الأقباط متحدون - البقاء للأغبى !
  • ١٥:٤٦
  • الاربعاء , ٢ مايو ٢٠١٨
English version

البقاء للأغبى !

البروتوبرسفيتيروس أثناسيوس حنين

مساحة رأي

٤٣: ٠٩ ص +02:00 EET

الاربعاء ٢ مايو ٢٠١٨

تعبيرية
تعبيرية

 The Survival for the most Stupid !

"هو بعينه بغباوته ..."   الشاويش عطية
الاب الدكتور أثناسيوس حنين

مطرانية جليفادا  – اليونان 
"الانسان الغبى هو أخطر نمط للفرد الذى يفسد  الأرض ومن عليها "
 
عرض لكتاب كارلوا سيبولا
المعايير الأساسية للغباء الانسانى
Les Lois  Fondamentales  de la Stupidite humaine
اصدار الهيئة الفرنسية للكتاب الجامعى
2012
 
والأصل الانجليزى
 
The Basic Laws of Human Stupidity
1988
لقد بتنا على قناعة تامة ’أنا كاتب هذه السطور ’  ومعى حفنة ممن يتعاطون الثقافة حتى الثمالة ويسهرون الليالى فى سبيل تحصيل العلم ويركضون وراء المعرفة حتى ولو فى الصين ’ واذا توقفوا فى طريق العودة الى منازلهم أمام بائع الخبز وبائع الصحف ’ ولا يملكون غير ثمن خبزة أو جريدة ’ فسوف يشترون الجريدة واذا ماتوا فسوف يقومون بدفنهم وسط كتبهم ويغطونهم بورق جرايد ! أقول بأن هذه الحفنة من البشر "الغير الطبيعيين !!!" ’ قد باتوا على قناعة تامة بأن شعار النهضة الثقافية القائل بأن البقاء للأصلح قد عفا عليه الزمان ’ وأذكر استاذ الجغرافيا فى الصف السادس الابتدائى أى عام 1960 من القرن الماضى ’ وكان رجلا سابقا لعصرنا من حيث الأناقة والثقافة وحظه التعيس أوقعه فى مدرستنا ’ كان يقول مقارنا أحوالنا ’ نحن الأغبياء ’  باحوال  ابطال زمان عصر النهضة الأذكياء ( لقد عفى الزمان على هذا العصر  وأكل وشرب  وتبواء  ......). 
 
أذا كان ملتقاك مع الصالحين جذابا وملتقاك مع السيئين مقلقا فأصعب الأمور ان تعامل الاغبياء المسترخين عقليا ’ غير المتوثبين روحيا ’ الغائبين عن المائل التى لا يسوغ الغياب عنها ’ المحتاجين الى زخات متواصلة من الماء المثلج لكى يفيقوا . علاجهم عسير .خطيئتهم باهتة ’ برهم باهت ’ عقلهم ناقص ’ تغييرهم ’ صعب ان لم يكن مستحيل’ ولست أنت بمغير لان تغيير مثل هؤلاء من يمين العلى ولان هؤلاء صعب مراسهم لأنفسهم ولك بسبب مما هم عليه من جهل أو ارتباك. هذا يحتاج الى صبر كبير.تثقيفهم عسير لأن الثقافة فيها الكثير من التوثب وهم على بطء مذهل.ولكن التواصل واياهم مكتوب عليك حتى يهدى ربك من يشاء.الألم الكبير لمن كان رسالى العزم أن يتفرج على ناس لا يستطيع الا القليل لخدمتهم. المأساة تكمن فى أنه قد يسود الأغبياء الدنيا أو الدولة أو المؤسسة التى كونها الأطهار وهنا يتبدد العطر ويهرب الروح ! الأغبياء البسطاء ليسوا القضية ’ الأغبياء القادة هم المأساة "ويل لك أيتها الأرض اذا كان ملكك ولدا"(الجامعة 10 :16 ).أدعوا ربك حتى لا تزيد الغباوة فى الارض . أذا كنت منوطا برعاية أغبياء . رجاؤك أن يرعاهم الله فيك. هذا ليس شأنك . يجب أن تقبل أنك راحل وانك وحدك فى مصيرك وأن الدنيا تبقى سرا مغلقا حتى يكشف لنا الله فى اليوم الأخير أنه أب للاذكياء والاغبياء كما أنه أب للصالحين والطالحين سلم الأغبياء الى نعمة  الله واحفظ نفسك منهم لئلا يشتد حزنك حتى اللارجوع . أجل انه محزن جدا لا تكون الدنيا بيضاء كالثلج ’ متلالئة مثل الشمس ونحن نعلم ان الظلمة اكثر واسرع انتشارا من النور .لا تخف انت . لا تعمل لوجه انسان. المهم ان لا يصرف ربك وجهه عنك ليعلن بهاءك وذكائك فى اليوم الأخير .(المطران جورج خضر : الأغبياء ’ الحياة الجديدة –دار النهار للنشر ’ 2001 ص 395 .
 
الغبى هو اللى بيفهمها وهى طايرة ’ بشرط أن تطير على مهلهها !!!!الغبى يشعر بالاهانة لو دعوته الى محفل أذكياء ! يقولون نهضة ثقافية ’ وهى اسهال من الكتب بلا توثيق وبلا تأريخ وبلا ذكاء ! هذه وكسة ثقافية ! وليست نهضة ! والدليل وبالرغم من الازدياد الرهيب للمطبوعات وغيرها ’ يزداد عدد الأغبياء ! قديما لم يكن لنا مشكلة مع الأغبياء ’ كانوا ناس طيبون ودراويش وفقراء وبناخذ بركتهم ! مشكلتنا مع أغبياء اليوم ’ أنهم أغبياء يتذاكون وفى يدهم السلطة المطلقة! أدينية المظهر كانت أو سياسية الباطن أو اجتماعية الحضور  أو عائلية (سى السيد!)  ! وقديما قالوا أن السلطة المطلقة ’ تسبب الغباء المطلق !  ولديهم اسطول من زبانية الفكر ومزوروا التاريخ ومساحوا الجوخ ! غباء موثق ! غباء يعبد الاشخاص ويتسلق على جدران قبورهم محولا اياها الى  اسوار للشهرة والكسب المشروع والغير المشروع ! غباء يتذاكى وذكاء يتغابى ! الغبى يقول الكذبة عشر مرات وينتهى بأن يصدقها هو شخصيا ويدافع عنها كأنها أم الحقيقة ! الحقيقة عند الأغبياء لقيطة ! بنت نزوة زنى فكرى عابرة ! بت اتعاطف مع خيرة شباب وصبايا  العالم الراقى والواطى ’ من الأذكياء ’  ’و التى تحمل السلاح ’ قسرا ’ ليأسها الكامل من أصلاح احوال الغباء الكونى بالطرق السلمية والعلمية والمتحضرة ! وخاصة بعد أن بات الأغنياء الأغبياء والأغبياء الأغنياء والأخطر منهم الفقراء الأغبياء  !!! يتحكمون فى مصير البشرية ! بات هؤلاء الشباب على قناعة أن المسيحيين ’ وهم مسيحيون ’ قد أستراحوا الى أنفسهم وغبائهم لا الى المسيح ’ الذى هو وحسب لاهوتنا ’ عقل الله وذكائه المطلق والمعطى لنا ! (راجع الحضور الشبابى الاوروبى والامريكى فى صفوف داعش !وانتشار موضة التحرش الجنسى بين أكابر هذه الدنيا من هوليود الى أفخم فنادق وصالوانت هذه الدنيا ! ويذهلك غباء النسوة الشريفات والعفيفات من نجوم المجتمع المتذاكى ومن نجمات المجتمع الراقى ! واللواتى  يتذكرن التحرش بهن ’ بتفاصيله البورنوغرافية ! بعد عقود وبعد أن قضوا حاجتهم وحققوا طموحاتهم !). 
 
لقد بات أبناء جيلى من المثقفين والكتاب على قناعة شبه تامة بأن البقاء لم يعد للأصلح بل أن البقاء هو  للأغبى ! لهذا أهديهم هذا الموجز لكتاب صدر فى عاصمة النور باريس وهو من سلسلة ما يسمى (كتب الجيب . 
 
(Livres de Poche )
الشئ اللافت أن دار الاصدار ليست هى مكتبة مغمورة فى أزقة العاصمة الفرنسية ’ بل هى (دار المنشورات الجامعية الفرنسية) . الدول الراقية والأمم الناهضة لا تهمل أغبيائها ولا تتجاهلهم ’ بل تصبر عليهم  وتحتضنهم شريطة ان لا يتحول الغباء الى ظاهرة عامة .وتعد عنهم الدراسات والابحاث .
PUF
Presses  Universitaires de France
الجدير بالذكر أيضا أن الكتاب قد صدر فى عام 1976 ومن يومها والمؤلف يرفض  عروض ترجمته الى لغات أخرى الا أن خضع أخيرا ولقد قبل أخيرا  نقله الى اللغة الفرنسية .
 
يلفت نظرنا الكاتب الى أن هذه السطور ليست موجهة الى الأغبياء ’ بل الى اولئك الذين يتعاملون يوميا مع الأغبياء .
يقول الفيلسوف الصينى "أن المعرفة المتعمقة 
L,Erudition
هى مصدر الحكمة ....ولكن هذا لا يمنع أن يكون هذا التعمق الزائد ......هو نفسه سببا لسوء الفهم بين الأصدقاء. البشرية ’ اليوم ’ تعيش فى ورطة كبيرة ’ وهذا ليس جديد على تاريخها الطويل ’ فلقد عانت البشرية ’ وما تزال ’ من خلال تاريخها الطويل ’ أى منذ بدء ظهورها على سطح البسيطة ’ سواء كأفراد متبدون أو حماعات تبحث عن نظام ’ نقول لقد عانت من الهموم الكثيرة والألام والأوجاع والمأسى و الكوارث  ’ التى جلبها عليها الغباء والأغبياء !
 
لقد عرفنا  من أيام العالم داروين ’ أننا نشترك مع بعض أعضاء عالم الحيوان الأسفل ’ فى بعض الصفات ’ فالفيلة مثلا لديها قدرة عجيبة على التحمل والصبر فى صراعات الغابة ومضايقات البشر ....البشر يتميزون بأنهم يعانون أكثر من الحيوانات ....من بين جماعات البشر ’ هناك  جماعة تنتمى الى جماعة . تتميز هذه الشريحة من البشر بأنه أقوى وأشد بأسا وشراسة من المافيا بل وأشد تعصبا من كل قوى الشيوعية ...هذه المجموعة البشرية ’ نقصد حزب الأغبياء ’ لا قوام لها ولا منهجية ولا نظام ولا دستور ولا مرجعية ’ بلا قائد أو رئيس ’ وبالرغم من كل هذا ’ نراهم يعملون فى وحدة عجيبة وفى تنسيق مذهل للعقل ’ وهم يؤمنون بأن نشاط أى فرد فى الجماعة ’ انما يعود بالخير والفائدة على كل الجماعة ...وما الصفحات التالية الا محاولة متواضعة وخفرة لتقصى طبيعة وخواص وسلوك هذه الشريحة من الناس الذين يعيشون معنا ووسطنا وربما منهم من يقررون مصائرنا ويسببون مصائبنا ! هذا الكتاب ليس هو دعوة للتشاؤم ولا هو رؤية تعصبية أو اقصائية ضد بشر بعينهم ’ بل هى محاولة لتشخيص وتتبع واحدة من أكثر مكونات النفس البشرية غموضا وابهاما ’ بل وحضورا وظهورا ’ وهى من أهم المعطلات التى تقف فى طريق تحقيق الانسان لسعادته والبشرية لرفاهيتها ’ نقصد الغباء وضحاياه من الأغبياء !
 
القانون الاول للغباء :
"يسئ الكثيرون منا تقدير عدد الأغبياء فى العالم وقوتهم وسطوتهم وسلطتهم وخاصة اذا تبوأوا مناصب خطيرة "
 
قد يبدوا هذا الحكم ولأول وهلة صعبا وغامضا ومجحفا وتعوزه الموضوعية والاتيكيت ’ لكن الحقيقة هى أن الغباء يوجد عند اولئك من البشر الذين يعتقدون بأنهم "عقلانيون " و "أذكياء" . يوما بعد يوم ’ وبشكل ممنهج حتى الملل والرتابة ’ يواجه المرء أفرادا أغبياء يتصرفون بشكل عشوائى مرعب ’ وهذه التصرفات العشوائية والاحاديث  تتم فى أى وقت وفى أى مكان وفى أوقات غير متوقعة بالمرة وغير مناسبة ’ أنها العشوائية فى أغبى صورها !
تعيش الثقافة الغربية منذ زمن الاعتقاد بالمساواة المطلقة بين البشر ’وكأن الناس هم نتاج ماكينة تفريخ ألية ما علينا الا أن نزودها بالبيانات والأرقام والمعلومات والبيانات العلمية ’ ومن ثم تخرج لنا بشرا سويا ! الحقيقة هى أن علماء الأجناس والجينات والسوسيولوجيون بل وعلماء الفيزياء ’ وهم يستندون على أحدث معطيات العلم ’ يجدون صعوبة كبيرة فى قبول هذا المبداء "أن الناس متساوون كأسنان المشط" . يرى أصحاب نظرية المساواة أن الفروق بين البشر والتميز والتمايز ’ أنا يعود الى الطبيعة السائدة  والثقافة المحلية .
 
يعارض الكاتب هذا المفهوم بشدة ويرى أنه وبعد أعوام من البحث والملاحظة والتحارب ’ بات على قناعة كبيرة بأن البشر غير متساوون. ويرى أنه يوجد بشر أغبياء وبشر غير أغبياء .  ان الانتماء الى الاغبياءأو الغير الاغبياء يشابه الانتماء الى فصيلة دم واحدة. الانسان الغبى يولد غبيا بارادة ومشيئة العناية الوراثية !هذا بالطبع لا يلغى الدور الذى يمكن ان يلعبه التعليم والاستعداد الشخصى والمناخ العام سواء عائلى أو مجتمعى. (بيفكرنى هذا بالنكته التى تقول ان واحد صعيدى بلدياتى  أخذ مراته وابنه وراح البندر يعنى المدينة وكل الواد ما شاف حاجة يسأل أبا ابا ايه ده ؟. يرد الاب ما خابيرشى ...يرجع الواد يسأل تانى ...نفس الرد ما خابيرشى ...قامت الام قالت للواد بطل يا ابنى دوشت ابوك ...قام الاب وشخط فى الام بشهامة وثقة العارف ببواطن الامور !  وقال :يا وليه خلى الواد يتعلم !!!).
 
المعيار الثانى من معايير  الغباء
"ان احتمال أن يكون فردا غبيا لا يرتبط باية حال من الأحوال بباقى الصفات التى يتحلى بها الفرد " لقد وجدنا أغبياء من بين كبار العلماء ولقد وجدنا أغبياء ممن قد حصلوا على جائزة نوبل !!! لأن التفوق يمكن أن يكون مسألة دماغية وليست خبرة حياتية ! هذا ما يؤكده المؤلف .
القانون الثالث من قوانين الغباء
 
´الفرد الغبى يتفنن  فى أن يسبب ضررا كبيرا وخسارة جسيمة لفرد ما أو لجماعة من الجماعات  بينما لا يستفيد هو شخصيا شيئا بالمرة ...بل يكون هو أول الخاسرين "نظام على وعلى  أعدائى".
 
القانون الرابع من قوانين الغباء
"كثيرا ما يفشل الناس الغير الأغبياء فى فهم وتقييم قوة الغباء وهيبة الأغبياء ".
 
القانون الخامس من قوانين الغباء
كثيرا ما ينسى الغير الأغبياء وبشكل دائم بأنه فى كل زمان وفى كل مكان وفى كافة الظروف ....أن التعامل أو التعاون أو الصلة أو الصداقة مع الأغبياء هو ’ وبالتجربة ’ خطأ فادح ومكلف . نختم بقصة من التاريخ العربى :
 
تكلم أحدهم (الأغبياء) أمام الخليفة كلاما طويلا ومرسلا وبلا توثيق او تحديد او تأريخ ! كلام كله نفاق وكذب ! فلم يلحظ أهتماما من الخليفة ’  فسأل الغبى الخليفة  : أأسكت يا مولاى أم أواصل حديثى فأجاب الخليفة  :
 
وهل تكلمت حتى تصمت !!! كلام الأغبياء هو صنج يرن واو نحاس يطن على رأى الانجيل ! وهنا سنصمت واللى اللقاء فى حلقة أخرى من سلسلة الغباء والأغبياء. الشكر الجزيل للصديق الذكى المهندس عزت بولس ولموقع (المصريون المتحدون ) لأنه يتحمل الأغبياء مثلى ويخرج منهم جددا وعتقاء ! والى أن نلتقى سوف أريحكم من غبائى لمدة شهر على الأقل لانشغالى بخدماتى الجديدة . نلتقى فى  الصلاة والدعاء والابتهال  من أجل الأغبياء الذى أولهم أنا !
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع