هم يحاربونها!!!
د. مينا ملاك عازر
الثلاثاء ١٧ ابريل ٢٠١٨
د. مينا ملاك عازر
في سلسلة المقالات السابقة المعنونة بسؤال هل نحن نحارب السلفية أم نحارب الإرهابيين؟ كتبت ما يمكن كتابته ويتأتى للجريدة نشره، فلم أتطرق أبداً لمحاولة قتل مساعد مدير أمن الإسكندرية، تلك المحاولة التي سبقت الانتخابات وتزامنت مع عمليات سيناء 2018، التي تجتاح كل حدود الجمهورية، لأن تلك العملية في منظورها الواضح تؤكد أننا وأن اجتسسنا جذور الإرهاب من منطقة ما في الجمهورية لن نقضي عليه في باقي الربوع، لأن ما يتسبب في إعادة نمو الإرهاب موجود وهي البيئة السلفية الحاضنة للإرهاب، كما أنني لم أستطع الإشارة لمساهمات الجبهة السلفية في دعم الدولة المصرية والحكومة أثناء الانتخابات الرئاسية، فحشود السلفيون في مطروح والإسكندرية والبحيرة حيث بؤر نشاطهم العميقة وجذورهم الضاربة في الأرض تشهد بهذا، بغض النظر عما قيل أنهم خدعوا الدولة وكانت حشودهم العلنية لدعم الدولة ولإظهار الطوابير لكن المضمون كان في غير صالح المرشح المرجو والمتفق على دعمه، إذ أبطل السلفيون أصواتهم بحسب بعض التكهنات، ولأني لست متأكد من إبطالهم أصواتهم ولكني متأكد من غدرهم وخيانتهم المعتادة والتي سبق وأن فعلوها في التعامل مع الدولة البوليسية نظام مبارك حين غدروا بها في ثورة يناير، ووضعهم يدهم بيد الإخوان ثم انقلابهم على الإخوان ليتحالفوا مع ثوار الثلاثين من يونيو، فأنا أثق في غدر السلفيين وأتقبل مفهومهم للتعاون مع الدولة لكن ما لا أفهمه تعامل الدولة معم وارتكانها عليهم، المهم كل هذا لو سقناه في سياقه الطبيعي يجعلنا نتفهم لماذا نحن نحارب الإرهابيين ولا نحارب السلفية بل نتعاون معها.