أولياء أمور يرفضون تعريب الدراسة بالمدارس التجريبية وتربويون: صائب ومصر بحاجة لنظام قومى يركز على الهوية
أخبار مصرية | اليوم السابع
الخميس ٣ مايو ٢٠١٨
أعلن أولياء أمور المدارس الرسمية للغات" التجريبيات سابقا" رفضهم لقرار وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، تعريب الدراسة فى المدارس الرسمية بدأ من العام المقبل من مرحلة رياض الأطفال وحتى السادس الابتدائى ليبدأ تدريس اللغات فى نفس المدارس إضافة إلى الحكومية من المرحلة الإعدادية.
وقال إسماعيل حسين، أحد أولياء الأمور، إن سعى وزارة التربية والتعليم إلى توحيد نظم التعليم شيء إيجابى ولكن مسألة تعريب الدراسة فى المدارس التجريبية من رياض الأطفال وحتى السادس الابتدائى قرار فى غير محله، موضحا أن التعريب سوف يؤثر على مستوى الطالب لأن بناء الطفل منذ بداية تعلمه أسهل بكثير من دراسته للغات بالمرحلة الإعدادية، متسائلا: وزارة التربية والتعليم سوف تحول المدارس الحكومية إلى لغات من بداية المرحلة الإعدادية فماذا لو لم يحقق النظام الجديد هدفه؟.
وأضاف ولى الأمر لـ"اليوم السابع"، أن ما طرحته الوزارة كان من جانبها هى فقط لم يشارك فى الخطة أى من خبراء التربية أو المجتمع، مشيرا إلى أن المدارس الرسمية للغات "التجريبية" هى النقطة المضيئة فى التعليم المصرى، خاصة مع تدنى الخدمة المقدمة فى المدارس الحكومية تزامنا مع ارتفاع المصروفات فى المدارس الخاصة والدولية، مؤكدًا على أن ما تنوى الوزارة تطبيقه هو بمثابة توجيه أولياء الأمور إلى إلحاق أبنائهم بالمدارس الخاصة، مشدد على أن الطلب على المدارس الخاصة سوف يرتفع الضعف خاصة لأن ولى الأمر الذى يرغب فى تعليم أبنه لغات منذ مرحلة رياض الأطفال لن يجد بديل أمامه إلا المدارس الخاصة لغات والتعليم الدولى وفى كلتا الحالتين لن تتناسب هذه المدارس مع الطبقة المتوسطة ماديا.
وفى السياق ذاته، قال "سيد م"، ولى أمر، إن اعتراضهم على قرار التعريب سببه الرئيسى عدم وجود ضمانة حقيقة لنجاح النظام الجديد الذى تسعى الوزارة إلى تطبيقه المتمثل فى تحويل المدارس الحكومية إلى لغات منذ المرحلة الابتدائية، موضحًا أن قرار إلغاء التعريب منذ المرحلة الابتدائية يضعف مستوى الأطفال لأن الطالب فى مرحلة الطفولة المبكرة يكون أكثر استيعاب وتعلم ومن ثم فمن الصعب إجراء تحول للطفل من الدراسة باللغة العربية فى جميع المواد إلى الدراسة باللغات.
وأضاف ولى الأمر: "هذا التحول قد يترتب عليه زيادة نسب التسرب من التعليم خاصة فى المناطق الفقيرة مضيفا سوف يزيد من نسب الدروس الخصوصية لآن الطالب عقب وصوله إلى المرحلة الإعدادية سوف يصطدم بدراسة اللغات ومن ثم سوف يكون فى حاجة إلى تحسين مستواه فى اللغات وكثير منهم قد يلجأ إلى الدرس الخصوصى".
وأعلن أولياء الأمور عن اعتراضهم على التعريب بتنظيم وقفة أمام وزارة التربية والتعليم غدا الخميس.
ومن جانبه أكد فتحى حسن، ولى أمر، على أن سوق العمل حاليا يحتاج إلى طالب لديه مهارة وإجادة للغات، مضيفًا أن تعلم اللغات للأطفال ليس من باب الترفيه أو التباهى بأن أبنى يتحدث اللغات، موضحًا أن إجادة اللغات من قبل الخريج أو الطالب سوف تمكنه من الحصول على فرصة عمل سواء داخل مصر أو خارجها ومن ثم فحصول الطالب على أكثر من لغة تمكنه من السفر للخارج والمنافسة فى سوق العمل المحلية والدولية.
وتساءل ولى الأمر، هل دراسة الطالب للغات 14 عاما كاملة فى مرحلة التعليم قبل الجامعى سوف تؤهله بشكل حقيقى أم دراسته للغات لمدة 6 سنوات فقط من الأول الإعدادى حتى الثالث الثانوى كما تسعى الوزارة فى نظامها الجديد؟.
