الأقباط متحدون - «أبوعمر المصري».. دراما العنف والإرهاب في رمضان
  • ٠١:٠٣
  • الثلاثاء , ١ مايو ٢٠١٨
English version

«أبوعمر المصري».. دراما العنف والإرهاب في رمضان

فن | أمان

٤٨: ٠١ م +03:00 EEST

الثلاثاء ١ مايو ٢٠١٨

أبو عمر المصري
أبو عمر المصري

أبو عمر المصري اسم متداول بشكل كبير داخل جماعات الإسلام السياسي بقوة، خاصة عند الجهاديين، ويعتبر كنية لبعض أمراء داعش والقاعدة، وهي كنية لأسماء حقيقية لعبت أدوارا مهمة، وخطيرة في جماعات العنف الديني بالمنطقة.

حمل كنية أبو عمر المصري، من بين هؤلاء، أسامة مصطفى حسن نصر الذي تم اختطافه من قبل عملاء جهاز المخابرات المركزي الأمريكية سي آي إي في إيطاليا سنة 2003م وتم التحقيق معه وتسليمه إلى مصر وإيداعه سجن طرة لعدة سنوات، وعلى ما يبدو أنها الشخصية الحقيقية التي استلهم منها الكاتب عزالدين فشير روايته أبوعمر المصري والتي تم تحويلها إلى عمل درامي يعرض في رمضان المقبل.

مسلسل "أبوعمر المصرى" بطولة أحمد عز، فتحى عبدالوهاب، أروى جودة، أمل بوشوشة، إخراج أحمد خالد موسى، وسيناريو وحوار مريم ناعوم، وإنتاج طارق الجناينى.

وتدور أحداث المسلسل المأخوذ من الأساس عن روايتي مقتل "فخر الدين" و"أبو عمر المصري" للكاتب عز الدين شكري فشير، فالأولى صادرة عن الدار المصرية اللبنانية عام 2009م، وتدور حول المصري فخر الدين، المحامي الحالم الذي يلقى مصرعه على يد قوة غامضة، والرواية الثانية صادرة عن دار الشروق للنشر والطباعة عام 2010م، وتتمحور حول كيفية صناعة الإرهابي، إذ تبدأ رحلة أبوعمر المصري منذ اللحظة التي قُتل فيها فخر الدين زميله المحامي معه عن قضايا الإرهابيين، وجمع المسلسل بين أحداث قائمة على الروايتين.

وبالرجوع لرحلة بطل الرواية يظهر البطل من جديد ليحكي تفاصيل حياة شخصية أبو عمر المصري ومن مخبئه يراقب اللواء سمير المسئول في الأمن الوطني، والذي كمن له منذ أسابيع وينتظر لحظة مواتية ليصوب عليه بندقيته القناصة ليرديه قتيلا، في ختام رحلة انتقام طويلة ممن كانوا يحققون معه.

أحداث مسلسل أبو عمر المصري وفقًا لسيناريو وحوار الكاتبة مريم نعوم، تدور حول محامٍ يدافع عن بعض قضايا الإرهابيين ويحاول إيجاد حلول لمشكلاتهم في إسقاط على شخصيتي مختار نوح ومنتصر الزيات اللذين توليا فترة الدفاع عن جماعات الإسلام السياسي واتهما أيضا في بعض قضاياها وصنعت بعض الأعمال الدرامية عنهما مما يبشر بقضايا جديدة تنتظرها المحاكم من بعض هؤلاء المحامين.

فقد تعرف هذا المحامي أبوعمر على كادر من كوادر الجماعات الإرهابية ليتورط فى تفجير السفارة المصرية بالسودان، وينتقل بعد ذلك ليعيش فى أحد معسكرات تدريب الإرهابيين فى أفغانستان ويصبح " قناصا " للجماعة لا يشق له غبار، مهمته فقط هى حصد الأرواح تحت بند الجهاد والصراع بين الجماعات المتحاربة فى أفغانستان، ولم تقتصر عملياته على قتل أعدائه الروس فقط وإنما طالت أيضا بعض من يطلقون عليهم رفقاء الطريق أو أبناء الجهاد وبعد فوات الأوان يقرر العودة إلى مصر لكي يثأر لنفسه من كل من أوصلوه إلى هذه الحالة.

يتحول المحامي أبو عمر المصري الذي سيصبح قاتلا محترفا يقتل كل من أهانه يوما ما بدءًا من ناظر المدرسة الذي أهانه وهو صغير مرورا بعمه الذي استولى على ميراثه وقائد وحدته العسكرية الذي كان يعتزم تحويله إلى محاكمة عسكرية إبان حرب تحرير الكويت وغيرهم الكثيرون ممن لم يصادفهم أو يقابلهم من قبل وإنما هي شهوة الدم...!! ليثأر في النهاية من الضابط الذي كان مسئولا عن اغتيال ابن خالته والذي أصبح لواءً...!!! ولكن في غمرة كل هذه الدماء التي لم ترو شهوة الانتقام لديه ينسى (عمر)...ابنه الذي نسيه في السودان والذي لم يتذكره إلا عندما علم أن الجماعات الإرهابية قد حكمت عليه بالإعدام لخيانته لهم.. في إسقاط حقيقي لشخصية مفتي الجهاد محمد شرف أو أبو الفرج المصري الذي صفى أيمن الظوهراي ومرجان سالم ابنه في السودان لأنه كان يتعامل مع أجهزة الأمن هناك.

الحلقات مليئة بالأحداث والشخصيات والمنعطفات الخطيرة والتي تطرح الكثير من علامات الاستفهام حول دور الأجهزة الأمنية وممارساتها في صناعة الإرهاب وأيضا حول فكرة فلسفية وهي هل الانتقام يشفي غليل صاحبه أم أن الانتقام كالماء المالح الذي لا يروي عطشا..!!

ويغوص المسلسل أيضا في عوالم لم يتم طرقها كثيرا وهي الحياة الخاصة بالجماعات الإرهابية بالسودان وأيضا علاقتها بأثرياء التمويل في تركيا وقطر وكذلك الحياة في جبال وكهوف أفغانستان والصراع المسلح بين الجبهات الأفغانية المتحاربة والتقنية التي تستخدمها هذه التنظيمات مع كوادرها من ناحية الإعداد لكي يكونوا جاهزين لهذه الحياة الشاقة والرهيبة التي سيحييها داخل هذه الجبال.

العمل إرهاصات تنتصر للإنسان عبر ممكنات الوجود والحياة فما لا تستطيع الحقيقة أن تقدمه تنتصر فيه الرواية والأعمال الدرامية.