كالعادة لا يهمهم

د. مينا ملاك عازر
اختاروا محمد صلاح أحسن لاعب في الدوري، ويحلمون بأن يحصل على الحذاء الذهبي والكرة الذهبية، يتمنون نجاحه لم يعبءوا بجنسيته ولا دينه ولا سجوده على أرض الملعب، سبقوا وأن اختاروا الطبيب المصري والإداري ورجل الأعمال النابغ ناصر فؤاد ليكون نائب لورد دون النظر لمصريته ولا عقيدته ولا أي شيء، فقط يهتمون بما يقدمه وإنجازاته، هكذا فعلوا بساجد الذي لم يسجد أمامهم وربما ولا خلفهم ليكون وزير للداخلية.

 Sajid Javid وزير الداخلية الإنجليزي الحالي، الذي تولى منصبه أول أمس على خلفية استقالة الوزيرة السابقة التي ضللت بغير عمد منها لجنة من النواب الإنجليز سألوها عن المهاجرين فلم تجب الإجابة الصحيحة، فقررت الاستقالة ناس بتحس عقبال عندهم،هو ليس جديد على الحكومة، فقد كان وزير للدولة للإعلام والثقافة  من التاسع من أبريل لعام 2014 وحتى الحادي عشر من مايو لعام 2015 في عهد رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الذي استمر معه ليكون وزير للدولة للابتكار والأعمال والمهارات ورئيس لمجلس التجارة، وذلك من الحادي عشر من مايو لعام 2015 وحتى الرابع عشر من يوليو لعام 2016، ثم تولى حقيبة وزارة الدولة المجتمع الحكومة المحلية من الرابع عشر من يوليو لعام 2016 وحتى توليه وزارة الداخلية في الثلاثين من شهر أبريل الماضي ناهيك عن أنه تولى العديد من المناصب كأمين خزانة ووزارات أخرى لكنه كان قبل هذا كله عضو في مجلس النواب الإنجليزي.

وقد وُلِد في الخامس من شهر 12 لعام 1969، وهو من حزب المحافظين الإنجليزي ومن مقاطعة لانكشير معقل الصناعة، بالمناسبة وهو متزوج من عام 1997، ومهنته الأصلية سياسي ومصرفي واقتصادي.

أكتب لحضرتك هذه الكلمات لأعرفك بمن هم الإنجليز الذي يختارون رجل من أصول غير إنجليزية دون النظر لأي شيء لكي يكون في منصب غاية في الخطورة كهذا، عقبال عندهم برضه، المهم أنه ليس شرطي ولا من خلفية شرطية، ولا درس شرطة المهم أنه يفهم سياسة ويعمل بامتياز وناجح هذا معيار الإنجليز للترقي والاختيارات الكبرى عقبال عندهم برضه.

ليس قضيتي ساجد الذي قال أنه لم يسجد أبداً وأنه كذا وكذا، لكن أحد لم يهتم بأي يشيء سوى إجازاته، فقدروه ورقوه وبقى في الوزارة من وزارة لوزارة دون النظر لخروج كاميرون من الوزارة ومجيء ماي، فقط استمر وانتقل من منصب لمنصب ليصبح أول مسلم ـ بتعبيرنا الشرقي المهتم بالأديان ـ وأول باكستاني الأصول بتعبيرنا المهتم بالأصول يتولى منصب كهذا، فتحية للإنجليز الذين عرفوا كيف ينجحوا ويتعاملوا مع كميات من المطر الهائلة مستمرة تهطل عليهم يومياً دون أن تتوقف الحياة عندهم ساعة واحدة ودون أن يشعروا بأي مشكلة، لا لشيء إلا لأنهم يولون الأصلح والأكثر خبرة والأكثر قدرة على القيام بدوره وعمله دون النظر لخلفياته الدينية والمذهبية والعرقية والمحافظتية وخلفيات أخرى لعلها الأهم في نظر بعض القادة لبلادنا للأسف.

المختصر المفيد هم لا يهمهم من أنت؟ يهمهم ما الذى تقدمه فنجحوا، نحن يهمنا من أنت؟ ولا يهمنا ماذا تقدم فغرقنا.

ملحوظة تواجه إنجلترا خطر الإرهاب الإسلامي لكنها لم تفكر أن وزير داخلية مسلم ربما يكون متواطئ أو متخاذل لأنهم يعرفون، لم يحسبوها مثلنا، ارحمونا بقى.