الأقباط متحدون - جورج خبّاز والخبز النازل من السّماء
  • ١٥:٥٤
  • السبت , ٢١ ابريل ٢٠١٨
English version

جورج خبّاز والخبز النازل من السّماء

زهير دعيم

مساحة رأي

٣٠: ٠٩ ص +02:00 EET

السبت ٢١ ابريل ٢٠١٨

 جورج خبّاز
جورج خبّاز
   بقلم : زهير دعيم
لعلّه من يقف اليوم في طليعة الفنّانين العرب على الاطلاق والمسرحيين خاصّةً.
 
 لعّله الوحيد الذي يشدُّ الجماهير العربيّة من كلّ حدب وصوب نحو بيروت كي يشاهدوه ويشاهدوا أعماله المسرحيّة التي تقطر فنًّا وحِسًّا وفرحًا وفكاهةً وانسانيّة.
 
 بل لعلّه أوّل من أطمح بأن أراه إن سنحت لي الفرصة بذلك في زيارتي للبنان في اوائل تموز القادم، فهو يأتي قليلًا بعد فيروز أرزة الدّهور.
 
       .... إنّه جورج خبّاز ؛ الفنّان العملاق والبارع والذي يأخذك على سحاب الفنّ فتنتشي تارةً وأخرى تضحك ملء فيك ، وثالثة تقف حائرًا أمام عطائه وهمس حروفه وجمال حركاته ووشوشات روحه.
 
    قال لي أحدهم عنه : 
" لقد جرف الدنيا وراءه ببساطته وببسمته الحنطيّة والاهم بانسانيته التي تتخطّى المعقول ، فهو عاشق للانسان وخاصة ذاك المدعو" المِسكين بالرّوح"  والذي وُلِدَ – دون ذنْبٍ اقترفه – وُلِدَ بعاهة ما ، فالخبّاز يحبّ هؤلاء البشر فيروح يساندهم ، يعاضدهم ، ويقف الى جانبهم بفتح قلبه لهم وباب مسرحه وريشة قلمه الذي يغمسها في قلبه  .
 
   كثيرًا ما تساءلت :من أين يا ترى جاءته هذه الانسانيّة المنسابة كما الغدير والعابقة بأريج المحبّة؟!!..لطالما تساءلت ولم اجد جوابًا ، الى أن حضرته في المدة ألاخيرة أكثر من مرّة في برنامج " جيل الانجيل" ، وإذا بهذا الفنّان المبدع ذي القامة السّامقة في دنيا المسرح يعشق الجليليّ ويعشق كلّ كلمة خطتها السّماء للبشر.
 
   كنتُ أقول – والكبرياء – تزورني احيانًا ! : أنّني أعرف الكتاب المقدّس بعهديْه جيّدًا.
 
 وإذا بهذا الخبّاز يفوقني معرفة ويفوق الكثيرين من الكهنة ؛ فهو قاموس للكتاب المُقدّس ، وسفير جميل في كرم الربّ ، فلا تفوته فائتة فهو ملّم بصموئيل النبيّ وبأيوب وايليا واليشع وبكتب موسى الخمسة كما هو ملمّ وسبّاح ماهر في بحر الانجيل والمزامير .
 
  أقرأه يوميًا وادرس في كتاب الكتب بانتظام، قال باسمًا.
 
   كيف يجد هذا المبدع الوقت  ليطالع ويدرس و..يكتب المسرحيّات ويقف خمسة أيام في الاسبوع على المسرح ثم يجامل هذه القناة التلفزيونية وتلك .
 
  بهرني وأكثر وشدّني اليه أكثر وأكثر ، وزادت محبتي له وهو ينادي كما نادى السيّد المسيح بمحبّة البشر ؛ كلّ البشر.
 
 للحقيقة اقول لم يكن هو الوحيد في لبنان من ينحى هذا النحو الجميل ، فكثيرون اليوم باتوا يعشقون الجليليّ ويذوبون حبًّا بتعاليمه وفدائه ، هذا الامر نكاد لا نجده في جليلنا الأشمّ ؛ هذا الجليل الذي قدّسه الربّ أكثر من مرّةبطهر قدميه وصدى صوته الجميل الذي ما زال يهدهد شماريخ الجبال والتلال .
  جورج خبّاز : فُرنك جميل وخبزك طيّب ففيه طعم الحياة وتراتيل الملائكة.
 جورج خبّاز : نحبّك في الجليل.
 

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع