القمة العربية لا تحمي المحتاجين للحماية1-2
د. مينا ملاك عازر
الخميس ١٩ ابريل ٢٠١٨
د. مينا ملاك عازر
انعقدت القمة العربية التاسعة والعشرين بالسعودية في المنطقة الشرقية حيث الأوضاع أكثر أماناً وبعداً عن نيل الصواريخ البالستيكية –عنداً في الإخوان- ولعلها انعقدت هناك لتؤكد السعودية سيطرتها على الأوضاع هناك بعد الثورة التي تكتم عليها الإعلام العربي والتي كانت مندلعة بهذه المنطقة، ولعلها قرباً من إيران لتكون الرسالة أكثر وضوحاً.
وبعيداً عن موائد الكرم السعودي التي اكتظت بأصناف الطعام لشراء أنفس بعض الزعماء العرب، وإغراء البعض الآخر، وإبراز الكرم وإظهار الثراء السعودي، ولعل كل هذا مقبول لكنه بالطبع وبالتأكيد لا يفت في الأنفس الشبعانة ولزعماء بلاد الحضارة والأكثر تحضراً وعراقة.
بعيداً أيضاً عن رائحة البارود المنبعثة من فوهات مدافع الجيش السعودي في اليمن ورائحة الموت المنبعثة من سوريا واليمن التي مولت السعودية فوحها، انعقدت القمة تحت عنوان مبهر ومفجع القدس عربية.
انبهارك من العنوان يرجع لأن الجملة الاسمية المكونة من مبتدأ كان هو القدس وخبر هو عربية يطمئنك على مستقبل القدس، يوحي باهتمام الزعماء والسعودية رئيسة القمة بالقدس، لكن السعودية –وهذا محور الفاجعة- لم تحرك ساكناً اللهم إلا تصريحات الرفض متى أعلن الرئيس الأمريكي عن إسرائيلية القدس باعتبارها عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية لها، حتى أن السعودية لم تطالب بعقد قمة عربية طارئة وهنا يكمن ويتضح في آن واحد التباين بين المواقف والإعلانات بين العناوين البراقة والمواقف المخادعة تختار عنوان القدس عربية لتبهر ولتثير المشاعر لدى شعوبك، ولا تفعل فعلاً حاسماً بعقد قمة طارئة فاعلة وفعالة لاتخاذ قرارات مناوئة ورافضة للقرار الأمريكي، وإن كان هذا يعكس وبوضوح قاطع أن العرب أخيراً عرفوا حجمهم، وأن ليس لقراراتهم فحوى ولا مضمون ولا صدى عالمي ولا حتى ضرر ولا منفعة. فعقد القمة في موعدها بل تأجيلها عن موعدها لن يقلل من مضمون الشعار الحنجوري والعنوان البراق ولا يقلل ولن يضايق صديقهم الأمريكي والمهرج الأكبر ترامب مطلق قرار إسرائيلية القدس، بل أن ولي العهد السعودي تواجد في القمة المعنونة بالقدس عربية، وهو العائد من جولة لأكثر من ثلاث أسابيع في الولايات المتحدة صرح بها تصريحات في مصلحة إسرائيل، ولم يتناقش مع ترامب بجملة هامشية على الأقل حول قراره الذي تسبب في عنونة القمة بالقدس عربية.
ومما تقدم يتضح لنا أن ما أشارت له القمة عنواناً وقرارات حول القدس بلا قيمة ولا مغزى، ولا قيمة بالنسبة للعالم اللهم إلا نفي فكرة الصفقة المزعومة بترك القدس لإسرائيل، وترك جزء من سيناء للفلسطينيين، وجاء النفي من الرئيس المصري، والمؤسف أنه لم يأتي من مهندس الصفقة بن سلمان شريك كوشنير نسيب ترامب في رعاية لما يعرف بصفقة القرن.
المختصر المفيد نحن أمة تختلف على الهلال علناً وتتفق الاحتلال سراً. جلال عام