القمة العربية لا تحمي المحتاجين للحماية2-2
د. مينا ملاك عازر
الأحد ٢٢ ابريل ٢٠١٨
د. مينا ملاك عازر
توقفنا في المقال السابق، عند عدم جدوى عنوان القمة، وعدم جدوى قراراتها بالنسبة لفلسطين اللهم إلا قرار المائتي مليون دولار، وكأنها محاولة لحفظ ماء الوجه أو قل لشراء القيادات الفلسطينية بالأحرى، شراء سكوتها عن التخلي عن عاصمتهم التاريخية وحلم عربية القدس أو قل ما شئت حتى لو قلت أن الأمور كانت عادية إلى أن انعقدت أول قمة عربية بأنشاص 1945 فضاعت فلسطين ثم أصبحت الأمور عادية إلى أن عادت القمة العربية للانعقاد في الستينيات لتضيع غزة والضفة وسيناء والجولان، ومنذ أن انتظمت القمة العربية في الانعقاد فانقسم السودان وضاع العراق وتدمر لبنان وانهارت ليبيا وخربت سوريا، قل ما شئت لكن المهم أن نعود للقمة العربية الأحدث بظهران بالسعودية.
وبما أن حضرتك أتيت بسيرة سوريا ولست أنا، فالسؤال ههنا وبما أن القمة انعقدت في موعدها الذي وبالصدفة ودون قصد من القادة الذين شاركوا في ضرب سوريا بعد الضربة بأقل من أربع وعشرين ساعة، فالسؤال هنا، لماذا لم تدرج الأزمة السورية على مائدة الاجتماعات، فسوريا محتاجة للحماية، حتى لو أن ذلك حماية من نظامها، فعلى أرض سوريا 84 قوة مسلحة ناهيك عن خمس أو ست قوات نظامية ما بين مؤيدة للنظام السوري وكارهة له وباحثة عن مصالحة، ولنبدأ بقوات النظام نفسه التي تقتل في مسلحي شعبها ومسلحين عالميين من الجهاديين الممولين من بلد المقر للقمة وعدوتها قطر، وهذا حقها بشكل أو بآخر وعلى أرض سوريا، قوات تركيا عدوة للسعودية الآن وصديقة فيما قبل، وقوات إيرانية تدعم بشار وأخرى روسية تدعمه أيضاً، وكذلك قوات مليشيات حزب الله وأخرى قوات إسرائيلية منذ زمن بعيد تحتل الجولان وكذلك قوات أمريكية، ناهيك عن الميليشيات والتنظيمات الإرهابية التي لا عدد لها، كل هذا لم يثر شجون القمة ومن بها، فاتفقوا بعربية القدس، ولم يحركوا ساكناً ينددوا بضربة غير مبررة من ثلاث دول قبضت شيك ضربتها من رئيس القمة، محور الحديث جاءت الضربة بحجة استخدام الكيماوي وكأن القول مضمونه اقتلوا شعبكم بالأسلحة التقليدية أما الكيماوية المحرمة دولياً فلا يحق لكم قتله بها، اقتلوه على مهل، وليس بضربة واحدة، وكله على حساب الحالم بالعرش ولإرضاء دول غربية تحلم بوصوله لعرش بلاده لتقضي عليه وعلى بلاده وعلى المنطقة كلها.
انتهت القمة العربية دون إشارة للعدوان الثلاثي اللهم إلا إشارة كريمة ومحترمة والأكثر جدية من الرئيس السيسي الذي أكد على ضرورة الوقوف لجوار الشعب السوري لم يفعلها زعيم آخر، أما الرئيس السيسي الذي قرر أن يبقى على الموقف المصري الرافض لتقسيم سوريا أو لتنفيذ أي عمل عسكري ضد الشعب السوري، كما أن زعماء القمة الذين امتدت أمامهم مائدة بها كل خيرات السعودية والعالم جلبتها أموال النفط يبدو أن جُلهم نسى تماماً أن هناك مجاعة في اليمن تسببت فيها السعودية مضيفة القمة، ونسوا أن أغنى بلد عربي في أفريقيا ليبيا تعاني من ويلات الحروب والمذابح والتدخلات الأجنبية، بل أن أجواءها مثل أجواء سوريا مستباحة لغارات أمريكية ضد إرهابيين يخرجون عن النص أو رحلات جوية قطرية تمد الإرهابيين بالسلاح، وكل هذا لم تحرك القمة ساكنا للدفاع عن اليمن أمام الغزو الإيراني وال السعودي وكذلك لم تحلم بحل مجاعة اليمن وحماية أطفاله من الأمراض، ولم تفكر في إنهاء الأزمة الليبية بل اكتفوا بصورة خالدة لمندوب قطر وهو يجلس وحيد منبوذ.
المختصر المفيد لماذا تحولت منطقتنا من مهبط للرسالات السماوية لمهبط للطائرات الأمريكية!؟