تقرير: نبيل أسعد – خاص الأقباط متحدون
في حلقة اليوم وقبل أن نُلقي الضوء على آراء الشخصيات القبطية البارزة نود أن نوضح للقارئ العزيز لماذا ذكر أوباما الأقباط والمارونيين صراحةً وعلى الهواء وأمام العالم إنما هذا يرجع لسببين:
الأول: وهو المباشر وكان نتيجة خطاب شديد اللهجة موقّع عليه من عشرة أعضاء من الكونجرس وآخرين سيناتور وطالبوه بالتشديد على ذكر الاضطهاد الواقع على كلا الاثنين، وأكدوا له أنهم سوف يسمعون خطابه ولابد له من أن يشهد المجتمع الدولي ويلزمه بحماية حقوق الأقليات.
والثاني: وهو غير المباشر على رأي المثل القائل (عندما صرخ الخشب وقال للمسمار مالك داخل شحت في؟ فرد المسمار على الخشب وقال: من الدق اللي على دماغي)، وهنا أقول لولا دق الأقباط على أعضاء الكونجرس والسناتور ولولا نشر المهازل التي حدثت في حق الأقباط التي تعد هلوكوست بالدرجة الأولى ما كان ذكر أوباما شيء عنّا.
وصاحب خطاب الكونجرس عدة مشاهد قوية برزت للرأي العام الأمريكي الذي هو المحك الرئيسي لأي عملية سياسية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر البيان الصادر بعرفة هيئة أقباط كاليفورنيا والمنشور في أكثر من صحيفة قومية، وأيضًا بيان وخطاب الهيئة القبطية الأمريكية والذي نُشر في "فلادلفيا فاميلى نيوز" والرسائل الدائمة التي تُرسل من رؤساء الهيئات القبطية الأمريكية سواء للبيت الأبيض أو الـ "فريدام هاوس".
وحول الخطاب قمنا بسؤال بعض الشخصيات القبطية المهتمة بالشأن القبطي نشرنا منها العدد الماضي ونوالي النشر.
وأولىَ شخصيات هذا العدد هو الدكتور "إيهاب الخولي" أحد أقباط كاليفورنيا الذي وضع على عاتقه مسئولية الدفاع عن إخوانه الأقباط فقال: "من وجهة نطرى خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في جامعة القاهرة يعتبر خطاب تاريخي ونموذجي، جاءت كلماته تحويلية اصطفت على أطرافها أغصان الزيتون, ظل أوباما حتى أخر لحظة مباشر ومتوازن في مضمونه, وزيّن لهجته بالشفافية والصراحة.
لقد تجاوز كل التوقعات واستطاع ببراعة أن يوجّه حديثه إلى العالم أجمع وليس فقط العالم العربي والإسلامي.
وبين تارة وأخرى أرسل أوباما دعوات إلى أصحاب الديانات الثلاثة ببداية جديدة لمستقبل أكثر أمنًا وازدهارًا وسعى لتحدى القوالب الراديكالية العتيقة من عنف وسوء فهم وهجمات إرهابية ومقايضتها بعهد جديد يهيمن عليه الفكر المعتدل الوسطي مستندًا على أساس المصالح المتبادلة والاحترام المتبادل.
وأيضًا وجّه رسالة إلى داخل أمريكا واللوبي اليهودي، وأخيرًا غازل الرئيس الأمريكي مشكورًا الأقباط والموارنة ووصفهم بأنهم ثروة يجب الحفاظ عليها ولذا وجب على الحكومة والمواطنين بالتحرك نحو مسار الوئام وتبني لغة السلام وتجنب الماضي المؤلم والتصريحات الانفعالية التي تلهب المشاعر وعلى مصر أن تفعل الديمقراطية بجعل الأقباط قادرون على الدخول في المعترك السياسي لعزف منظومة المواطنة وأرجح عقد مؤتمر مصري أمريكي للرد على خطاب أوباما لأنني أشعر بالتفاؤل".
المهندس "نبيل بسادة" الذي رد عليَّ بمجرد سؤالي له عن رأيه في خطاب أوباما بأنه: أرسل رسالة إلكترونية للبيت الأبيض قال فيها بأن الخطاب عظيم، لكن لماذا لا يوجد فرد واحد حول العالم استطاع أن ينكر إن بن لادن لم يكن مسلمًا وأن المسلمون حول العالم ينتظرون سقوط أمريكا وأوربا واحتمال أن أوباما يؤمن بما يقوله عن الإسلام هو ذات صبغة سياسية لأن المشكلة تأتي فيمن حوله من المسلمين الذين تم تعيينهم في البيت الأبيض بواسطته.
وذكر الرئيس أوباما ما حدث من الجندي الأمريكي المسلم لزملائه حين أطلق النيران عليهم في العراق وهو -أي أوباما- قد خلط بين المسلمين والفراعنة.
والمدعي للاستغراب توجيه أوباما خطابه للعالم الإسلامي وفي الوقت نفسه أنكر مسيحية 85% من سكان أمريكا المسيحيين واعتبر أن أمريكا دوله إسلامية بالرغم أن تعداد المسلمين بها لا يتجاوز 1.25 % ولكونه ذكر الأقباط فهذا يشكر عليه رغم إنني أثق في أنه لا توجد معلومات كافية حقيقية حول هذا الموضوع.
المتشدد الأستاذ "موريس صادق" الذي أكد أنه لا يوجد ما يسمى بالعالم الإسلامي وإنما شعوب تدين بالإسلام وأنه وقع في خطأ عندما قرر أن يخاطب العالم الإسلامي، والذي يهمني هو ذكره للأقباط في مصر والموارنة في لبنان.
وانتقد الأستاذ "موريس صادق" السفير "حسام زكي" لاختلافه مع أوباما عندما ذكر الأقباط الذي يختلف حالهم عن حال الموارنة في لبنان، معللاً انتقاده هذا إن أسلوب السفير ما هو إلا تعنت من الحكومة المصرية وإصرارها على سياسة الاضطهاد المنظم والمقنن للأقباط.
وعن رأيه فيما قاله أوباما عن الأزهر: أفاد أن الأزهر منارة ليست للعلم ولكن للحض على الكراهية ونبذ الآخر وقتل اليهود والمسيحيين، والبعثات التي ذكرها لن يتمتع بها غير المسلمين وهذا مجال أشد للطائفية،واُذكّر أوباما بقضية طالب الدكتوراه "محمد أحمد" الذي أرسلته مصر للدراسة فئ فلوريدا فقام بعملية إرهابية اعترف بها وحكم عليه بالسجن لمدة 15 عام فهل بعثات أوباما ستكون شاملة التعددية أم إسلامية؟ لأنه لو كان يرغب في التعددية كان وضع الرئيس أوباما شوط لتنفيذ ذلك ويا ليته يبدأ هو بنفسه أولاً ويقوم بتعيين أقباط وموارنة مستشارين في البيت الأبيض كما فعل مع المسلمين.
الأستاذ شريف منصور الذي يمثل الجانب المتزن يقول: أن خطاب أوباما له أوجه ايجابية وأوجه سلبية، والوجه الايجابي في نظره لم يكن يمثل ايجابية مطلقة ولكنها قصيرة النفس، محدودة، دعائية، بل وشكلية لأن ظاهرها جميل جدًا وباطنها خطأ أكثر من سابقه بوش، حيث يريد الضغط على المظلومين لإصلاح الموقف الذي لم يخلقه بوش، ورغم أن بوش كان صادقًا في التعامل مع وعلى الجهل المتراكم على مدى أربعة عشر قرنًا من الزمان ورأيناه في البوسنة والهرسك والصرب وقبلها تركيا عندما استولت على شمال اليونان وجزء من قبرص وسبتمبر 11 وأخيرًا حرب غزة وإسرائيل.
ومن الناحية السلبية عبارة الأمة الإسلامية، فرغم أنه لفظ جمالي إلا أن هذا هو ما يعرفه أوباما عن الإسلام حتى الآن لأنه لم يقدم إلا الكلام وباع نفسه بالكلام حتى أصبح رئيس أكبر دولة في العالم التي أتمنى أن تظل كبيرة في عهده.
وعبارة الأمة الإسلامية هي رغبة الوهابية التي حاولت من أجل خلقها رغبة في أن تحكم بها العالم ولضحالة فكر أوباما ومستشاريه ظنوا أنهم سيخلقون بهذه العبارة سلامًا ولكن سيكون العكس مؤكد وصحيح -أجلاً أو عاجلاً- فهذه العبارة خلقت صراع رسمي وعلني بين مَن يريد ويرغب ويخطط قياده الأمة الإسلامية وبين كل الأنظمة العربية الإسلامية فيما بينها، وأن هذه العبارة سيكون لها تأثير المخدر ولها عواقب وخيمة للغاية على الأنظمة العربية والحالية بل وكل المسلمين في العالم.
والخطأ أنه عندما خاطب الأمة الإسلامية ذكر فئتين هما الأقباط والموارنة وكان يجب عليه أن يلزم الأمة الإسلامية والعالم الإسلامي كما قال بحقوق الأمة المسيحية على أرضه.
وأخيرًا هناك سؤال سوف يطرح نفسه هل سيرغم أوباما الأمة الإسلامية أن تتحضر في ليلة وضحاها لتعرف لغة الحوار عوضًا عن لغة الإرهاب والعنف؟ أم سيظل يرغم الدول الديمقراطية على قبول الإرهاب على أراضيها الموجّه من الدول الإسلامية -الأمة الإسلامية في نظره- ضد قوى التحرر الديمقراطي العالمي؟!
والخطاب في نظري هو إحدى أمرين، الأول: وهو مستحيل أن يتحضر العالم الإسلامي ويعرف الحوار والديمقراطية.
والثاني: وهو نهاية العالم الديمقراطي المتحضر في فترة وجيزة لأن الهدم سهل أما البناء صعب وهنا يرجع الفضل في الهدم إلى!!
خطاب أوباما وأقباط المهجر |