الوجه الآخر للمترو بعد نص الليل قطار فاضى ورصيف «بيجروا عليه»
أخبار مصرية | الوطن
السبت ١٤ ابريل ٢٠١٨
زحام لا يتوقف، وحركة مستمرة، والهمهمات تطغى على المكان، والعشرات إما على درج السلم أو البديل الكهربائى والمئات على أرصفة محطات المترو. مشهد ثابت لا يتغير فى كل الأيام، غير أن المكان نفسه يتحول إلى النقيض تماماً مع الساعات المتأخرة، لتكون الأرصفة مع مرور آخر قطار مترو هادئة، والصوت الوحيد الذى يطغى على المكان، هو النداءات المستمرة للركاب بسرعة الركوب. على طريقة «النداء الأخير لطيارة الدوحة»، المشهد الذى حدث فى فيلم «إكس لارج» كانت ميكروفونات محطة مترو السادات، تنادى على الموجودين فى المحطة، بسرعة التوجّه إلى القطار الذى سيتوقف على الرصيف بعد ثوانً معدودة «آخر قطار متجه إلى شبرا الخيمة» وفى تلك اللحظة كان ماجد رأفت يأخذ التذكرة من الصراف، الذى أوصاه بسرعة الوصول إلى الرصيف قبل أن يصل القطار الأخير «أخدتها جرى، المترو بيبقى فاضى ومافيهوش ناس كتيرة، علشان الوقت متأخر والساعة 12 ونص»، يحكى الشاب الذى يعمل فى بيع الملابس بأحد محال وسط البلد، ويتحرك من محله قبل دقائق من تحرك القطار الأخير الذى يخرج من أول محطة مترو فى تمام الـ12 وربع بعد منتصف الليل: «بقيت عارف المواعيد، وبصراحة أنا بالحق المترو بدل ما أركب مواصلات، ده مهم بالنسبة لى علشان أرخص».
«كمال»: «ياريت المترو على طول زى بالليل كده»
المشهد على الأبواب كان مثالياً، الجميع ملتزم بالأماكن المخصّصة للدخول والمخصّصة للخروج، لكن ما جعل المشهد مثالياً هو قلة الأعداد وفراغ عدد كبير من الكراسى داخل العربات، على عكس الصباح، الذى قد لا يجد فيه أحد لنفسه مكاناً على أرض العربة.
ينطلق المترو من محطة إلى أخرى، وفى كل واحدة يتكرّر الموقف نفسه، لا سيما فى المحطات التبادلية، مثل الشهداء والسادات والعتبة: «ياريت المترو على طول زى رحلة بالليل بالهدوء بتاعها ده» قالها كمال محمد.