الأقباط متحدون - زيطة وزمبليطة فى الصالون!
  • ٠٣:٥٣
  • السبت , ١٢ مايو ٢٠١٨
English version

زيطة وزمبليطة فى الصالون!

مقالات مختارة | بقلم مفيد فوزي

١٢: ٠٧ ص +02:00 EET

السبت ١٢ مايو ٢٠١٨

مفيد فوزي
مفيد فوزي

«فيه حاجة غلط»!
أقولها ولا أكتمها، وأفصح عنها ولا أخفيها ولا يفسد أمورنا غير الضجيج حيث يتعين الهدوء، نفكر بعضلاتنا لا بعقولنا، وفي العالم المتقدم يقود العقل - وحده - التفكير، ونحن قوم ندعى الفهم والمعرفة بكل شىء، والحقيقة أننا نعرف القشور ليس إلا، وتتوه الحقيقة وسط الضجيج والأصوات العالية النحاسية المتخشبة وللدقة المتصلبة، يساعد على هذا الضجيج أصوات التوك شو الباحثة عن «جنازة تشبع فيها لطم» ولا مانع من صحافة تشبع جوعها بقضايا المصريين وأوجاعهم!.

الجدل العقيم!
خذوا قضية تطوير التعليم، لقد أخذها د. طارق شوقى على عاتقه بتكليف رئاسى وما كاد الرجل - وهو عالم فى مجاله - حتى حاصرته الآراء وكذلك الاجتهادات، ولست للأمانة، أقلل من قيمتها ولا من شأنها ولكنها ليست فى صلب الموضوع، فالتطوير قضية متكاملة فيها أطراف كثيرة متشابكة وليس عند أصحاب الاجتهادات صورة التطوير بالكامل. والملاحظ أن كل من يدلو برأى غالباً ما يكون معبراً عن مصلحته هو لا المصلحة العامة!. معظم الجدل الدائر جدل عقيم ينطبق عليه عبارة سينمائية شهيرة «زيطة وزمبليطة فى الصالون»! ومع كل إيمانى بجدوى «الحوار المجتمعى» فى أى قضية تهم جموع المصريين، فما يجرى ليس حواراً بالمعنى الحضارى إنما هو «حرب» وليس أدل على ذلك من بعض عناوين الصحف «انقلاب فى التعليم» و«تطوير بالإكراه» و«التعليم فى خطر»، و«الوزير الجراح». لا يعقل أن يكون التعليم فى حدقات عيوننا فإذا ما انبرى من بين الصفوف رجل عالم شجاع يعيد للتعليم هيبته بلغة العصر وأدواته وصفناه بالانقلاب والتطوير بالإكراه.

إننا نهاجم قبل أن نرى و«نعوق» بدلاً من أن «نيسر»، إنها عادات مصرية صاحبتنا العمر، المفترض أن هناك لجنة فى البرلمان متخصصة فى التعليم هى الأجدر بالمناقشة مع الوزير فى جلسات تتسم بالهدوء ولا يحكمها منطق «زيطة وزمبليطة فى الصالون»!. ذلك أن المناقشات العلانية لا تتسم بالمعقولية بسبب الضجيج، وهناك أمور فى حياتنا تفتقد لغة الحوار المتحضر، الفكرة والرد عليها، والنظرية وتفنيدها!.

ثقافة الاستهلاك!
رمضان الكريم يهل بأنواره وصيامه ومسلسلاته. وكمصرى يشرب من النيل ويدفع الضرائب، ومصريته بالتاريخ والجغرافيا أتكلم فى موضوع يخص «معدة» المصريين، كنت أتمنى بدلاً من النقاش حول أسعار الفراخ وتكاليف إعداد «الفرخة» حتى تصل للمائدة، أتمنى حوارا آخر جديراً ببلد «يحارب الإرهاب ويبنى» يتناول ثقافة الاستهلاك، وثقافة الاستهلاك مظهر متحضر لمائدة مصرية.

وقبل أن يأتى المعازيم على الفطار وتسود «زيطة وزمبليطة فى الصالون» أقدم أرقاماً منسوبة للزميلة روزاليوسف اليومية التى تقدم بلغة الأرقام ما أطلقت عليه «بيزنس الطعام فى رمضان».

1- من 30 إلى 45 مليار جنيه إنفاق المصريين خلال الشهر الكريم منها 30 مليار رغيف و80 ألف طن فول ومائة مليون دجاجة و120 طن حليب وزبادى يهضم بها المصريون الإفطار.

2- المتحدث الرسمى لوزارة التموين ينصح بعدم التكالب على الشراء «فلا يوجد نقص فى المعروض».

إن ثقافة الاستهلاك ضرورية بتواجد «طبيب» يتكلم بعلم حقيقى موثق عن «التخمة» وما تجلبه لصاحبها، و«رجل دين متفتح» يتكلم عن الصيام وروحانيته وأن الشهر الكريم شهر «عبادة».

البحث عن الإبراشى!
الناس «الموجوعة» فى مصر وسائر محافظات المعمورة لا يدقون على أبواب المحليات وكأنها غير موجودة، ويبحثون عن وائل الإبراشى ومحمد خير لكى يلقوا إليهما بحمولتهم من المشاكل والهموم، لم يحدث أن ذهب مواطن إلى رئيس حى ليشكو، ولكنه يبحث عن أرقام تليفونات نجوم التوك شو فى القنوات الخاصة وعندما يعثرون عليها يتصلون ويتكلمون ويفصحون ويتألمون ويبكون، معنى هذا أن الشاشات هى المنبر الوحيد والموصل الجيد لقلب المسؤول ودون ذلك لا فائدة وهذا خطير جداً فليس كل صاحب «وجع» يصل إلى الإبراشى أو واحد من طاقم إعداده، ولا توجد وسيلة أخرى أمام المواطن لإيصال صرخته!. أليس من العدالة الاجتماعية تخصيص صناديق لهموم المواطنين تذهب جميعها إلى ما يشبه ديوان المظاليم بحيث تفرز جيداً بمعرفة جهاز مخلص ويرسل كل شكوى بعد التحقق من معلوماتها وجديتها إلى المكان الصحيح حيث يبت فى الأمر بشكل عاجل ودون إبطاء؟. ألا يستحق مواطن مصر «الموجوع» اهتماماً به من مصر؟.

الآيلة للسقوط!
العمارات الآيلة للسقوط التى بنيت فى غفلة فوضى 25 يناير لابد من «حصرها وإخلائها قبل حلول الكارثة»، لقد بنيت هذه الأبراج فى غفلة هندسية وغفلة أسمنتية وغفلة تصاريح، ولما كانت الحاجة للسكن واحدة من أكثر القضايا إلحاحاً على المواطنين، سكنت العمارة فى وقت قياسى! وبين يوم وليلة نسمع عن سقوط عمارة لهشاشة البناء «بمقاول ومهندس أى كلام من الباطن».

مسؤولية الدولة: حماية الأرواح قبل الكارثة.

مسؤولية المحليات: حصر هذه المبانى، عمارة أو مدرسة قبل الكارثة.

فهل يلجأ الرئيس يوماً إلى الخيزرانة؟!.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع