الأقباط متحدون - 100 مليون محمد صلاح
  • ٠٢:٤٦
  • الثلاثاء , ٢٤ ابريل ٢٠١٨
English version

100 مليون محمد صلاح

مقالات مختارة | بقلم:كريم عبد السلام

٥٩: ٠٥ م +02:00 EET

الثلاثاء ٢٤ ابريل ٢٠١٨

محمد صلاح
محمد صلاح

 مصر كلها فرحانة والسبب محمد صلاح

مصر كلها تشعر بالفخر والسبب محمد صلاح
مصر كلها عندها أمل فى بكرة والسبب محمد صلاح
 
مصر كلها متفاءلة بأن اللى فات بالمر والسوء والكوارث مضى إلى غير رجعة، وإن اللى جاى أحلى بالإنجازات والفرحة والسبب أيضا محمد صلاح.
 
ما الذى يفعله محمد صلاح ابن قرية نجريج للمصريين حتى يكونوا فى منتهى السعادة؟! وفى منتهى التفاؤل ولديهم تلك الثقة فى المستقبل؟ ما الذى يفعله صلاح وهو ليس ساحرا ولا يضرب الأرض فتنشق عما يطلب ولا ورث الملايين، بل على العكس، هو زى أغلب المصريين، نشأ لا يمتلك من الدنيا إلا الستر والرضا وعزة النفس والموهبة التى حباه الله بها، لكن صلاح عمل المعجزات، صنعها وأوضح لنا الطريقة لصناعة المعجزات بالجهد والعرق والكفاح والإصرار وتنمية المهارات. 
 
 صلاح عمل المعجزات قدامنا كلنا وقدام العالم..
 
صلاح ألغى المستحيل من الدنيا وبعد مشوار نجاحه المذهل أصبح من حق كل مصرى أن يحلم على قد ما خياله يجيبه، بشرط أن يسعى ويتعب ويجتهد لتحقيق أحلامه.
 
هو ده اللى عمله صلاح للمصريين، قدم لهم النموذج الحى للنجاح، ورسم لهم الطريق الصح للصعود والتنمية والتحول من حال العوز أو الحاجة إلى الغنى والشهرة والتحقق الكامل. 
 
محمد صلاح كان ابنا لأسرة عادية فى قرية مصرية، لكنه كان لديه حلم أن يصبح لاعب كرة مثله مثل إخوته وأبناء عمه وجيرانه وزملائه فى المدرسة، ولكنه كان يمتلك أيضا التصميم والذكاء والكفاح ليحقق حلمه، وكان معه فى الحلم أبواه اللذان آمنا بقدرته على تحقيق حلمه وساعداه بإمكاناتهما المحدودة فى رحلة الكفاح التى اختارها لنفسه. 
 
وتخيلوا طفلا فى المرحلة الإعدادية يستقل أتوبيسا مرهقا من قريته إلى مدينة المحلة أو مدينة بسيون، ومنها يستقل أتوبيسا آخر حتى القاهرة بمفرده ست ساعات ذهابا وإيابا خمسة أيام فى الأسبوع، ومعه أقل القليل من النقود، يا دوب ما يكفى رحلته اليومية إلى حلمه، حتى يلتزم بمواعيد التمرين فى نادى المقاولون العرب، ويعود ليذاكر دروسه اليومية وينام. 
 
هذه المشقة التى ألزم نفسه بها وهذا الإصرار على تحقيق حلمه هو ما مكنه من الاختلاف عن كثير من زملائه الطلاب واللاعبين الأكثر يسرا منه والأحسن ظروفا والأقرب إلى كل شىء، النادى واللعبة والوسائط والإمكانات والفرص المتاحة والتدليل من الأسرة والمدربين والأقارب، لكنهم لم يحققوا ما حققه صلاح.
 
جميل أن يصبح محمد صلاح نموذجا لشباب مصر فى النجاح والتفوق والنجومية، فالنجاح معد والتفوق طريق لتحقيق الذات وتنمية الدولة والنجومية حلم مشروع للشباب يعصمهم من الانزلاق إلى أوهام التطرف والمخدرات والانحراف عموما، وليس بالضرورة أن يصبح كل الشباب لاعبى كرة قدم، وليس بالضرورة أن يبحث جميع الشباب عن فرصة للتحقق والشهرة والنجومية والثراء فى أوروبا، لا يمكنك أن تحقق كل أحلامك بشرط أن تحولها من أحلام إلى واقع بالكفاح والإصرار والاجتهاد.
 
محمد صلاح نفسه تعثر وقام أقوى من عثرته أكثر من مرة، وطريقه لم يكن مفروشا بالورد فى الغربة، فهل يستطيع كل منا أن يضع نموذج صلاح أمامه ويتوقف عن لعن الظروف والشكوى من عدم وجود الفرص وتعمد الآخرين إغلاق الأبواب؟ هل يمكن أن نعتبر التحديات التى نمر بها اختبارا لإرادتنا والعقبات الموضوعة فى طريقنا أدوات لتدريبنا على حصد النجاح؟ هل يمكن أن نحول كل الظروف الصعبة إلى فرص للتحقق والنمو؟ وقبل ذلك وبعده، هل يمكن أن يستخرج كل منا حلمه الأقرب إليه ويعقد النية على تحقيقه بالعمل والكدح وبذل الجهد مهما كلف ذلك من وقت ومشاق؟ باختصار، هل يمكن أن يخرج كل منا محمد صلاح الكامن فى داخله؟
نقلا عن اليوم السابع
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع