سليمان المنياوي
جزء لا يتجزء من الصراع حول سوريا هو (عودة الحرب الباردة) بين روسيا بوتين التي غافلت الضعف الامريكي الغربي وذهبت الي مساحات واسعة في المياة الدافئة لم تصل اليها في عصر (الاتحاد السوفيتي السابق) ، وبالطبع حاول الغرب الاعتماد علي الارهابيين في سوريا وفشل ولجأ الي تسميم الجاسوس الروسي المزدوج وفشل .. فلجأ الي الحرب الكيماوية والغوطة وفشل ، والان الصراع الخفي يدور حول امكانية اعطاء روسيا لسوريا منظومة "S-300"،التي لو حدثت ستغير الكثير علي الارض ، ومن ثم اعلنت وكالة "تاس الروسية: "إن لدى القوات المسلحة السورية منظومات دفاع جوي مختلفة سوفيتية، وكذلك روسية حديثة، مثل منظومة "بانتسير"، وكلها أظهرت نجاحها من خلال التصدي للهجوم الصاروخي، الذي شنته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على سوريا في 14 أبريل، واسقطت 73 صاروخا من 105".
اكد مصدر روسي أن سوريا لم تتسلم هذة المنظومة ، ولكنة عاد واشار ، ان موسكو مستعدة للنظر في تسليم سوريا صواريخ (اس 300) ، لتمكينها من الدفاع عن نفسها ، في حين قال مسئول رفيع المستوي لصحيفة "كوميرسانت" الروسية ان روسيا سوف تمد سوريا بهذة الصواريخ مجانا وقريبا ، ومنذ ايام اعلن الكولونيل "سيرجي ردوفسكي" لن نراعي اي تفهمات من امريكا والغرب وسنمد سوريا بتلك الصواريخ .
يأتي ذلك بعدما كان الجيش العربي السوري قد حرر العاصمة دمشق بالكامل رغم كل الضربات والعدوان الثلاثي ـ الامريكي الفرنسي البريطاني ـ وتبقي :
أولا — معركة الجنوب (القنيطرة ودرعا): معركة انخفضت بها حدة المعارك والتوتر، خاصة بعد اسقاط الطائرة الاسرائيلية فبراير الماضي، وبغض النظر عن بعض المحاولات الفاشلة، التي يحاول فيها أتباع إسرائيل حصد بعض المكاسب، وما مخاطبتها الأمم المتحدة لإعادة انتشار قوات "الإندوف" إلا في هذا السياق.
ثانيا — معركة الشمال الغربي وهي جزأين: إدلب، وتجمع الإرهابيين من مختلف الفصائل المسلحة، ومن ضمنهم من تم ترحيلهم من مناطق مختلفة، سيطر عليها الجيش السوري سابقا، وحررها من إرهابهم، وهي معركة كادت تنجز بحكم الانجازات التي سبقت حالة التصعيد على جبهة الغوطة الشرقية ، وما ادي فيما بعد الي تحريرها كاملة من الارهاب .
وعفرين: المدينة المنكوبة جراء العملية التركية على شعبها وكل ما فيها، والتي انسحبت منها وحدات حماية الشعب الكردية، التي رفضت كل العروض التي دعتهم لتسليم الجيش السوري وقواته الرديفة مهمة حماية المدينة، مقابل انضوائهم تحت العلم الوطني السوري، فتصبح مهمة حماية الشعب السوري في عفرين على عاتق جيش البلاد، كما كل المناطق الأخرى في الوطن.
ثالثا — معركة شرق الفرات: وتشمل مناطق تواجد قواعد وقوات الاحتلال الأمريكي البالغ عددها (14) قاعدة، والتي تمتد من منبج شمالا إلى الرقة شرقا وصولا حتى التنف جنوبا، وتضم قرابة (2000) عسكري حسبما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية في نوفمبر 2017، كذلك تشمل ما يعرف بقوات "قسد" ويبلغ قوامها حوالي 30 ألف مقاتل، ذات أغلبية كردية، وتضم أيضا إرهابيين فارين من تنظيم "داعش".
وبعد معركة الغوطة، قد يتجة الجيش السوري إلى معركة الشمال الغربي أي: إدلب ومن ثم عفرين، وليس باتجاه الجنوب السوري، فهي المعركة الأولى بالحسم، لسبب أن إدلب حاليا تضم أكبر تجمع للإرهابيين المتطرفين، بالنسبة لباقي البؤر الإرهابية الأخرى.
ويستبعد المحللون أن يكون التوجه إلى الجنوب، لسبب أن جبهة الجنوب السوري المحاذية لإسرائيل، هي أصلا جبهة مفتوحة، والرد على أي تطور فيها ليس مرتبط بأي تطورات أخرى في الميدان، فهي معركة أساسية جوهرية ضمن الصراع العربي — الإسرائيلي، بدليل أن الهجوم الذي قام به إرهابيو "جبهة النصرة" المدعومة من إسرائيل في 24 فبراير الماضي — على نقاط عسكرية في محور "منشرة الحجر — ومشتل الزهور" في محيط مدينة البعث محافظة القنطرة -، بهدف تشتيت الانتباه عن معركة الغوطة الشرقية، تم إحباطه بالكامل مباشرة.
هكذا نحن أمام موقف روسي مفاوض بطريقة غير مباشرة ، هل سوف يأتي الغرب والولايات المتحدة للتفاوض ام تسلم روسيا لسوريا الصوراريخ الحديثة (اس 300) بحيث تفتح سوريا اخر المعارك فيما تبقي مع الارهابيين في الجنوب السوري ؟
ام يتم التفاوض علي (التقسيم) ؟!!، وفي كل الاحوال اصبح بقاء الاسد مسألة حتمية ولم يعد الامر يهم الغرب ولا الولايات المتحدة الا ارضاء للسعوديو والخليج وقطر، ومن ثم مستقبل وحدة سوريا رهنا بالتفاوض بين روسيا والغرب .