الأقباط متحدون - نساء ونساء «رفقة» زوجة إسحاق (2)
  • ٠٧:٤١
  • السبت , ٢٨ ابريل ٢٠١٨
English version

نساء ونساء «رفقة» زوجة إسحاق (2)

مقالات مختارة | بقلم : رولا خرسا

٣٣: ٠٥ م +02:00 EET

السبت ٢٨ ابريل ٢٠١٨

رولا خرسا
رولا خرسا

 تركت «رفقة» أهلها واتجهت إلى حيث ينتظرها مصيرها.. حياة جديدة برفقة زوج لا تعرف عنه شيئاً.. كل ما أخذته كان حلقاً ذهبياً علقته فى أنفها وأسورتين ذهبيتين.. ذهبت بعد احتفال كبير أقامته لها أسرتها.. ودّعت أمها وأخاها «لبن» وتركت بلادها بكامل إرادتها، مصطحبة معها مرضعتها ومربيتها «ديبورا».

 
وصلت «رفقة» أو «ريبيكا»- كما تُسمى فى العهد القديم- إلى منطقة بئر لاحاى.. وجدت رجلاً يصلى.. نزلت من ناقتها وسألت عمن يكون هذا الرجل.. منذ اللحظة الأولى أسرها جداً الجانب الروحانى الذى رأته فيه.. ولما أخبروها بأنه عريسها غطت وجهها.. وانتظرته حتى انتهى من صلاته ليصطحبها إلى خيمته ويتزوجها.. يعتقد اليهود أن نفس المعجزات التى صاحبت السيدة سارة، زوجة سيدنا إبراهيم، ووالدة سيدنا إسحاق، أثناء حياتها قد عادت للظهور مع «رفقة» بعد دخولها خيمتها.. أولاها أن تبقى الشمعة مضيئة على مدار العام ابتداء من بداية شهر شباط حتى شباط التالى.. ثانيتها أن تكون هناك بركة دوماً فيما تعجنه من خبز.. وأن تظلل خيمتها دوماً سحابة تقلل من حرارة الشمس.
 
مراسم زواج «رفقة» وإسحاق أصبحت تُتبع فى الأعراس اليهودية.. قبل أن يقف العروسان أمام الحاخام يجب أن يشاركا فى مراسم تُسمى مراسم «الحجاب».. يصطحب شخصان العروس وعندما تقترب العروس من عريسها عليها أن تغطى وجهها كما فعلت «رفقة» عندما رأت إسحاق قبل زفافها.. بعدها يقوم والد العروس أو الحاخام الذى يتم الزفاف بترديد الدعوات أو الصلاة التى قالتها عائلة «رفقة» قبل أن تتركهم عند الوداع الذى سبق تحركها.
 
تذكر الكتب القديمة أن سارة تُوفيت عندما كانت تبلغ من العمر 127 سنة.. عندما كان إسحاق فى السابعة والثلاثين لأنها أنجبته وهى فى التسعين.. وتزوج من «ريبيكا» أو «رفقة» وهو فى الأربعين. بقى الزوجان عشرين سنة دون إنجاب.. كانا يصليان ويدعوان ربهما بحرقة أن يرزقهما طفلاً.. واستجاب الله سبحانه بعد عشرين سنة انتظار ودعاء عندما أصبح إسحاق فى الستين من عمره.. كان حمل «رفقة» صعباً جداً. كانت فى صلواتها تتساءل عن أسباب ما تشعر به.. إلى أن جاءتها رؤيا أو نبوءة تخبرها بأنها تحمل فى رحمها طفلين يتصارعان، وسوف يستمر الصراع بينهما مدى الحياة.. وتقول النبوءة أيضاً إن الكبير سوف يخدم الصغير، وستكون هناك أمتان، كل أمة تنتمى لواحد من الأخين، عندما تضعف أمة تقوى الأمة الأخرى.
 
عندما آن أوان ولادة «رفقة» خرج من رحمها أولاً طفل شعره أحمر كثيف الشعر وكان يمسك بكعب قدمه الطفل الآخر.. أُطلق على الأول اسم «عيسو» ومعناه كثيف الشعر.. وأُطلق على الثانى اسم «يعقوب»، أى المتعلق بكعب أخيه.
 
تقول الحكايات إنهما فى طفولتهما كانا يتشابهان كثيراً إلى أن بلغا الثالثة عشرة من عمرهما.. ثم تفرقت اهتماماتهما. اهتم «عيسو» بالصيد.. بينما اهتم «يعقوب» بالعلم والتعلم.
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع