سليمان المنياوي

في الوقت الذي تهدد فية الولايات المتحدة الامريكية بالغاء الاتفاق النووي الايراني ،رجح الخبيرالا سرائيلي في شؤون الأمن والدفاع عومير كرمي، مدير الاستخبارات في شركة الأمن السيبراني الإسرائيلية "سيكسجيل"،  أن تنسحب الولايات المتحدة الشهر المقبل من الاتفاق النووي الإيراني، دافعا باحتمالات يمكن أن تلجأ إليها طهران ردا على ذلك.. الامريكي القرار

ورصد مؤشرات على إمكانية اتخاذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمثل هذه الخطوة، بخاصة تعيينه مؤخرا اثنين من أشد خصوم إيران في منصبين رفيعين، الأول جون بولتون، الذي عين مستشارا رئاسيا للأمن القومي، والثاني مايكل بومبيو، الذي تولى وزارة الخارجية..
ولفت كرمي في هذا الصدد إلى أن رد طهران على هاتين الخطوتين كان خافتا، وأرجع ذلك إلى أن الدوائر الحكومية الإيرانية "توقفت عن العمل فعلياً لمدة حتي يستبين الامر .

الخبير الأمني الإسرائيلي استشهد بتصريح لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بشأن دعوات بولتون عام 2017 إلى الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، قال فيه إن "سياسة كهذه ستكون بمثابة فشل ذريع لواشنطن وستسفر عن عزلة دولية إضافية للولايات المتحدة".
 وأكد ظريف بهذا الخصوص أيضا "أن سياسات بولتون أثبتت خطأها في العقد الماضي، زاعما أنها شجعت إيران على زيادة عدد أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم من 200 إلى 20 ألفاً في غضون عشر سنوات"، مضيفا "لهذا السبب لم يعد أحد في واشنطن يستمع إلى هذه الاقتراحات".
 وأفاد كرمي بأنه من المقرر أن تجتمع "اللجنة الإيرانية المعنية بالإشراف على تطبيق خطة العمل المشتركة الشاملة، المكونة من مسؤولين مثل محمد جواد ظريف والرئيس حسن روحاني والأمين العام لـ(المجلس الأعلى للأمن القومي) الإيراني علي شمخاني ورئيس (وكالة الطاقة الذرية الإيرانية) علي أكبر صالحي - مجدداً في وقت قريب".

وافترض الخبير الاستخباراتي الإسرائيلي أن هذه اللجنة  "ستولي اهتمامها بكتابات جون بولتون من أجل فهم تأثيره المحتمل على سياسة الولايات المتحدة. وفضلاً عن "خارطة الطريق" التي وضعها عام 2017 لإلغاء الاتفاق النووي، لا بد من أن أعضاء تلك اللجنة على دراية بمقالته الافتتاحية في صحيفة "وول ستريت جورنال" في يناير التي تنادي بالإطاحة بالنظام الإيراني، وكذلك بخطابات بومبيو المماثلة على مر السنين".

وطرح كرمي احتمالات يمكن أن تلجأ إليها طهران في حال قرر ترامب الشهر المقبل الخروج من الاتفاق النووي الإيراني، متمثلة في التالي:

1ـ اعداد البرنامج النووي واعادة تشغيلة متجنبة اي تجاوزات لخطة العمل الشاملة المشتركة .
2ـ ممارسة سياسة القوة عبر وسائل اقليمية وذاتية .

3ـ محاولة دق اسفين بين اوربا وامريكا بأبداء منطق المظلومية .

كان الرئيس الامريكي دونالد ترامب قد اعطي في منتصف يناير الماضي مهلة 120 يوما ، واعتبرها اخيرة ، مطالبا الحلفاء الاوربيين والكونجرس بالعمل معة من أجل ما راة عيوب "مروعة" في الاتفاق والا ستنسحب بلادة منة .

واكد ترامب علي تمديد العقوبات علي ايران ، ويعتقد المراقبين ان ذلك للضغط علي الاوربيين من أجل تغيير الاتفاق .. ويريد ترامب تشديد الاتفاق النووي بإبرام اتفاق ملحق خلال 120 يوما وإلا ستنسحب الولايات المتحدة بشكل فردي من الاتفاق الدولي وحذر قائلا ”لا يجب أن يشكك أحد في كلامي.
 
من جهة اخري شدد الرئيس الفرنسي ، ايمانويل ماكرون علي ضرورة التأكد من عدم امتلاك ايران لاسلحة نووية علي الاطلاق ، واشار الي ان بلادة لن تنسحب من الاتفاق النووي مع طهران ، كي لا تخلي الساحة في الشرق الاوسط للفوضي ،

لا يبدد جميع المخاوف ولكن من غير الصحيح ، الغاء هذا الاتفاق دون ايجاد بديل .

ومن جهتها اكدت المانيا علي ضرورة الحفاظ علي الاتفاق ، وراي متحدث بأسم وزارة الخارجية ان الاتفاق هو راس اولوياتنا ولا مجال لاعادة التفاوض علية .
كذلك كان الموقف الروسي بضرورة الابقاء علي الاتفاق .

من جهة اخري ،أجرى السفير البريطاني الأسبق لدى الولايات المتحدة، السير بيتر وستماكوت، الكثير من المقابلات الإعلامية مع وسائل الإعلام المختلفة ، مؤكدا انه استهلك الكثير ثم الكثير من الوقت والطاقة في محاولات إقناع الولايات المتحدة للالتزام بالاتفاق المبرم مع الجمهورية الإسلامية، واشار الي إن التخلي عن الاتفاق النووي مع إيران سيلحق الضرر البالغ بمصداقية القوى الكبرى في العالم، ويعني بذلك بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، والولايات المتحدة، تلك التي وقّعت على الاتفاق إلى جانب الصين وروسيا.

لكن 12 مايو يقترب ، واسرائيل تهدد بالحرب وترامب لا يتوقف عن انذاراتة ، تري ماذا سيحدث ؟ هل ستنتصر النزعة الاوربية المعتدلة أم النزعات العدوانية الصهيونية الترامبية ؟ أم سيتم محاولات ارضاء ايران بأعادة التفاوض حول الاتفاق