ختان العقول
مقالات مختارة | القس رفعت فكرى
الثلاثاء ١٧ ابريل ٢٠١٨
قامت الأسبوع الماضى إحدى محررات جريدة الدستور بزيارة مركز تبارك الأزهرى بعد أن انتشرت مجموعة من المنشورات للطبيب أحمد عبده الأزهرى، تحت هاشتاج على صفحة مركزه الطبى «#الملخص_الوافى_فى_ ختان_ الإناث»، ادعى فيها أن الختان إحدى الضروريات للأنثى، وأن ما يحدث من أضرار الختان هو نتيجة لعدم اتباع المنهج السليم فى عملية الختان، وأن ختان الفتيات يحميهن من الاستثارة غير المرغوبة، ويقيهن من أمراض سرطانية.
ومن المؤسف أن يصرح طبيب مصرى بمثل هذه التصريحات التى تؤكد أنه لا ينتهج المنهج العلمى فى التفكير، لأن الختان عملية بربرية همجية استحقت أن تحمل اسم «البتر التناسلى للإناث»، وهو الاسم العلمى الجديد، كما تسميها بعض الموسوعات، وهذه العملية تعد من أعمال العنف ضد المرأة، وهى من أكثر انتهاكات حقوق الإنسان شيوعًا وانتشارًا، فهذا العنف الذى تتجرعه المرأة هو سبة شنعاء فى جبين الإنسانية وأقبح بلاء منيت به حقوق الإنسان فى عصرنا الحالى، ومن المدهش أن عملية البتر التناسلى للأنثى أصبحت بالنسبة لبعض الأصوليين فى مصر قضية دونها الموت، يرفعها ويقاتل فى سبيلها متطرفون يعتقدون أنهم قد حلوا كل القضايا المصيرية، ولم يعد أمامهم إلا متعة الأنثى يحاولون وأدها.
إن عملية البتر والتشويه التناسلى للإناث هى بكل المقاييس جريمة نكراء، وهى انتهاك واضح وفاضح لحق المرأة فى حياة آمنة مستقرة، ومن حق المرأة ألا تتعرض لأى نوع من العنف، وأن تُعامل على قدم المواساة مثلها مثل الرجل باعتبار أن ذلك من حقوق الإنسان الأساسية، وفى حقيقة الأمر أن ما نحتاجه اليوم ليس البتر التناسلى للإناث، ولكن البتر الكلى للأفكار البالية التى تعشش فى عقول الكثيرين من الأصوليين الدينيين والماضويين، سواء كانوا رجالًا أم نساء، إن العقل العربى يحتاج لعملية ختان لتطهيره من أفكاره السلبية تجاه المرأة والتعامل معها باعتبارها شيئًا لا كائنًا بشريًا، العقل العربى يحتاج لختان لتنقيته من استغراقه فى الموروثات البالية التى تجاوزها العصر وسبقتها الحضارة، وعندما يختتن العقل لن يطالب أحد بختان الإناث!!.
نقلا عن الدستور