الرحمة و الحق و المحاباة
أوليفر
السبت ٢٨ ابريل ٢٠١٨
Oliver كتبها
- ليس عند الله محاباة.لا يجامل أحداً على حساب الحق.للرب التقديس وحده.لا للأشخاص مهما كانت رتبهم.هو له التسبيح وحده بلا خطية.اما الناس كل الناس فلا تخلو من الضعف.الله لا يجامل لكي لا يبقى أحد في الضعف بل ينبه روح الإنسان فتعود و تنجذب للحق و يترك الضعف للضعف .مقاييس الله ثابتة للبر و الصلاح لا تتزحزح من أجل إنسان أو تتبدل من أجل ملاك لكي يكون لنا الحق الوحيد الذى لا حق سواه.
- المحاباة هى إختلال في ميزان الحق .هي تقدير مسبق للأشخاص يمنع النظر بحيادية و يميل إلى الشخص لا الحق.المحاباة إنحياز للعاطفة لا للروح القدس .المسيح هو المحبة للعالم و هو أيضاً الحق للعالم وكما نحتاج إلى محبة المسيح نحتاج بنفس القدر إلى حق المسيح له المجد.الله لا يتجزأ لا يمكن أن نحب حبه و نتغاضى عن حقه.لا يصلح أن نهمل المسيح الحق لكي نعبد المسيح الحب فهو هو بذاته له المجد حق و محبة. مع أنه لا يوجد من يملك أن يراجع الله فإذا حابى أحداً ليس من يقول له لماذا صنعت هذا للهوان و ذاك للمجد و مع هذا فهو لا يحابي أحد .لا يأخذ بالوجوه لا يجامل و لو رئيس ملائكته إذا سقط.و هو يريد لنا أن نكون مثله.اللحظة التي يتحقق فيها الحق من ظالم هي نفسها اللحظة التى ينال فيها المظلوم الرحمة.فعودة الحق رحمة للمظلوم و الرحمة لا تتحقق من غير الحق فلو كان عند الله محاباة فلا رحمة و لا حق.
- لنتعلم من جميع صفات الله تبارك اسمه. تقديرنا و محبتنا للأشخاص و تبجيلنا لهم لا يجب أن تحرمنا من قوتنا في طاعة الحق.لا يجب أن تتلجم ألسنتنا لأن الخطأ صدر ممن نحب بينما تعلو أصواتنا إذا كان أحباءنا متهمين ظلماً.لنكن لله صوتاً و ضميراً فإن صوت الله لا يتلون و لا يتلوى .بل يجب أن تعلو ألسنتنا بالعتاب وقت العتاب و الإشادة وقت المدح.لا نترك أذهاننا تسمع لهذا أو ذاك كأنه ينطق بالمسلمات .كأنه لا يخطئ و لا يمكن أن يسهو.كأنه إله و هو تحت الآلام مثلنا.فليكن فينا فكر الحكمة الذى يسمع و يفرز و يتمسك بالحسن.لا يوجد تعليم فوق المراجعة و لو قاله مشهود عنه بالنعمة و البر.فأخطاء التعليم ليست متوقعة من الأشرار فقط بل ممكن أن تصيب الأخيار و عندنا العلامة أوريجانوس نموذجاً لهذا.بعض الهرطقات تنتشر بالمجاملة لأننا تحرجنا من تصويب التعليم الخاطئ لأن قائله عظيم و مشهور.لكن للعظيم محبة عظيمة و عتاب عظيم يؤدبه.أما أن نترك أنفسنا في صف هذا أو ذاك لنصبح لعبة في أيدى الناس فهذا ضد الحق الذى يريدنا صوتاً له لا لأنفسنا.
- يجب أن تبقي في حياتنا ثوابت إيمانية واضحة غير مرتبكة.حق الإنجيل لا غموض فيه.فهو فيه المحبة و الحق.القوة و الإتضاع.المجد و التوبة.المكافأة و المجازاة.الوداعة و الثبات.لا يوجد في الإنجيل أسرار لا نعرفها فالإنجيل في المسيح مشروح شرحاً كاملاً.لهذا من يهتز عنده هذا الأساس الإيمانى يمل بعيداً عن الحق و دواءه الوحيد العودة إلى حق الإنجيل.إذا كان للألعاب الرياضية قانون لو تجاوزه أحد و هو يلعب يعاقب فكم و كم ينبغي أن نلتزم بقانون الحياة الأبدية كلمة الله المحيية.التعليم ذو العين الواحدة لا يقدم الإنجيل الكامل و التعليم المختلط بالميول الشخصية ليس متزناَ.كذلك التعليم الذى يسرق المنبر لنفسه ليس تعليماً.لنكف أيها الأحباء عن إختلاس المنبر فهو كالمذبح للمسيح وحده.
- لو أننا صرنا كالله لا نحابى سنكون أقوياء. الله خلق الطبيعة بغير محاباة فلو حابي الشمس درجة لإحترقنا منها و لو حابي الأرض وسعاً ينتهي أمرها.لأن المحاباة هى ضعف و أحياناً خوف.المحاباة قيد علي الضمير تجعل الإنسان عاجزاً عن الحياة بالحق و الخضوع للمسيح الذى يحذر أن من أحب أباً أو أماً أو أو أكثر مني فلا يستحقني.ندين التعليم الخاطئ دون أن نخطئ.نحب الكل و نرفض كل التعاليم الخاطئة .ليس أحد أهم من خلاص نفسى فكيف أضحي بأبديتي لأنني متحرج من مواجهة هذا أو ذاك.لكن ليخجل من يعلم تعليماً يخالف الإيمان المسلم مرة للقديسين فلا يوجد إيمان آخر غير ما تسلمه آباؤنا الرسل .فليكن حبنا في موضعه لأن اي حب يجعل الله ثانياً حب مريض لأنه هو الأول في حياتنا.وقتها تصير المحاباة خطأ و خطية قاتلة.
- أنت يا رب قدوس و حر.لا يوجد قيد عليك و لا فيك.لا تحابى بل تعدل مع الجميع.تفتح قلبك للكل و تعلن حقك للكل.تصنع للأواني مجدها مع أنك عالم بمن سيكون الهوان مصيرها.تجرح كي يبرأ الإنسان من سم الحية و تعصِب كي تبرأ الجروح التي جرحتها بالحب.حبك يمجد حقك و حقك يمجد حبك لأن فيك كل الفضائل تمجد بعضها بعضاً بغير تعارض أو تناقض. لأن كلها كاملة فيك.بتدقيق صنعت الأشياء و بما خلقت لها من قانون تعتنى.لم تخالف قوانينك و أنت خالقها فما أعجبك إله.