ÙÙŠ زمن البØØ« عن القيم
مدØت بشاي
٣٢:
٠٤
م +02:00 EET
السبت ١٤ ابريل ٢٠١٨
كتب : مدØت بشاي
medhatbeshay9@gmail.com
لاشك أن القيم هي الطابع الخاص للوجود الإنساني؛ Ùهي Ø®Ùلقٌ ومÙثل سامية نسعى إلى ترجمتها عملياً. القيم إذن هي دواÙع Ù…Øركة لسلوكنا. ومن الضرورة بمكان التذكير بأنه لا ÙŠÙقصد بالقيم دوماً السامية والنبيلة منها، بل هناك قيم سلبية بل ومنØدرة ÙˆÙاسدة تدÙع أيضاً بسلوك ما ÙˆÙقاً لهذه القيمة أو تلك؛ ÙƒØب السلطة والتملك وما يتبعهما من سلوكيات وغيرها من الشهوات.
وبمناسبة القيم والإيجابية منها بالتØديد ØŒ ÙˆÙÙŠ زمن الكبار ..ÙŠØكي لنا الكاتب والناقد الÙنى الرائع الراØÙ„ رجاء النقاش ما جاء على لسان الكاتب الكبير ÙŠØيى Øقى ÙÙ‰ Øوار إذاعى طويل أجراه معه المذيع المثق٠عادل النادى بتاريخ 25 أبريل سنة 1991Ù…ØŒ أى قبل رØيله عنا بعام واØد وثمانية شهور (توÙÙ‰ ÙÙ‰ 10 ديسمبر سنه1992Ù…)ØŒ والذى نشرته مجلة «Ø§Ù„إذاعة والتليÙزيون» ÙÙ‰ عدة Øلقات بعد ذلك.
قال ÙŠØيى Øقى عن Ù†Ùسه: إننى الآن عندما أعيد قراءة مقاطع مما كتبته ÙÙ‰ قنديل «Ø£Ù… هاشم» أقول إننى كنت قليل الأدب وكنت بذيئًا لأننى شتمت الشعب المصرى شتائم Ùظيعة جدًا، وأنا شديد الخجل بسبب ذلك، Ùعندما أقول عن الشعب إن بوله Ùيه دم وديدان أى أنه مصاب بالبلهارسيا والانكلستوما أو أقول عن الناس إنهم يسيرون كالقطيع، Ùليس Ùيهم من يسأل أو يثور... ÙÙ‰ مثل هذا الكلام بذاءة شديدة ولابد من الاعتذار عنها. ذلك ما قاله ÙŠØيى Øقى بلسانه عن Ù†Ùسه.
إنه الضمير اليقظ والانتماء الطيب من جانب مواطن لشعبه .. من جانب كاتب كبير ÙŠÙØاسبه ضميره ويوقظ Ùيه نبض الإØساس بوقع الكلمات وتبعات أثرها Ùيتراجع ويعتذر لكل الدنيا بصراØØ© ونقاء سريرة.
لاشك، يتÙاوت الناس تÙاوتًا كبيرًا ÙÙ‰ مدى يقظة ضمائرهم، ÙˆÙيما أنعم عليهم الله من ملكات روØية وإيمانية، Ùالبعض تاهت ضمائرهم ÙˆÙقدوا ظل وجودهم، ÙÙ‰ Øين أن البعض الآخر يتألق Ùيه الضمير ويتيقظ، لدرجة الإØساس الدقيق، وكلا الأمرين خطر على الØياة الإنسانية، لأنه ÙÙ‰ الØالة الأولى يستهد٠صاØب الضمير المتØجر إلى القساوة والشر والتجرد عن المزايا البشرية، ÙˆÙÙ‰ الØالة الثانية يتعرض صاØب المزاج الرقيق إلى مؤثرات تقلق راØته وتسلب سكينة عيشه، وخير منهج هو طريق وسط بين الطرÙين، Ùيناط بالضمير أن يرعى الإنسان ØÙ‚ غيره وأن ÙŠØسن ولا يسىء، Ùتبلغ Ù†Ùس الÙرد قصارى ما تبلغه Ù†Ùس طيبة من رعاية Øقوق الناس ومن كل٠بالخيرات وسخط على الشرور.
وأعود مرة أخرى لكاتبنا الراØÙ„ رجاء النقاش الذى عقب على تراجع وأس٠«Øقى» وكتب: Ù†ØÙ† هنا نق٠مع ÙŠØيى Øقى ضد ÙŠØيى Øقى، ÙÙÙ‰ الأدب الصادق الجميل Ùإن الزعل مرÙوع أى أننا لا يجوز أن نزعل من أديب Ùنان قلبه علينا، ومن ØÙ‚ أديب كبير، موهوب ÙˆØساس ونبيل، مثل ÙŠØيى Øقى، أن يقول ما قاله عن شعبه عندما وجد ÙÙ‰ هذا الشعب Ø£Øوالاً لا ترضيه ÙÙ‰ النص٠الأول من القرن العشرين والغاضب الناقد الناقم هنا وهو ÙŠØيى Øقى، يريد بشعبه خيرًا ولا يريد به السوء، وقد كان الأديب الروسى أنطون تشيكو٠(1860 1904Ù…) يقول: إن بلدنا روسيا بلد سخيÙØŒ غليظ القلب. ولم يتهمه Ø£Øد بالبذاءة أو قلة الأدب أو انعدام الوطنية بل إن الذين ÙŠÙهمون معنى الغضب المقدس عند الأدباء والÙنانين العظماء قد اعتبروا ما قاله تشيكو٠صرخة من أجل نهضة شعبه وبلاده، وهكذا نعتبر Ù†ØÙ† كلمات ÙŠØيى Øقى، أو يجب علينا أن نعتبرها كذلك، Ùقد كانت كلها كلمات مبنية على Øسن النية والمشاعر الطيبة النبيلة والرغبة ÙÙ‰ أن يتØرك أهل مصر من نومهم واستسلامهم لظروÙهم الصعبة السيئة.
عزيزى القارئ ØŒ إن Ù†Ùوس الناس تختل٠ÙÙ‰ سعتها وضيقها كما تختل٠بيوتهم، Ùبعضها تÙيض بغر٠متسعة، وأخرى ليس بها إلا غر٠ضيقة، ومن الناس من تضيق Ù†Ùسه لثقب إبرة، ومنهم من تتسع Øتى تØتضن الدنيا بأسرها، وتولد النÙس ضيقة Ùيزودها الإØساس بالتجارب وينال التهذيب منها كل توسيع وعمق، ويضÙÙ‰ عليها الدين من أنوار الرجاء ما ÙŠÙØªØ Ù…ØºØ§Ù„Ù‚Ù‡Ø§ØŒ وينير ظلماتها، ويوسع رقعتها، ومن ضروب توسيع النÙس ويقظة الضمير الاتصال بنÙس كبيرة، والأخذ بتعاليمها، والتناغم مع Øياتها..