسف وعلى هامش الاحتفالات ليثير نعرات مذهبية تافهة في تغييب غير مقبول لروح المحبة ونواميسها الحافظة لحالة السلام الاجتماعي والإنساني وفق تعاليم الكتاب المقدس ... وإليهم أهدي هذا التصور للمحبة أعلنه فيلسوف ياباني منذ أكثر من قرن من الزمان ، وتم نشر تلك الرؤية بمجلة " اليقظة " المسيحية .. وربنا يهدي جميعنا بمحبته الغامرة ..
" ما لم تتأصل المحبة في نفس الإنسان لا يمكنه أن يفهم محبة الله ، والنفس المعتدة بذاتها تتناول جميع الأفضال كأنها قضايا مسلم بها ، فإذا ما حلت النكبات تمسى متشائمة مكمودة ، ثم تروح تلعن العالم والله .وتنبثق المحبة من نبع داخلي ، أما إذا لم تتفجر من مصدر داخلي فلا يمكنها أن تقدر قيمة محبة الآخرين ، هي أشبه بالغني الذي لا يقدر أن يفهم ما يعانيه الفقير المكدود من نصب وعناء .
المحبة تعرف كل شيء ، المحبة تعرف الحزن ، المحبة تعرف الضحك ، المحبة تعرف الاحتمال ، المحبة تعرف العمل ، المحبة تعرف الجوع ، المحبة تعرف المخاطرة ، المحبة تعرف التوقير والاحترام ، المحبة تعرف الكبرياء ، المحبة تعرف النخوة ، لهذا السبب تقرب المحبة من حالة العلم بكل شيء .
المحبة تتألم راضية وتحتمل العناء ، المحبة تفعل العجائب ، لهذا السبب تقرب المحبة من حالة القدرة على كل شيء .
المحبة جائشة فائرة ، المحبة تشيع وتنتشر ، المحبة تنقع وتشرب ، المحبة تعانق وتحتضن ، من ثم تمون المحبة مرنة لدنة قابلة للتكييف والتطبيق ، المحبة هي الحقيقة النهائية .
المحبة على أنواع : محبة غير واعية ، ومحبة العقل الباطن ، ومحبة واعية ، فالمحبة وهي تتطور في البيضة نحسبها من النوع الذي لا يعي ، محبة من غير شعور .
أما العطف ومحبة الأمومة والتعاون المتبادل والتواد العنصري ، فهذه محبة باطنية ، محبة العقل الباطن ، وهذه تتخذ شكل التضحية وسد حاجات الآخرين .
ثم تتطور هذه المحبة فتصير محبة فدائية ، لا تتحرج من موت الصليب لأجل خطاة مجهولين ، وهذا أسمى نوع من أنواع المحبة . .. " .. انتهى الاقتباس من رؤى الفيلسوف الياباني ، فما رأيكم دام فضلكم رعاتنا المحبين ؟