الأقباط متحدون - هل نحارب السلفية أم نحارب الإرهابيين1-2
  • ٢٣:١٠
  • الخميس , ١٢ ابريل ٢٠١٨
English version

هل نحارب السلفية أم نحارب الإرهابيين1-2

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٢١: ٠٢ م +02:00 EET

الخميس ١٢ ابريل ٢٠١٨

تعبيرية
تعبيرية
د. مينا ملاك عازر
 
بينما يقف الجيش المصري العظيم مصطف متخذ موقف المدافع ضد هجمات إرهابية بربرية ترنو للنيل منه ومن الوطن، أو تراه مصطفاً في مواقف أخرى كثير متغيرة المسميات والعناوين لكي يهاجم هؤلاء الذين نالوا من بعض رجاله الشجعان شهداء الواجب والوطن تحت رايات حق الشهيد من 1 ل4، وحتى الآن وبعنوان سيناء 2018، وبينما يقف رجال الشرطة الشرفاء الجادين أمام محاولات طاغية وباغية من مجرمين للنيل منهم ومن الوطن ومن المواطن أو يفككون خلية إرهابية أو قل خلايا، وبينما تنتشر قوات إنفاذ القانون -ذلك المسمى العذب- لتقتص لرجال مصر ونسائها من كارهيها، تجد رجال يصطفون في المقابل ليرفضوا تقنين وضع قائماً منذ زمن وهو إعلان رسمي بوجود كنيسة بقريتهم، تقنين وضع الكنيسة يؤذيهم فيرفضون هذا بشتى السبل العاصفة بالقانون والشرطة والكارهة للعقل والمجبرة للمسيحيين أقباط تلك القرية لأن يقبلوا بأمر واقع كريه لكل مصري حقيقي، وينكرون هذا ويقفون أمام اللجنة الذاهبة لدراسة الوضع وتقنين الكنيسة وإعلانها كنيسة رسمية، هنا وهنا فقط، تجد المفارقة الإنسانية والفكرية التي نقع في حبالها، ولذا علينا أن نطرح السؤال، هل نحن نحارب الإرهابيين؟ الإجابة نعم قاطعة وباترة وواضحة ولا ريب فيها، فمشاهد جنودنا شرطة وجيش تشهد بهذا ودمائهم التي أريقت على الأرض تسطر شهادات وروايات مخلدة أبد الدهر، تروي لنا عن عظمتهم، وتروي الأرض لتنبت أشجار راسخة في وجه رياح الإرهاب.
 
لكن الحقيقة في الداخل أن من بين الرجال الصعيديين الذين يقطنون قرية الطود بمحافظة قنا ومن على شاكلتهم كثر بالمناسبة، رجال يعرفون بأنهم إرهابيين لكن الدولة لا تجابهم، وحتى مجابهتهم لن تكن أكثر من مجابهة لإرهابيين، أما مجابهة من جعلهم هكذا فهي مجابهة غير جادة، ودعني أتوقف عند كلمات صرخ بها الرئيس السيسي غير مرة حين قال أنا سأحاجكم يوم القيامة، لأنه طلب منهم تجفيف منابع الإرهاب فلم يفعلوا، طلب منهم مواجهة الإرهاب فلم يقبلوا، طلب منهم تطوير أفكارهم ومناهجهم فأبوا وعاندوا وكابروا، فكانت النتيجة التي نراها جيش وشرطة تحارب مسلحين بسلاح ناري وبأفكار هدامة وحقد وكره يعتري صدورهم، ويملأ نفوسهم بغضاء ضد جيرانهم وشركاء الوطن، بل قل مواطنين مثله لكنهم لكونهم لا يعتنقون نفس فكره فهم كفرة، حتى وإن اعتنقوا ذات الدين الذي من المفترض أنه يبحث عنه ويدافع عنه ويحميه ويتذرع بالدعوة إليه،ولكي أكون واضح في حديثي ولتعذروني في هذا، سأرجأ الأمر للجزء الثاني من المقال لأوضح غرض عنوان المقال، ومعنى ومفهوم ما أريده للأسف، ولكن سيكون هذا دون مواربة وبوضوح لا ضيم فيه - بإذن الله- ألتقيكم المقال القادم إن عشنا وكان لنا نشر.
 
المختصر المفيد الحرب الأخطر هي حرب الفكر فهل هي جادة؟