وواصل أولياء الأمور طرح تساؤلاتهم إذا كانت الوزارة ترغب فى تنمية الولاء والانتماء والتركيز على الهوية المصرية بدراسة الطلاب للغة العربية فلماذا تم استثناء المدارس الخاصة للغات والدولية من النظام أليس من يدرسون فيها طلاب مصريين يحتاجون إلى تنمية الهوية لديهم؟ وألا ترى الوزارة أن شريحة الطلاب بالمدارس الدولية أولى من طلاب المدارس الحكومية فى إجادة اللغة العربية؟
فيما أعلن عدد من أساتذة التربية تأييدهم لقرار وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقى بتعريب الدراسة بالمرحلة الابتدائية، حيث أكد الدكتور رضا مسعد، أستاذ التربية ورئيس قطاع التعليم الأسبق بوزارة التربية والتعليم، أن قرار التعريب هو جزء من حزمة قرارات لإصلاح وتجديد منظومة التعليم.
وأضاف رئيس قطاع التعليم الأسبق، أن مصر فى حاجة فى نظام قومى للتعليم يضم كافة النظم والتفريعات الموجودة للمدارس ونوعيات التعليم المختلفة، ويتم إضفاء المزايا العامة للنظام الجديد على هذه الكيان الموحد للتعليم، مؤكدًا من مزايا هذا النظام هو الاهتمام بدراسة اللغة العربية مع التدريس للطالب لغتين بالمرحلة الإعدادية، مشيرًا إلى أن نسبة الأمية كبيرة فى مصر بسبب ضعف مستوى لغة الأم لدى كثير من الطلاب، قائلا: "لو أجرينا اختبار لطلاب المدارس الدولية واللغات فى اللغة العربية هيسقطوا".
وأوضح الدكتور رضا مسعد، أن ما تقوم به الوزارة من تركيز على لغة الأم هو ما تطبقه أى دولة متقدمة فى التعليم، مضيفا: "نريد تربية جيل يعتز بالهوية المصرية وتاريخ بلده القومى والوطنى ومن ثم يجب إتباع خطوات الدول الناجحة فى التعليم، مؤكدا أنه إذا ضاع الانتماء فى المرحلة الابتدائية لن يستطيع الطالب اكتسابه فى مرحلة أخرى وعلى المجتمع تقبل هذا التغيير ومعرفة مزاياه".
وأشار رئيس قطاع التعليم الأسبق، إلى أن النظام الجديد سوف يوفر كافة المزايا فى المدارس الحكومية والرسمية والطالب سوف يكتشف الحقيقة ولن يكون هناك إقبال على مدارس بعينها مثل الخاصة.
وقال الدكتور ماجد أبو العنين، عميد كلية التربية جامعة عين شمس، إن هناك اغتراب لدى الأجيال الحالية ويرى بعضهم أن التحدث باللغة رفاهية، مضيفا: "الكثير منهم انغمس فى الثقافة الغربية، ونظام التعليم الجديد والتركيز على اللغة العربية سوف يولد نوع من الارتباط عندى الطلاب بالواقع المصرى العربى وسوف يشجع الطلاب على الانتماء لوطنه".
وتابع عميد كلية التربية بجامعة عين شمس: "اقترح أن يكون دراسة اللغات من بداية الصف الرابع الابتدائى وفى الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل يدرس باللغة العربية حتى يكتسب مهارات تنمى شخصيته تجاه وطنه، مشيرا إلى أن تأهيل الطالب فى اللغات يأتى فى مراحل لاحق ويستطيع الطالب أن يمارس التعلم المستمر والبرامج الموازية لتعلم ما يريد من لغات"، موضحا أن قرار توحيد التعلم والمدارس يؤدى إلى ترابط وتشابك النظم التعليمية مع احتفاظ كل مدرسة بمميزاتها، قائلا: "يجب أن يكون للتعليم جزع واحد وأفرع مختلفة".
وفى السياق ذاته، قالت وزارة التربية والتعليم، إن إلغاء التعريب سوف يطبق على طلاب رياض الأطفال من العام المقبل، مع بقاء نظام اللغات على الطلاب من الصف الثانى الابتدائى الإعداية، موضحة أن عدد المدارس الرسمية 850 مدرسة يدرس بها قرابة مليون و300 ألف طالب وطالبة.
وقال الدكتور سامى نصار، أستاذ بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، إن إستراتيجية إصلاح التعليم لم تصدر فى شكل وثيقة رسمية شاركت فيها كافة الأطراف والأحزاب السياسية، موضحًا أنه يجب أن تحدد الوزارة شكل الطالب والمواطن المصرى ولكن ما تقوم به عبارة عن مجموعة من الإجراءات المتناثرة لا يجمع بينها أى رابط.
وأضاف نصار، فى تصريحات خاصة لـ" اليوم السابع"، أن ما قدمته الوزارة عبارة عن عدة مشروعات لا تقيم خطة، موضحًا أنه إذا أرادت الوزارة الاهتمام باللغة العربية عليها أن تلغى اللغات فى مدارس اللغات والمدارس الدولية، لافتًا إلى أن الطبقة الوسطى تقدم لها المدارس الرسمية تعليم متميز ويدخل الطالب جامعة مميزة فى الوقت الذى لا يوجد أى نقطة مضيئة فى المدارس الحكومية.