الأقباط متحدون | الاعتصام هو الحل
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٠:١٥ | السبت ٤ يونيو ٢٠١١ | ٢٧ بشنس ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤١٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الاعتصام هو الحل

السبت ٤ يونيو ٢٠١١ - ٢٨: ١٢ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم:  صبرى فوزى جوهره
ربما لا يتاح لى نشر هذه الكلمات قبل تجمع الثوار فى ميدان التحرير فى السابع و العشرين من مايو. و ابدأ بالتأكيد على تأييد شخصى المتواضع التام لهذه الخطوة التى اضحت محتمة. فمن الواضح ان ثورة الشباب قد اختطفت لصالح اعداءها. ان نظرة خاطفة معارضي اعتصام جمعة الغضب الثانية تبين بلا مداراه انهم من جماعة الاخوان المطززين (المسلمين سابقا). هؤلاء الاعداء يسعون بلا كلل الى الاستمرار فى التسلل و احكام و اتمام مخطط السيطرة التامة ليس فقط على الثورة بل على مصر بكاملها. و الويل لمصر اذا ما تحكم بتوع الطز فى مصائرها. على المعتصمين اذن الافصاح دون ادنى ابهام عن شكوكهم فى سلوك العسكر القائمين على حكم البلاد المناوئين للمطززين و تذكيرهم بان شرعية بدأت منقوصة لتأصلها فى قرار دكتاتور لفظه الشعب فرضهم على مصر وبذلك تكون هذه الشرعية منقوصة لا يبررها يكملها الا الالتزام التام بتفعيل اهداف الثورة بلا تقاعس او مماطلة او مناورة, و بان اعين اصحاب الثورة مسلطة عليهم ترصد ما يفعلون.

ما كانت الدعوة الى الاعتصام الكبير الثانى لتقوم الا لوجود شكوك تقترب يوما بعد يوم و قرارا بعد قرار من اليقين فى اخلاص العسكر القائمين على حكم مصر لاهداف الثورة. لن اعيد هنا عرض اسباب هذا الشك من سلق "تعديلات دستورية" بمساعدة قاض اسلامى متعصب و عضو فى الجماعة التى كانت محظورة الى التمادى فى الطناش و التسويف و احلال المزيد من الضرر و العصف بحقوق الاقباط المشروعة, فهذه كلها اصبحت مأساة واضحة للجميع. و اذا كان من يدعون بالسلفيين قد بدأوا فى حرق انفسهم بانفسهم بما يعلنون عنه و يتفوهون به من هبالات تودى اجدع دولة فى طوكر, حتى اصبح العقلاء من مسلمى مصر يرهبونهم اكثر من اقباطها, فان الاخوان المطززون اكثر حنكة و ذكاء من هؤلاء المخابيل الخطرين وهم يعملون خلال اتباعهم و مريديهم من رجال المجلس العسكرى على مساعدتهم فى الاستيلاء على الحكم.

اما عن العسكر فقد بدأت حقيقة امرهم فى الظهور. وانا هنا لا اعنى النظر الى كل البلاوى التى المت بنا منذ عام 1952 قد حلت علينا بسبب مغامرين فاشلين من بين صفوفهم حيث تفضلوا علينا بثلاث ديكتاتورات عجاف كل واحد فيهم انقح ممن سبقه: منهم من خلق من اسرائيل امبراطورية مهيمنة و منهم من باعنا لدعاة الاسلام السياسى و الامريكيين و منهم من شارك الاسرائيليين فى سياساتهم و "البيزينس" بتاعهم و هلب الكثير بقدر ما وصلت اليه يداه الطويلتان. فاذا تناسينا هذه الكوارث المحققة التى جلبها الجيش علينا فى الماضى, بالرغم من ان وقعها ما زال يؤثر فى حاضر مصر و سيظل ينخر فى عظامها مستقبلا الى امد لا يعلم مداه الا الله, فيتحتم علينا الا نتناسى حقائق و بديهيات اخرى من قبيل ان ضباط المجلس العسكرى بطبيعتهم غير مؤهلين للعمل السياسى و انهم يفترضون دائما انهم على حق لا يقبلون الافكار المغايرة او الارشاد, و انهم لا يتورعون عن العصف بكل مخالف لهم. هذا بصرف النظر عن تناسيهم او اهمالهم لحقيقة طاغية وهى انهم عرضة للخطأ (و كما اوضحت عاليه ده فعلا حصل وودونا فى دواهى عديدة و ليست واحدة من قبل), و بالاضافة الى ذلك, فان عنجهيتهم تمنعهم من الاعتراف بالخطأ و تدفعهم الى التمادى فيه احيانا.

ثم لننظر: من الذى اوكل الي العسكر حكم مصر بغرض حماية مؤخرته هو و ليس سلامتها؟ و هل غاب عنا ان للعسكر "بيزينس" كبير فى كافة ربوع مصر يتحكمون فيه بسرية تامة بعيدا عن اية مراقبة او مسائلة, و هم ينعمون بمميزات اكبر منذ تولى صاحب النكسة حكم البلاد و الى الان, هذا بالاضافة الى عمولات شراء السلاح السخية و الدلع الكبير الذى تغدقه عليهم الولايات المتحدة خلال زياراتهم المتعددة لها. الا يجعلهم هذا طوع امرها على الدوام؟ ومن ذا الذى يجرؤ فى مصر على مثل ما كتبت و اكتب فى هذا المقال؟ لقد اودع احد مدونى الانترنت السجن لثلاث سنوات لانه قال عن الذات العسكرية اقل من ذلك. و كأنى ما حرمتش و اصبو الى ذات المصير عند زيارتى القادمة للوطن بعد ان عدت اليه بعد ثمان سنوات من الانقطاع لوضعى على قائمة "المراقبين" (وما يلى ذلك) من حكومة مبارك.
لا يقتصر ارتباط العسكر المريب بالولايات المتحدة, و هى على اى حال لعلها "انظف شوية" من العدو الاخر المريب المتربص بمصر و الذى ترتعش فرائصه من احتمالات نجاح ثورة شعبها. عرفتوا مين؟ برافو عليكم: ايوه, دولة ابن سعود و شركائهم فى البؤس و الطغيان و الجهل و الشر ورثة المرحوم محمد بن عبد الوهاب. و ما انصياع العسكر لنزوات و رغبات الاخوان المطززين و السلفيين و غيرهم من الهوام (بمعايير عالم اليوم المتحضر) الا دليل قاطع على هذا التحالف المدنس.
اخرجوا يا شباب مصر و رجالها و نسائها و عودوا الى ميدان التحرير لتعيدوا امتلاك ثورتكم التى استشهد من اجلها المئات و التى كانت امل لاح فى افق مصر لايام قليلة عزيزة و خالدة.

كنت قد وعدت الاهل و الاصدقاء فى مصر خلال زيارتى الاخيرة للوطن ما بين الخامس و الخامس عشر من مايو, بان اعود للزيارة قريبا و لكنى و بعد كتابة هذا المقال و نشره, لا اعتقد اننى سألاقى اى ترحيب عند عودتى بل لعلى اذا فعلت اجاور المدون السجين مايكل فى زنزانة درجة ثالثة مش بريمو زى بتاعت جيمى و علاء. و ربنا يخلف الظنون و يصلح الاحوال.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :