دير الأحباش بوادي النطرون!
د. ماجد عزت اسرائيل
٢٢:
٠٢
م +02:00 EET
الاثنين ٢٣ ابريل ٢٠١٨
د.ماجد عزت إسرائيل
يعتبر دير الأحباش من بين أقدم الأديرة بوادي النطرون وهو يقع في الجنوب الغربي لدير الأرمن والجنوب الشرقي لدير القديس أبانوب أو النوبة، ومن الغرب دير يحنس (كاما) القصير وتبلغ مساحته نحو ثمانية عشر قيراطًا وأحدي عشر سهم من فدان، تقدر مساحتها بالأمتار المربعة نحو3300م.
وقد أطلق عليه عدة مسميات منها دير الأحباش أو دير الحبش، أو دير إيليا النبي أودير القديس إلياس، فقد ورد في كتاب عمل الميرون حيث ذكر قائلاً: "أن البابا "بنيامين الثاني" البطريرك رقم (82)(1327-1339م)،بعد أن عمل الميرون المقدس ركب سحر يوم السبت وذهب إلى دير القديس أبو يحنس، كما دخل الكنيسة، وفي يوم الأحد وقت الغروب ذهب إلى قلاية بهوت بسؤال من الحبش، ثم رأى القلالي من ظاهرها وعاد إلى دير القديس أبو
يحنس."،ويستفاد من هذه الرواية وجود دير الأحباش بوادي النطرون في هذه الفترة الزمنية،ولكن الرحالة المصري عمر طوسون قائلاً:"أما دير الأرمن الذي أقيم فيما بعد فلم يكن في هذا العهد إلا صمومعة".وفي ذات كتاب عمل الميرون المقدس أيضًا ذكر قائلا:" أن البابا "غبريال الرابع" البطريرك رقم (86) (1370-1378م)، بعد أن أنتهي من عمل الميرون ركب من دير ابي مقار هو والأساقفة ومن معهم وذهب لزيارة دير أبي يحنس. وخرج للقائه رهبان الدير المذكور ورهبان الحبش ورهبان الأرمن. ثم دخل إلى الدير وصلى صلاة التاسعة. وفي يوم الأربعاء بعد فراغ الكنيسة زار بنوب والحبش والأرمن.". وهنا نؤكد أن دير الأحباش أو الحبش كان في عصره الذهبي،حيث كان الدير قائم بذاته،وكان يمتلك عدد كبير من الرهبان .
ولم يستمر إزدهار دير الأحباش بوادي النطرون وقتًا طويلاً، لأنه تعرض للعديد من الغارات مثل باقي أديرة برية شيهيت، وقد ساهمت مجموعة من العوامل الطبيعية والبشرية في تخريب دير الأحباش فى 1440م،وقد وصف المؤرخ العربي المؤرخ العربي المقريزي (764-845هــــ) خراب هذا الدير فذكر قائلاً:" دير إيليا النبي: عليه السلام وهو دير للحبشة وقد خرب دير بويحنس كما خرب دير إلياس،فقد أكلت الأرضة (العثة) أخشابهما فسقطا وصار الحبشة إلى دير سيدة بويحنس القصير وهو دير لطيف بجوار دير بويحنس القصير".