الأقباط متحدون | أيهما أولى.. الكنائس أم ملاهي شارع الهرم؟!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٤:٠٥ | الاربعاء ١ يونيو ٢٠١١ | ٢٤ بشنس ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤١١ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

أيهما أولى.. الكنائس أم ملاهي شارع الهرم؟!

الاربعاء ١ يونيو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: جرجس وهيب
لا تكاد تمر فترة وجيزة إلا ويحدث اعتداء همجي وبربري على الكنائس القبطية، فخلال العام الحالي وقع عدة اعتداءات على كنائس قبطية خلال فترة ما قبل مبارك، وما بعد مبارك، ففي الدقائق الأولى من العام الجديد وقع اعتداء وحشي كان الأعنف خلال فترة مبارك على كنيسة القديسين بالإسكندرية، مما أسفر عن استشهاد عدد من الأقباط.
وكنا نظن أن الحال تغير بعد ثورة 25 يناير، وستستقيم العلاقة بين الأقباط المسلمين في مصر، ويمارس الأقباط شعائرهم الدينية بحرية، على اعتبار أن النظام السابق هو الذي كان يغذي الفتنة الطائفية، ويلعب على هذا الوتر لإشاعة الانقسام بين عنصري الأمة.
إذا بنا نقيق من هذا الحلم الوردي على كابوس أكثر بشاعة من سابقيه، بحادث هدم وحرق كنيسة صول بأطفيح، والمتأمل في المشاهد التي تم تصويرها وأُذيعت بعد الحادث عن عمليات الهدم، يرى صيحات جهادية أثناء عمليات الهدم والتي كانت تتم بغل وحقد شنيع.
ثم تلا ذلك حادث كنيسة "مار مينا" بإمبابة، والذى كان أكثر قسوة، حيث تم حرق الكنيسة ونهبها والاعتداء على منازل وومتلكات الأقباط المحيطة بالكنيسة، وأيضًا أظهرت المشاهد التي تم تصويرها لأفراد كانوا يقومون بعمليات الحرق والتكسير داخل الكنيسة، وإطلاق وترديد صيحات دينية أثناء عمليات الحرق والتكسير والنهب، ثم بعد ذلك بأيام قليلة رفض مسلمو عين شمس الغربية افتتاح كنيسة السيدة العذراء، التي صدر لها قرار من وزير الداخلية بافتتاحها .
كل هذه الأحداث وما سبقها خلال الأعوام الماضية، جعلتني أتساءل لماذا يرفض عدد من الأخوة المسلمون إقامة كنائس؟ والأعتراض على إنشاء الكنائس بشكل مبالغ فيها؟ وبدون مبرر، والإقدام على حرق الكنائس كلما سمحت الفرصة؟
فلماذا يكرة بعض المسلمون الكنائس؟
إذا كان البعض يعتقد أن بداخل الكنائس أسلحة فالهجموم المفاجيء على كنيسة القديسين بأطفيح ومارمينا بإمبابة، ثبت أن الكنائس لم يكن بهما أي أسلحة فهذه الحجة أصبحت غير مقبولة ولا مبرر لها، كما أن بعض الأديرة والكنائس يعمل بها بعض الأخوة المسلمين، ولم يلاحظوا وجود أي دبابات أو طائرات أو حاملات طائرات، داخل الكناس والأديرة، فالكنائس والأديرة بها سلاح وحيد وهو الصلاة، وهو أقوى من أي سلاح نووي .
وقد يعتقد البعض أن الكنائس بها اماكن لممارسة الرذيلة، وخاصة خلال الأعياد وخلال فترة إغلاق الأنوار في عيد رأس السنة، وخلال مراسم الزواج، ما يطلقون عليه "خمسة فرفشة"، وهذا الكلام كان يروج له مدرسو التربية الدينية الإسلامية أثناء فترة دراستي الثانوية.
طبعًا هذا الكلام كلام فاضي وغير منطقي، فكثيرين من الأخوة المسلمين يشاركون الأقباط الاحتفال بالأعياد ومراسم الزواج، ولم يلاحظوا أي تجاوزات داخل الكنيسة، وبالعقل والمنطق كيف يسمح رجل لزوجته أو أخته أو أمه أن يتجاوز معها البعض أثناء وجوده بالكنيسة؟!
كما يعتقد البعض أن المسيحيين كفار يؤمنون بثلاثة آلهة، وما يقال داخل الكنائس من صلوات هي أعمال شعوذة ودجل وسحر.
المسيحيون لا يؤمنون بثلاثة آلهة كما يعتقد البعض، فالمسيحيين يؤمنون بإله واحد، كما أن الصلوات التي تقام داخل الكنائس أفرزت قديسين عظماء معاصرين، مثل البابا كيرلس السادس، كثير من الأخوة المسلمون حدثت معهم معجزات على يديه، وهي مسجلة في كتب المعجزات بالاسم ورقم البطاقة، كذلك ظهور السيدة العذراء فوق كنيسة الزيتون، منظر شاهده الملايين من المسلمين والأقباط، لو كانت هذه الكنائس مكانًا لا يذكر فيها اسم الله، فكيف يسمح الله بظهور السيدة العذراء بها، وتشفي الكثيرين من المرضى من المسلمين والمسيحيين .
وإذا كان بعض المسلمين يتعدون على الكنائس بحجة محاربة الانحلال الخلقي، والذي يعتقدون أنه بالكنائس، كان الأولى بهم أن يهاجموا أولاً ملاهي وكباريهات شارع الهرم، أم أن هناك سبب آخر يحرك البعض ضد الكنائس، لكي يهجموا عليها بهذا الغل والحقد والكراهية؟!
فلابد أن يساهم الإعلام في إزالة هذه المعتقدات الخاطئة التي زرعت في عدد كبير من الأخوة المسلمين منذ الصغر، عن طريق بعض البرامج التي يتحدث خلالها عدد من رجال الدين المستنيرين، كما لا مانع من إذاعة بعض البرامج بالتليفزيون المصري من داخل الكنائس، وأن تتجول الكاميرات داخل الكنائس، وتخصيص برامج بالتليفزيون المصري يشرح خلالها رجال الدين المسيحي العقيدة المسيحية، وسوف يساهم ذلك في إزالة بعض الأفكار المغلوطة التي يستخدمها الآن البعض لإقناع البسطاء بمهاجمة بيوت السلام، والمحبة والصلاة والطهارة، ومناجم الأخلاق والانتماء والتي لولا الصلاة التي ترفع بها يوميًا، لكانت مصر مثل الصومال.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :