1. شباب وشابات اليوم ........!

     لم يخطيء الشباب عموما من قلة وجود  مستقبل واضح بعد التخرج كان جامعيا أو من حاصلي الشهادات المتوسطة وفوق المتوسطة .. وأنا أتعجب جدا أن الشباب لم يشعر بهذه المشكلة إلا بعد ما يقال عليها ثورة 25 يناير 2011 والتي علي قدر ما أظهرت أخلاقيات الشباب الحقيقية والتي كانت مدفونة في ابار النجاسة والقاذورات " بدون تعميم " .. وفجأة انفتحت هذه الأبار " المجاري تلطيفا للكلمة " , إلا أنها أظهرت حقيقة معدن هؤلاء الشباب الذي اتضح انهم بلا هوية او أي إهتمام بكيفية انتشال الوطن من هذا الحضيض إلي المستوي الذي يناسب دولة مثل مصر لها تاريخ عميق نهضة وعلما وفنا وادبا . .. ولا انسي أن أسجل أن هذا التحول في الأخلاقيات كانت غير موجودة قبل ثورة 25 يناير 2011.. في نفس الوقت احب اقول للشباب أن حالهم هذا وصل إلي نفس احوال شباب العالم منذ امد طويل . 

 

       فليل من شباب خريجي الكليات او المدارس المتوسطة يعلمون تماما أنه سوف لا يجدون عملا بهذه البساطة .. فهو بعد التخرج يتخذ من جهاز الكمبيوتير جليسا له ليلا ونهارا يبحث عن وظائف خالية .. في نفس الوقت يتخذ اغلب باقي شبابنا القهاوي مجلسا له يبحث عن عمل بلعبهم طاولة او يحاول ان يري مستقبله في مبسم الشيشة التي تلازمه الجلسة كلها إلي ان يترك القهوة ويذهب إلي النوم وهو يفكر في طريقة سحرية مبتكرة في كيفية رد اعتباره من زميله الذي غلبه هذه الليلة في لعبة الطاولة ... يعد دفع حساب القاعدة حوالي 10 جنيهات .

 

       الفرص امام الشباب المصري في العمل كثيرة ومربحة ... فقد اتخذت الحكومة احدث الأفكار لإعطاء الفرص للشباب .. وعلي رأي احد الشباب من خريجي دبلوم الزراعة الذي التقيت به صدفة قال لي " إللي مش هيبقي صاحب عمل في هذه الفترة سوف يعيش طول عمره اجير أو عاطل " .. هذا الشاب كون شركة مع صديق له خريج دبلوم تجارة .. واستكملا جميع اوراق لزوم قيام شركة بسيطة وبناء علي هذه الشركة تقدموا بطلب سلفة من علي ما اعتقد البنك الزراعي  لشراء 10 عجول للتسمين .. هذا حدث منذ سنة تقريبا حيث تم تدوير هذه العجول بأخري وهكذا .. ولا انسي ان تم تعيين دكتور بيطري يخدم المنطقة التي يتواجدون فيها  .. كما كانت فرصة جميلة لشاب يعيش خارج مصر " دولة عربية " لإنشاء مصنع سماد .. وقد زرته أخيرا وجدت ان المكان إختلف تماما .. فأصبح شاغرا بالمحلات لخدمة المنطقة المستحدثة ,,

 

      بعض العائلات ذات العصب الواحد اشتروا اراضي من المليون ونصف فدان في الفرافرة ..  استغلوا انهم اصلا من الفرافرة واقاموا مشروعا زراعيا جميلا ... وللعلم "هناك برنامج تليفزيوني في احدي القنوات تقدم اسبوعيا الكثير من المشاريع الزراعية والسمكية علينا ان نتابعه لكي نكتسب خبرة في كيفية اقامة مثل هذه المشاريع . "
 

     كانت  الكنائس والجوامع أماكن لإتاحة اعمال خيرية مثل اقامة عيادات تتبعها .. وكان الأطباء حديثي التخرج يجدون فيها اعمالا تناسب الكثير من تخصصاتهم .. حتي وصل ان من شرط تعيين الأطباء حاليا لا يقل دراسته عن درجة الماجستير مما اقفلت الفرص للأطباء حديثي التخرج العمل فيها ... لكن بٌهرت من وجود عيادات خاصة في شقة او دور تشمل جميع التخصصات الطبية .. زرت واحدة منها وكم كان اعجابي بمهنية المكان الطبية .. كانت عبارة عن عيادة شاملة قسم اسنان شخص في الصباح والأخر في المساء .. كذلك ججميع التخصصات المهمة احتلت اماكن هامة في هذه العيادة .. سـألت عن من صاحب هذه العيادة ... قالوا لي فلان وفلان وفلان وفلان .. إلخ .. اي انهم مجموعة من الشباب اقاموا هذا المشروع الضخم ولا يزيد عمر الطبيب عن 35 سنة تفريبا .. 

 

       كنت منذ يومين انا وصديق اخذنا توكتوك وقاولناه علي ان يجند نفسه لنا لمدة ساعتين لكي نبحث عن ورشة في بهتيم كنت اتعامل معها منذ 25 سنة وانقطعت اخباره .. لكنه كان ماهرا في مهنته صممت ان اعثر عليه في نفس المكان الذي كان به منذ 25 سنة .. طبعا المكان تغيرت معالمه كلية .. لكن ده مش موضوعنا .. استأذن مننا سواق التوكتوك ان يزود عجل التوكتوك بالهواء عند واحد مررنا عليه بالصدفة .. نزلت انا من التوكتوك واذ اتفاجيء بأن عامل الكاوتشوك وهو شاب يأخذني بالحضن والقبلات .. وقال ازيك يا استاذ نبيل .. وحشني ووحشتني ايام المدام واولادك .. حاولت اعرفه لكن العمر غلبني ولم اتذكره .. قال لي انا " بلف " .. بمجرد ما قال كلمة " بلف " تذكرت الصبي الصغير , نظرت اليه من تحت إلي فوق ولم اجد فيه اي شبه بلف بتاع زمان .. قال لي انا كبرت يا استاذ نبيل , لكن فاكرك كويس ومش ممكن انسي نصيحتك اني اكمل تعليمي .. دخلت مدرسة الصنائع وكنت بأشتغل انا واخويا فريد الله يرحمه .. كملت مشوار حياتي في مهنتي الأصلية .. وانا عندي ابن اسمه سامح علي اسم ابنك . مثال عظيم لمن اصر وصمم ان يظل الأسطي بلف .

 

       ابني الغالي رسالة لك .. ان تترك القهاوي والشيشة وهناك من الأعمال الكثيرة .. اتحد مع شخص او اثنين لكي تعملا مشروعا بأبسط التكلفة ... ابتعد عن مشاريع اللبس فهو لا يجني مكسبا .. اهتم بمهنة او محل اكل علي نظيف .. فهناك شباب سبقوق واصبحوا اصحاب عربات اكل في الأماكن التي خصصتها المجالس المحلية .. اترك القاهرة واصدقاءك واذهب إلي بلدة اخري بعيدة عن العمران وابدأ من الصفر  لكي تكون انت من ساهم في تعميرها .  ولا تنسي ان هناك اخوة لك علي حدود مصر من جميع الجهات لكي تحميك وتحمي بلدك ...!!! 
 

      لا تتنتظر من الحكومة ان تهديك عملا .. بل الحكومة تجهز وتهيأ لك فرص العمل وانت وشطارتك ... لكن مش معني هذا انها مللتزمة آنها تقيم كل سنة حالي  1500مستشفي آو 1500 مصنعا لتستوعب هذه الأعداد من ىالخريجيم  ........ فعلا هذه الأيام فكرتني بأيام ابي عندما كان يلبس بدلة المقابلات لأنه متقدم علي عمل جديد افضل ...!!
 

فرصة لكي نجد اصحاب اعمال ليحلوا محل هذه الأسماء لتي مللنا منها ...!!هل هذا صعب ؟؟